يعد نادي الثورة من أفقر الأندية الدمشقية على صعيد الاستثمارات، ومع ذلك ما زال يسير بخطا واثقة ومدروسة، ونجحت الإدارة في وضع النادي بمقدمة الأندية التي تنافس على الألقاب لسلة السيدات، ووضعت شعار العدالة بين جميع فرق النادي بهدف المحافظة على جميع اللاعبين واللاعبات، فكان حصادها موازياً لزرعها التي قامت به، حيث توّج النادي بأكثر من لقب كان آخرها ثنائية الدوري والكأس في عدة مواسم، وعلى الصعيد الخارجي كانت نتائج الفريق مبشرة بالخير، ويعاني النادي الكثير في أثناء تحضيره لفرقه نتيجة غياب المنشأة الخاصة به، التي باتت حلماً يراود عشاق ومحبي النادي فقط، وزاد الطين بلة عندما أضحت عرضة لقذائف الإرهاب الذي عاث فيها الكثير، وأصبحت في حالة يرثى لها دون أن يحرك أحد من المعنيين ساكناً تجاه هذا النادي ويقدم له يد العون والمساعدة، الأمر الذي أدى إلى دخول النادي في أزمة مالية صعبة، حيث وقع النادي تحت أعباء مالية كبيرة من الصعب التخلص منها على ضوء الواقع الاستثماري الحالي.
جمود ولكن
يبدو أن البعض يظن أو يعتبر بأن المنشآت الرياضية ومخصصاتها المالية هي أعطية يمن بها على من يشاء، ويحرم منها من يشاء، وبأن الأولويات لإنجاز الأندية إنشائياً ترتب وفق المصالح الشخصية وهذا خطأ شديد، لأن المنشآت الرياضية هي جزء من الخدمات الاجتماعية التي تقدمها الدولة، وتدعمها بعيداً عن حسابات الربح والخسارة والعائدية المادية.
فإذا كان توجه الدولة هو الوصول بالأندية الرياضية إلى أصغر قرية في وطننا الغالي، فما حال القائمين على رياضتنا، وهم يشاهدون نادياً في قلب العاصمة وهو في حقيقة الأمر معقل من معاقل كرة السلة السورية ملقاً في اليم مكتوف الأيدي، دون أن يمد له يد عون، ومنشآته التي عاث فيها الإرهاب الكثير أضحت غير صالحة لممارسة أي نوع من الرياضات، ناهيك عن أنها تقع بجانب مكب قمامة العاصمة، والذي لا يبخل عليها بروائحه الفواحة، والطريق إلى الصالة شتاء شبه مستحيل نظراً لتراكم البرك والمستنقعات والحفر، التي قد تتسبب في العديد من الانزلاقات، وفي فصل الصيف، فإن الراغب في رؤية المنشأة عليه وضع كمامة طبية لتقيه قوة الروائح المنبعثة من مكب القمامة، إضافة إلى الكلاب الشاردة والعتمة والظلام المحيط بالصالة.
مرحلة جديدة
بعد تجديد الثقة بالإدارة الجديدة بدأت تتضح بشائر خير بوعود متجددة مفعمة بمرحلة مشرقة لكل تفاصيل النادي وخاصة على الصعيد الاستثماري، حيث بدأت القيادة الرياضية وبعد طول انتظار بالعمل بمنشأة النادي الواقعة في منطقة الإحدى عشرية بقرب العاصمة دمشق حيث تكفلت القيادة بإعادة ترميمها في خطوة وصفها الكثيرون بالإيجابية على أن تنتهي من إصلاحها بداية العام القادم، ومع دخولها حيز التنفيذ ستوفر على النادي الكثير وخاصة فيما يخص التمارين اليومية لفرق النادي حيث تضم المنشأة صالة تدريبية جيدة وستخدم جميع فرق النادي في المرحلة القادمة، ولم يتوقف التجديد بمنشأة النادي بل تتجه النية وعبر بعض الجهود الشخصية من محبي النادي إلى إصلاح الملعب المكشوف الواقع بمقر النادي بمنطقة القصاع وسيتم وضع أرضية جديدة له بما يتناسب مع تمارين الفرق والمدارس في فصل الصيف، كما تتجه النية لإعادة استثمار المطعم الموجود بمقر النادي بما يتناسب مع موجة التضخم المالي التي تجتاح البلاد.
وعلى الرغم من كل هذه الخطوات التي نأمل أن تتحقق فلن تقي النادي من ضغط وتكاليف تعاقداته القادمة وخاصة أنه بات رقماً صعباً في المعادلة السلوية على صعيد سلة السيدات، ويسعى لإعادة تأهيل فريق الرجال من جديد حتى يعود لمكانه الطبيعي بدوري الأضواء.
سيرياهوم نيوز1-الوطن