قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا أبلغت إسرائيل بأن إيران “لا تريد تصعيدا” بعد تقارير عن هجوم إسرائيلي على مدينة أصفهان بالجمهورية الإسلامية ردًا على هجمات غير مسبوقة بطائرات مسيّرة وصواريخ ضد الدولة العبرية نهاية الأسبوع الماضي.
وقال لافروف في مقابلة مع محطات إذاعية روسية “حصلت اتصالات هاتفية بين قيادتَي روسيا وإيران وممثلينا والإسرائيليين. أوضحنا… أبلغنا الإسرائيليين في هذه المحادثات بأن إيران لا تريد تصعيدا”.
من جهتها، دعت دول عربية، الجمعة، إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد بالمنطقة، وإنهاء الانتقام المتبادل بين إسرائيل وإيران.
جاء ذلك في بيانات رسمية منفصلة صادرة عن الإمارات وسلطنة عمان ومصر والأردن، عقب هجوم منسوب لإسرائيل استهدف إيران فجر الجمعة.
وفجر اليوم، قالت وسائل إعلام أمريكية منها “سي إن إن” نقلا عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، إن تل أبيب وجهت ضربة لإيران ردا على هجومها قبل أيام.
وبينما أكد إعلام إيراني منه التلفزيون الرسمي تعرض البلاد لهجمات بطائرات مسيرة تم إسقاطها في سماء أصفهان وسط البلاد، قالت صحيفة “جروزاليم بوست” العبرية إن إسرائيل هاجمت بصواريخ أطلقت من طائرة “أصولا” للقوات الجوية الإيرانية في المدينة.
** قلق ودعوات للتهدئة
وأعربت الإمارات في بيان للخارجية عن “القلق البالغ من استمرار التوتر في المنطقة”، ودعت إلى “عدم اتخاذ خطوات تفاقم التصعيد”.
كما دعت إلى “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتجنب التداعيات الخطيرة وانجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار”.
وجددت مطالبتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسلم الدوليين عبر حل القضايا والصراعات المزمنة في المنطقة والتي باتت تهدد الأمن والاستقرار العالميين.
الخارجية العمانية بدورها، قالت في بيان، إنها “تتابع استمرار التوتر في الإقليم وتدين الهجوم الإسرائيلي هذا الصباح على أصفهان في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كما تدين وتستنكر اعتداءات إسرائيل العسكرية المتكررة في المنطقة”.
وناشدت سلطنة عمان وفق البيان “المجتمع الدولي بضرورة معالجة أسباب وجذور التوتر والنزاع عبر الحوار والدبلوماسية والحلول السياسية، والتركيز على جهود وقف إطلاق النار في غزة والاحتكام للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة”.
وأعربت مصر في بيان للخارجية عن “القلق البالغ تجاه استمرار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وإيران، وذلك على إثر ما تردد عن توجيه ضربات صاروخية ومسيرات ضد مواقع في إيران وسوريا”.
وطالبت الطرفين بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والامتثال الكامل لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، محذرةً من عواقب اتساع رقعة الصراع وعدم الاستقرار في المنطقة.
وأكدت أنها “سوف تستمر في تكثيف اتصالاتها مع جميع الأطراف المعنية والمؤثرة من أجل احتواء التوتر والتصعيد الجاري”.
في سياق متصل، حذر الأردن بحسب منشور لوزير الخارجية أيمن الصفدي على منصة إكس، من “خطر التصعيد الإقليمي”.
وأدان الصفدي “كافة الأعمال التي تهدد جر المنطقة إلى الحرب”، داعيا إلى “إنهاء الانتقام الإسرائيلي الإيراني”.
جاء ذلك في منشور لوزير الخارجية أيمن الصفدي، على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”.
وقال الصفدي: “نحذر من خطر التصعيد الإقليمي، وندين كافة الأعمال التي تهدد جر المنطقة إلى الحرب”، داعيا إلى “إنهاء الانتقام الإسرائيلي الإيراني”.
وأضاف أن “الحرب اللاإنسانية على (الفلسطينيين في قطاع) غزة يجب أن تنتهي الآن”.
وتابع: “يجب أن يظل تركيز العالم منصبا على إنهاء العدوان الكارثي (الحرب التي تشنها إسرائيل) على غزة”.
وصباح الجمعة، ألمحت تالي غوتليب، عضو الكنيست عن حزب “الليكود” الذي يقوده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى أن إسرائيل هاجمت إيران، فيما لم تتبن تل أبيب العملية رسميا.
وحتى الساعة 10:40 (ت.غ) ما تزال تل أبيب تلتزم الصمت إزاء تقارير أمريكية عن مهاجمتها لأهداف في إيران وسوريا والعراق.
وجاءت هذه التقارير عقب تهديدات إسرائيلية طوال الأيام الماضية بمهاجمة طهران، ردا على هجمات نفذتها الأخيرة بعشرات المسيرات والصواريخ من أراضيها صوب إسرائيل مساء السبت.
من جهتها، قالت القناة “12” العبرية إن “وزارة الخارجية طلبت من سفاراتها بالعالم الامتناع عن الإدلاء بتصريحات عن التقارير عن هجوم في إيران”.
من جهته، دان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “أي عمل انتقامي” في الشرق الأوسط، حسبما أكد المتحدث باسمه الجمعة بعد الانفجارات في وسط إيران.
وقال ستيفان دوجاريك في بيان إن “الأمين العام يكرر أن الوقت حان لوقف دوامة الأعمال الانتقامية الخطيرة في الشرق الأوسط”. وكان غوتيريش قد حذر الخميس من خطر “نزاع إقليمي شامل”.
ومساء السبت، أطلقت إيران نحو 350 صاروخا وطائرة مسيرة، في أول هجوم تشنه مباشرة من أراضيها على إسرائيل، ردا على هجوم صاروخي استهدف القسم القنصلي بسفارة طهران لدى دمشق مطلع أبريل/ نيسان الجاري.
وتتهم طهران تل أبيب بشن الهجوم الصاروخي؛ مما أسفر عن اغتيال 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي.
ولم تعترف تل أبيب أو تنف رسميا مسؤوليتها عن هجوم دمشق، وتعتبر كل من إيران وإسرائيل الدولة الأخرى العدو الأول لها، وبينهما عقود من العداء واتهامات بشن هجمات متبادلة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم