آخر الأخبار
الرئيسية » عالم البحار والمحيطات » بعد انقطاع كابلات البحر الأحمر… تركيا تطرح نفسها بديلاً رقمياً آمناً

بعد انقطاع كابلات البحر الأحمر… تركيا تطرح نفسها بديلاً رقمياً آمناً

 

في زمنٍ تُقاس فيه قوة الدول ليس بما تملك من موارد طبيعية فحسب، بل بما يمرّ عبرها من بيانات رقمية، تتحرّك تركيا بخطى ثابتة نحو لعب دور استراتيجي جديد: أن تكون البوابة الرقمية بين الشرق الأوسط وأوروبا.

 

من موقعها الجغرافي الفريد الذي يصل بين قارتين، إلى بنيتها التحتية المتنامية في عالم الكابلات البحرية والبرية، يبدو أن اسطنبول تستعد لأن تصبح مركز العبور الأساسي لحركة الإنترنت في المنطقة وربما المنقذ في أوقات الانقطاع.

 

وفقاً لتقرير جديد صادر عن مجموعة DStream، تزداد أهمية تركيا منصّة عبور رئيسية لأنظمة الكابلات البحرية وبديلاً واعداً من المسارات البرية التي تربط الشرق الأوسط بأوروبا، ما يجعل منها نقطة ارتكاز حيوية في مشهد الاتصالات العالمي.

 

وقد سلط التقرير الضوء على هشاشة البنية الرقمية في المنطقة الشهر الماضي، عندما تسبب تضرّر الكابلات البحرية في البحر الأحمر بتعطيل خدمات السحابة والإنترنت التابعة لشركة مايكروسوفت، ما أدى إلى انقطاع الاتصال في أجزاء واسعة من الشرق الأوسط وآسيا.

 

الميزة الكبرى لإسطنبول، بحسب التقرير، تكمن في توفيرها مساراً بديلاً آمناً يربط الشرق الأوسط بأوروبا عبر اليابسة، مما يعزز مرونة الشبكات الإقليمية ويمنحها قدرة على الصمود أمام أي أعطال بحرية مستقبلية.

 

وتوقّعت DStream أن تتضاعف سوق الربط الشبكي في إسطنبول بحلول عام 2030، مدفوعة بظهور شبكات جديدة، وتطور البنية التحتية، وازدياد الطلب على خدمات الحوسبة السحابية.

 

وقال التقرير: “رغم أن الكابلات البحرية كانت الوسيلة الأساسية لنقل البيانات لعقود، فإن المسارات البرية عبر تركيا توفر بديلاً حيوياً ومسارات احتياطية ضرورية للامتثال الشبكي وتعزيز المرونة ضد الانقطاعات”.

 

ويؤكد بولنت شين، المدير الإقليمي للشرق الأوسط في شركة تبادل الإنترنت DE-CIX إسطنبول، أن الأعطال التي شهدتها الكابلات في البحرين الأحمر والبلطيق أظهرت أهمية هذه البدائل.

“الكابلات البحرية تنقل كميات هائلة من البيانات، لكنها أكثر عرضة للمخاطر، فعندما يقع العطل في البحر تحتاج السفن إلى إصلاحه وقد يستغرق ذلك شهراً أو شهرين، بينما يمكن إصلاح الأعطال البرية بسرعة أكبر.

 

 

 

ورغم أن تركيا وضعت الأسس التقنية لتصبح مركزاً للربط الرقمي، إلا أن DStream شددت على ضرورة استكمال البنية التنظيمية والاقتصادية.

 

فهي توصي أنقرة بـتبسيط القوانين الخاصة بالقطاع وتقديم حوافز ضريبية لجذب المستثمرين، إلى جانب توسيع شبكات الألياف والكابلات لزيادة القدرة على الصمود وتعزيز موثوقية الاتصال.

 

ويشير غوخان ساي، الرئيس التنفيذي لشركة CyBridge Capital للإستشارات، إلى أن التحدي الأكبر أمام تركيا سيكون تنظيم القطاع بما يضمن أمن البيانات:

 

“أن تكون لاعباً إقليمياً في مجال مراكز البيانات أمر معقد للغاية، فالقوانين التي تحكم نقل البيانات شديدة الصرامة، ما قد يحدّ من التحول إلى قوة رقمية إقليمية أو عالمية”.

 

لكن رغم هذه العقبات، يرى شين أن إسطنبول مؤهلة تماماً لتكون البوابة الرقمية ليس للشرق الأوسط فحسب، بل أيضاً لآسيا الوسطى وما بعدها، مشيراً إلى أن المدينة يمكن أن تصبح “مركز البيانات الرئيسي للمنطقة”.

 

أما ساي، فيرى أن الفرص في تركيا هائلة وأن السوق المحلية لاتزال “واسعة وجائعة” للاستثمار، رغم غياب الشركات التكنولوجية العملاقة حتى الآن، “حتى اليوم، لم نرَ استثمارات مباشرة من مايكروسوفت أو غوغل أو أمازون، لكننا بدأنا نسمع أن هذا سيتغيّر قريباً ما سيجلب موجة ضخمة من الاستثمارات ويُحدث زخماً كبيراً في السوق”.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بن غفير يتفاخر بمعاملة نشطاء “أسطول الصمود” كإرهابيين وخارجية إسرائيل تنفي إساءة معاملة غريتا ثونبرغ

تفاخر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم الأحد، بمعاملته لنشطاء “أسطول الصمود” كإرهابيين، فيما نفت وزارة الخارجية الإسرائيلية إساءة معاملة الناشطة غريتا ثونبرغ. ...