بعد أن بلغت الجرائم الأمريكية منتهاها، وكشفت عن وجهها القبيح في الأيام الأخيرة، بات التساؤل عن الإجراء الأكثر إيلاما لأمريكا مشروعا وملحا.
“مذبحة الفجر” الأخيرة تسببت في إثارة عاصفة من الغضب الذي لم يعد كافيا ، فكيف يمكن إيلام زبانية أمريكا لاسيما بعد تواصل دعوات التحريض على القتل التي يتبناها حكام إسرائيل المتطرفون جهارا نهارا؟
الكاتب الصحفي كارم يحيى تساءل في نبرة لا تخلو من أمل: هل نرى يوما تحرك الشعوب العربية ضد قواعد القوات الأمريكية فوق أراضيها والمناوارت المشتركة معها وحلفاء واشنطن من تل أبيب ولندن وقوات عواصم أخرى معادية لحقوق وحريات الشعوب؟
البعض اعتبر التساؤل مشروعا ومهما وقابلا للتحقق، في حين اعتبره آخرون حلما بعيد المنال.
برأي د.عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فإن البلاد العربية أصبحت في حضن الأمريكان، مشيرا إلى أن من دلائل هذا سلسلة التطبيع التي قاموا بها مع إسرائيل.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن هذه الأنظمة أصبحت تابعة للأمريكان، لافتا أن مثل هذه الدعوات لن تغني من الأمر شيئا وستكون هباء منثورا.
وعن الإجراء الأكثر إيلاما لأمريكا للرد على جرائمها؟
يقول الدسوقي مؤلف كتاب ” الصهيونية والقضية الفلسطينية في الكونجرس الأمريكي”، “ليلة اعتراف أمريكا بإسرائيل.. في أصول التلاعب بمصير الشعوب”: “المقاطعة مجدية جدا، ويجب استدعاء سفراء أمريكا في البلاد العربية، وتوجيه اللوم، ثم التهديد بمقاطعة البضائع الأمريكية ومنع استيرادها، هذه إشارات تؤكد الجدية وستخيف هذا الصديق العدو”.
وردا على سؤال: هل الحكومات العربية تملك مثل هذه الجرأة لاستدعاء سفراء أمريكا؟
هذه الحكومات يجب أن تتحرك وهي صنيعة الأمريكان.
من جهتها قالت د.عالية المهدي العميد الأسبق لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية ساءها وآلمها تدمير مركز الإيواء في غزة و استشهاد اكتر من 100 انسان ما بين أطفال و كبار بواسطة عدو غاشم .
وتضيف أن تدمير مركز الإيواء يذكرها بتدمير مدرسة بحر البقر بالشرقية علي رؤوس أطفال أبرياء ، مشيرة إلى أن تدمير مركز الإيواء هو استمرار لعمليات الإبادة الجماعية المستمرة منذ عشرة اشهر بلا هوادة.
وتتابع “المهدي” متسائلة: “لماذا نتوسط مع عدو رافض للحل ، رافض للوساطة، مستمر في الإبادة لآخر طفل فلسطيني؟”
وخلصت إلى أن الحل و لو كنقطة بداية في مقاطعة كل الدول العربية للتواصل مع العدو و سحب السفراء و قطع العلاقات، و تقديم مساعدات حقيقية للشعب الفلسطيني في غزة وتقديم دواء و علاج و غذاء.
وقالت إن الشعب الفلسطيني يُباد أمام أعيننا دون أن نحرك ساكنا، مؤكدة أن قلبها حزين علي حال أمتنا من ضعف و هوان شديد.
أما الأديب عباس منصور فيرى أن دعوة الشعوب للتحرك رفضا للقواعد الأمريكية في المنطقة العربية هي دعوة أقرب إلى الخيال في هذا الوقت،مشيرا إلى أنه لا يوجد قدر كاف من الوعي عند الشعوب العربية التي باتت مطحونة بكل أنواع الفساد: مشقة العيش، وتدهور التعليم، والأمراض.
ويوضح وجهة نظره قائلا: “الإنجاز الكبير الذي حققته الثورة الفلسطينية أنها أيقظت المغفلين والمغيبين، وهذه المنطقة تعاني منذ سقوط العثمانيين، ولا يزال الصراع على أشده لنهب هذه التركة الكبيرة.”.
ويقول إن المنطقة لا تزال في طور الصياغة منذ سقوط السلطان عبد الحميد، مشيرا إلى الحركات الوطنية منذ سعد زغلول قاومت كثيرا ولم تأت بعد بالاستقلال الكامل.
وقال إن وجود إسرائيل كان أحد الضمانات حتى لا تنال هذه المنطقة استقلالها، مشيرا إلى أن الجميع تعاون على إيجادها ودعمها بكل السبل.
وعن كيفية تعديل هذه المعادلة الظالمة، يقول منصور: هذا لن يحدث إلا إذا تدخلت إحدى القوى الكبيرة وتصدت للمخطط الأمريكي، عندئذ يمكن للشعوب أن تنتفض.
ويقول إنه كانت أمام مصر فرصة كبيرة للاستقلال في الحرب العالمية الثانية ولكن بسبب أمثال إسماعيل صدقي تم إجهاض المحاولة.
ويتفق منصور مع د. الدسوقي في أن المقاطعة سلاح موجع ومهم يجب ألا نتركه، لافتا إلى أن المقاطعة ليست في البضائع فقط، بل يجب أن تمتد لكل الأطروحات والأفكار الأمريكية الخاصة بالحداثة والديمقراطية الساعية للسيطرة على العالم ولا تنطوي على خير قط .
وحذر منصور من أن صفقة القرن تجري على قدم وساق بمحاولة ترحيل الفلسطينيين إلى مصر ثم إلى أوروبا.
ويختتم مؤكدا دعوته إلى مقاطعة أمريكا على جميع المستويات.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم