| د.ريم حرفوش
لم تعد الحياة بالتأكيد كما كانت قبل ..حتى نحن.. مشاعرنا مخاوفنا أفكارنا الكثير من الفوضى بداخلنا يحتاج لإعادة ترتيب والإقلاع من جديد ..
لم يعد طريق اللاذقية طريق الحنين الذي كنت أستمتع بكل ثوانيه بطريق الذهاب وتنهار مشاعري في طريق الإياب باكية تطالبني بالبقاء مع الروح العالقة على جدار ودرج بيت أهلي وشوارع مدينتي التي أحب ..
بيوت من أعرف والطرقات التي احتضنتني يوما اللاذقية جبلة الريف مابينهما درب حافل بالموت والنكبة على مدار سنوات الأزمة ولكن كان الإحساس مختلفا .. للمرة الأولى أحسست برغبتي بالصراخ ليخرج القهر المتراكم على أمل أن الغد سيكون أفضل لتقرأ في معالم الوجوه وملامحها أننا وصلنا لنقطة اللاعودة الأنقاض والسيارات المحترقة والأشلاء والعائلات المشردة ومراكز الإيواء هل هي قدر لنا ومحاولات الإغاثة والاحتياج اللامحدود لكل شئ حتى لأبسط لحظة تعاطف إنسانية والعجز رغم تدفق المساعدات والروتين الرتيب والموافقات المهترئة التي تنظًمك حينا وتقيًدك أحيانا أكثر ..
بعد مضي هذا الوقت ومازال الموت حاضناً لأفكارنا ونحن نراقب بطرف العين اهتزاز التريا كمشعر لنا بكارثة مرتقبة ومازلنا نتابع محاولاتنا المستميتة لمد يد العون والحياة ونحن على أهبة الاستعداد والتقبل أننا غدا قد نكون نحن .. عسى هذا الإحساس والتقبل يهذًب أخلاقياتنا تصرفاتنا علاقتنا مع الإله أو حتى مع الشيطان بداخلنا .. تعاطينا مع ذاتنا ومع المجتمع ..
الزلزال لم يعد من أعماق الأرض بل بداخلنا ..
لنكن أكثر واقعية وتفهماً وإنسانية وإحساساً بالآخر من كان لديه شيئ إيجابي نحن معه ومن تواجد للتسلية والفلاشات الكاذبة ليعد لمنزله حتى لاتصيبه شظايا الانهيارات بداخلنا فالوضع لايحتمل حالات المجاملة والنفاق والكذب والتصفيق فالجميع هنا بين فكي الكماشة ومن نواسيهم اليوم قد يواسونا غدا ..
شكرا لكل من كان معنا بلسماً ولكل من يفتح باباً للخير والعطاء مازال السوريون يثبتون يوماً بعد يوم أنهم المعجزة الثامنة ..
فبين الموت والحياة صور مختلفة ..
البناء المتهدم قال لنا صاحبه البناية مااهتزت البناية حسب تعبيره وربت وهم يتأملونها وبكل رضا الحمدلله مازلنا أحياء ..
صور البيت لسيدة رائعة أرملة فتحت بيتها رغم فقر الحال لاستقبال السيدات من المنازل المتضررة المجاورة الآيلة للسقوط ..
لهذا الوطن وأهله كل الحب
ولسورية الأمان و السلام ..
(سيرياهوم نيوز3-صفحة د.ريم)