في ظل مواصلة النظام التركي تصريحاته حول رغبته بالتقارب مع الحكومة السورية والتي تدرجت من وزير خارجيته ومن ثم نائب رئيسه إلى رئيسه رجب طيب أردوغان الذي اعتبر أنه «يتوجب الإقدام على خطوات متقدمة مع سورية»، اعتبر وزير الثقافة والسياحة التركي السابق أرطغرل جوناي أن مخططات أردوغان في سورية فشلت.
وفي تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وتعليقاً على تصريحات أردوغان ومسؤولين آخرين حول الحوار مع الحكومة السورية، أوضح جوناي أنه نصح أردوغان في نهاية عام 2011 بعدم التورط في سورية، لكنه لم يستمع له، وذلك وفق ما ذكرت صحيفة «زمان» التركية.
وقال جوناي: «أبلغته أن تغيير نظام حكم دولة بضغط خارجي أمر ظالم وغير ممكن، ونصحته بعدم التورط في سورية، فأخبرني أن الأمر لن يستغرق 6 أشهر، للأسف تجاوز الأمر 10 سنوات و6 أشهر، ويعمل أردوغان حالياً على إصلاح الوضع».
وعمد النظام التركي وحكومة حزب «العدالة والتنمية» الحاكم الذي يتزعمه أردوغان، خلال السنوات الماضية على دعم التنظيمات الإرهابية في سورية على مختلف مسمياتها بالمال والسلاح، كما أقدم على سرقة ثروات الشعب السوري من نفط وقمح وآثار إضافة إلى المنشآت الحيوية ولاسيما معامل حلب.
وأول من أمس زعم أردوغان الذي تحتل قواته أجزاء واسعة من شمال سورية، أن نظامه لا يطمع في أراضٍ سورية، وقال «يتوجب الإقدام على خطوات متقدمة مع سورية من أجل إفساد مخططات في المنطقة»، مدعياً التزام بلاده بوحدة الأراضي السورية، وذلك في تصريحات أدلى بها للصحفيين خلال عودته من زيارة إلى أوكرانيا قام بها يوم الخميس الماضي.
وأضاف: «ليس لدينا أطماع في أراضي سورية، والشعب السوري أشقاؤنا ونولي أهمية لوحدة أراضيهم، والحوار السياسي أو الدبلوماسي لا يمكن التخلي عنهما تماماً بين الدول، ويمكن أن تتم مثل هذه الحوارات في أي وقت ويجب أن تتم».
واعتبر أردوغان، أن «الولايات المتحدة وقوات التحالف هم المغذون للإرهاب في سورية في المقام الأول وفعلوا ذلك من دون هوادة وما زالوا مستمرين»، لكنه تجاهل دعم نظامه لمختلف التنظيمات الإرهابية لاستهداف الشعب السوري وبناه التحتية.
والأربعاء الماضي تطرق نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا حياتي يازجي في مقابلة تلفزيونية إلى تصريح رئيس حزب الحركة القومية دولت بهتشلي الذي أثنى فيه على كلام وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو الذي أطلقه قبل ذلك حول الانفتاح على دمشق، وأكد أن خطوات أنقرة تجاه سورية قيّمة ودقيقة.
وأوضح يازجي، أن الصراع يمكن أن يكون بين المؤسسات، ويمكن أن يكون على نطاق دولي، ولإيجاد حل له يجب إبقاء قناة الحوار مفتوحة بشكل مباشر «في إشارة إلى رغبته بفتح قناة اتصال مع دمشق»، لافتاً إلى أنها يمكن أن تصبح على أعلى مستويات وأن هذا النهج صحيح للغاية حسب رأيه.
وزير الخارجية التركي السابق، يشار ياكيش، اعتبر الثلاثاء الماضي، أن أردوغان ووزير خارجيته السابق أحمد داود أوغلو، الذي شغل أيضاً منصب رئيس الوزراء انتهجا سياسة خاطئة حيال سورية أوصلت العلاقات بين البلدين إلى نقطة «الانهيار»، وأبدى في الوقت ذاته تأييده للحوار مع الحكومة السورية.
ياكيش الذي يعد من بين الأسماء التي أسست حزب «العدالة والتنمية» الإخواني الحاكم في تركيا، اعتبر أن داود أوغلو الذي انشق عن «العدالة والتنمية» قبل أعوام وشكل حزباً تحت مسمى «حزب المستقبل»، مسؤول عن تدهور العلاقات مع سورية ولاسيما بسبب تدخلاته في الشؤون السورية الداخلية، باقتراحه على القيادة السورية ضم أسماء من جماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية إلى الحكومة وهو ما رفضته الحكومة السورية.
وارتكبت جماعة «الإخوان المسلمين» في سورية جرائم إرهابية وحشية ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بحق المدنيين واغتيالات لشخصيات وطنية في ثمانينيات القرن الماضي، ونشطت من جديد مع شن الحرب الإرهابية على سورية منذ عام 2011 حيث شكلت تنظيمات إرهابية لمقاتلة الجيش العربي السوري وتدمير البلاد وقتل السوريين، وقد لاقت تلك التنظيمات دعماً مالياً ولوجستياً من نظام أردوغان.
وقال ياكيش: إن «كلاً من داود أوغلو وأردوغان اتبعا سياسة خاطئة فيما يتعلق بسورية، أوصلت العلاقات إلى نقطة الانهيار».
سيرياهوم نيوز3- الوطن