آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » بعد تدميره كلياً من قبل الاحتلال التركي.. الكوادر الوطنية تتمكن من إعادة تأهيل معمل غاز السويدية

بعد تدميره كلياً من قبل الاحتلال التركي.. الكوادر الوطنية تتمكن من إعادة تأهيل معمل غاز السويدية

 

تمكنت الكوادر الهندسية والورشات الفنية في معمل غاز السويدية شمال شرق الحسكة، من صيانة وإصلاح المعمل وإعادة تأهيله، بعد أن قامت قوات الاحتلال التركي بتدميره تدميراً كاملاً مطلع العام الحالي بالطائرات والصواريخ.
وذكر مدير المعمل عبد الحميد البليخ أن المعمل حالياً في طور التشغيل التجريبي، وبعد انتهاء هذه الفترة سيعود إلى العمل والإنتاج بشكل طبيعي.
مبيناً أن بعض مكونات المعمل مازالت في مرحلة عدم استقرار، كضاغط التبريد مثلاً، وفي حال استقرار تلك المكونات سيعود المعمل إلى الإنتاج خلال الأيام القليلة القادمة. علماً أن مكونات المعمل من ضواغط وغيرها تعمل حالياً، لكنها مازالت بحاجة إلى ضبط ومعايرات لمنع تهريب أي كمية.

صيانة جميع مكونات المعمل
وأوضح البليخ أن عملية الصيانة والإصلاح وإعادة التأهيل شملت جميع مكونات وأقسام معمل غاز السويدية، وذلك لأن قوات الاحتلال التركي قامت عند الساعة العاشرة والربع من ليل الاثنين الموافق 15 كانون الثاني 2024 بتدمير المعمل تدميراً كاملاً عن بكرة أبيه بالطيران الحربي والمسير والصواريخ، ما أدى إلى توقفه عن الإنتاج وخروجه عن الخدمة.
مضيفاً: إن قوات الاحتلال التركي سبق أن قصفت المعمل بالطيران والصواريخ عدة مرات قبل ذلك، لكن أعنف الهجمات هي التي كانت ليلة الاثنين المذكورة. فعند الساعة العاشرة من صباح الأحد 14 كانون الثاني 2024 تعرض معمل الغاز في السويدية إلى 6 هجمات من قبل الطيران الحربي التركي والمسيرات، ما أدى إلى شلل كامل بالمعمل، حيث أدى القصف إلى تضرر معظم المعدات الميكانيكية والكهربائية والأجهزة، بالإضافة إلى ضرب الخزانات الكروية الخاصة بالغاز المنزلي، وخزانات المذيبات، ولم تتمكن فرق الإطفاء من السيطرة على الحريق إلا بعد أن تم تفريغ الخزانات من الغاز والمذيبات.

المعمل تعرض للعديد من الهجمات بالطيران الحربي والمسيّر والصواريخ دمرته عن بكرة أبيه

وأشار البليخ إلى أن هذه الهجمات أدت إلى توقف إنتاج الغاز والكهرباء في المنطقة كلياً، وبعد الكشف عن الأضرار التي لحقت بالمعمل تبين أن عملية الإصلاح والتعمير صعبة جداً، وتتطلب إمكانيات كبيرة من حيث ورش العمل والكوادر الفنية المتخصصة والآليات والمعدات الهندسية والمواد اللازمة وقطع الغيار، علاوة على أن أعمال الصيانة والإصلاح وإعادة التأهيل بحاجة لوقت طويل يمتد لعدة أشهر، وهذا ما حصل بالفعل، حيث باشرت الكوادر الفنية والورشات العاملة في المعمل عمليات الصيانة والإصلاح مباشرة دون توقف، منذ توقف الهجمات التركية، واستمرت حتى شهر أيار الحالي، وستستمر حتى نهاية الشهر أو بداية حزيران القادم.

مليار دولار لإصلاح المعمل فقط
ولفت إلى أن التكلفة الأولية تقدر بمليار دولار فقط لإصلاح معمل الغاز وحده، وذلك لأن القصف التركي استهدف منشآت خدمية أخرى في شمال وشمال شرق الحسكة، منها العنفات الخمس في منشأة السويدية الحرارية لتوليد الطاقة الكهربائية بشكل مباشر، وتم تدميرها بشكل كامل، كما تم استهداف 8 عنفات غازية لتوليد الطاقة الكهربائية، تابعة لمديرية حقول الحسكة للنفط، في منطقة الرميلان شمال شرق الحسكة، إضافة إلى استهداف ساحات التحويل ومحولات القدرة.

مليار دولار التكلفة الأولية لصيانة معمل الغاز وحده

وأردف البليخ: إن العنفات الخمس في منشأة توليد الطاقة في السويدية تتزود بكمية مليون و 350 ألف م3 من الغاز الحر من مديرية استثمار غاز الحسكة في شمال شرق المحافظة، والتي تزود أيضاً 8 عنفات لمديرية حقول الحسكة في الشركة السورية للنفط بكمية 650 ألف م3. وذلك عبر محطة التنشيف أو النهاية، التي تُعدّ مركز التنسيق بالنسبة لمديرية استثمار غاز الحسكة، لكونها المسؤولة عن تنسيق وتوزيع الغاز القادم من محطات الغاز الحر التابعة للمديرية، وهي محطات رميلان وترياسي السويدية وعودة وحمزة إلى جانب محطة غازية جديدة صناعة محلية.
مضيفاً: إن القصف التركي طال أيضاً حقول السويدية التي تنتج 116 ألف برميل يومياً من النفط، وتعتبر من أكبر الحقول السورية، ويُقدر وجود ما يقارب 25 بئراً من الغاز في هذه الحقول.

حقل عودة
وتابع البليخ: إن حقل عودة في ريف القحطانية الذي استهدفه المحتل التركي أيضاً بعدوانه مطلع العام الحالي، يعد أحد أهم مصادر تزويد منشأة السويدية الحرارية لتوليد الطاقة، بالغاز اللازم لتشغيل عنفات توليد الكهرباء في المنشأة. وهو أحد الحقول الـ 12 التي تضمها مديرية الحسكة في الشركة السورية للنفط شمال شرق الحسكة، وهي حقول ( الرميلان – الزربة – السويدية – كراتشوك – عليان – عودة – دجلة – حمزة – ليلان – بدران – بعشوق – شامو). ويتكون حقل عودة من 9 آبار نفط، من بين 1322 بئراً، تضمها مديرية الحسكة للنفط في منطقة الرميلان، إضافة إلى قرابة 25 بئراً من الغاز في حقول السويدية بالقرب من حقل رميلان.

تدمير المعمل أدى إلى حرمان سكان المنطقة من الغاز المنزلي والكهرباء

مشدداً على الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها منشأة السويدية الحرارية لتوليد الطاقة بالنسبة للمنطقة، كونها تؤمن التغذية الكهربائية للمنشآت الخدمية الحيوية مثل محطات مياه الشرب والمشافي والمطاحن والمخابز وغيرها من المؤسسات الخدمية.

الوحيد لإنتاج الغاز المنزلي
وأكد البليخ أن منشأة السويدية للغاز هي الوحيدة في محافظة الحسكة شمال شرق سورية، التي تنتج الغاز المنزلي. حيث تستخدم 660 ألف م3 من الغاز لتعبئة نحو 13 ألف أسطوانة غاز منزلي يومياً،  تغذي سكان شمال شرق سورية، إضافة إلى ذلك يوفر المعمل كمية 500 ألف م3 من الغاز لتشغيل ست عنفات غازية تولد 40-50 ميغا واط من الكهرباء لمحافظة الحسكة.

العدوان التركي طال منشآت النفط والغاز والكهرباء وأخرجها من الخدمة

يشار إلى أن معمل السويدية للغاز أنشئ مطلع الثمانينات من القرن الماضي من قبل شركات فرنسية، بالقرب من قرية السويدية الواقعة شمال شرق الحسكة.
وتضم محافظة الحسكة معمل غاز آخر، هو معمل غاز الجبسة، في منطقة عمل مديرية حقول الجبسة للنفط، في منطقة الشدادي جنوب الحسكة.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قمة العشرين G 20 : هل تنتصر الاعتبارات الاقتصادية الدولية على المواقف والمصالح والإجراءات السياسية لدول الاستعمار القديم والحديث؟

  أ.د: حيان أحمد سلمان. عقدت مجموعة العشرين G20 وعلى مدى يومي الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الجاري قمتها /18/ في العاصمة البرازيلية ( ...