برهنت فرنسا أنها أكبر معارض لقيام الدولة الفلسطينية بعدما أعربت عن انتقادها للدول الأوروبية التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، وترى في اسبانيا الخصم الذي يزاحمها في صناعة القرار الأوروبي، وتتحرك لعرقلة اعترافات أوروبية أخرى.
واعترفت ثلاث دول أوروبية وهي اسبانيا والنروج وإيرلندا بالدولة الفلسطينية يوم الثلاثاء الماضي، ثم قامت سلوفينيا بالاعتراف، وتنوي بلجيكا الاعتراف بدورها بالدولة الفلسطينية خلال الأسابيع المقبلة.
ولا ترى باريس بعين الارتياح التحرك الإسباني بزعامة رئيس الحكومة بيدور سانشيز الذي قاد ومنذ 7 أكتوبر حملة وسط الاتحاد الأوروبي لحشد الدعم الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وكانت أخبار تشير الى اعتراض باريس على هذه المحاولة، إلا أنها تأكدت هذا الأسبوع بالملموس والأحداث.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية ليس موضوعًا محظورًا بالنسبة لفرنسا، لكنه يجب أن يأتي في وقت مفيد وليس استجابة للانفعال“. وكان هذا تعليق ماكرون الثلاثاء الماضي في على الاعتراف الإسباني والنرويجي والإيرلندي بالدولة الفلسطينية، وجاء ساعات قليلة بعد الاعتاف الثلاثي.
وانضم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني الى جوقة رئيسه الأربعاء الماضي متهما اسبانيا وإيرلندا والنرويج بأنها فضلت ”التموضع السياسي“، لا سيما في سياق الحملة الانتخابية الأوروبية، بدلاً من السعي إلى حل دبلوماسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وتابع قائلا ”إن فرنسا تؤيد حل الدولتين. ومن الواضح أن مسألة الاعتراف يجب أن تثار بطبيعة الحال. والسؤال الذي يطرح نفسه، وقد قلت هذا بوضوح شديد لنظرائي الإسبان والإيرلنديين على وجه الخصوص، هو: ما هو اليوم التالي لمسألة الاعتراف؟ ما هي النقطة الدبلوماسية؟”.
وتخشى فرنسا خسارة التأثير السياسي وسط الاتحاد الأوروبي في قضايا حساسة للغاية مثل قضية فلسطين والعلاقات مع الصين وروسيا. وترى في اسبانيا خصما كبيرا في ملفات البحر الأبيض المتوسط، خاصة وأن اسبانيا رفضت في الماضي مسايرة باريس في سياستها العدائية لتركيا.
ويعتقد أن فرنسا مارست ضغطا على بلجيكا لكي لا تعترف بالدولة الفلسطينية، وتعتبر باريس جارتها البلجيكية ملحقة دبلوماسية بها.
ولكي تغطي على مواقفها المعرقلة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، تطالب فرنسا السلطة الفلسطينية بالإصلاح تمهيدا للاعتراف.
وكان الرئيس ماكرون الوحيد في العالم الذي نادى بائتلاف دولي ضد حركة حماس غذاة 7 أكتوبر.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم