الرئيسية » تحت المجهر » بعد “تقسيم” اضّطربت “كازلاي”: الإعلام التركي وتفجير إسطنبول.. لماذا أطلق إردوغان 3 تصريحات قبل التحقيق؟.. عبارة “الإرهاب الكردي” تعود للواجهة والخوف الأعظم عمليّات انتقام من السوريين وبرنامج سياحي باسم “تدفّأ برُبوع تركيا” قد يكون الهدف

بعد “تقسيم” اضّطربت “كازلاي”: الإعلام التركي وتفجير إسطنبول.. لماذا أطلق إردوغان 3 تصريحات قبل التحقيق؟.. عبارة “الإرهاب الكردي” تعود للواجهة والخوف الأعظم عمليّات انتقام من السوريين وبرنامج سياحي باسم “تدفّأ برُبوع تركيا” قد يكون الهدف

مباشرة بعد الإعلان عن تفجير إسطنبول الأخير في شارع الاستقلال وهو أطول الشوارع المزدحمة في العالم مساء الأحد بدأت إجراءات فورية في ساحة كازلاي  المزدحمة أيضا والتي تعتبر بمثابة قلب مدينة أنقرة العاصمة حيث تم رصد حالة من الارتباك بين الزوار والمقيمين ووجّهت تحذيرات شديدة عبر منصات التواصل لأهالي أنقرة وفقا لانطباع تركيا القديم بأن أي عملية تفجير في قلب إسطنبول قد يتبعها أخرى في قلب أنقرة.

 لذلك اتّخذت إجراءات سريعة وفعالة وغير مسبوقة في عدة مدن سياحية تركية بعد أوّل تفجير تقرّر مبكرا أنه يستهدف القطاع السياحي منذ سنوات طويلة، الأمر الذي أربك وسائل الإعلام التركية ودفع باتجاه حسابات مغرقة في الحساسية والتعقيد ومن كل الأصناف خصوصا وأن أحزاب المعارضة الرئيسية الستّة سارعت لعقد اجتماعات طارئة هدفها على الأرجح الاستثمار في حادثة اسطنبول ضمن حسابات وتعقيدات الحزب الحاكم والمعارضة والأهم ضمن حسابات وتمريرات الانتخابات الرئاسية وغيرها في العام المقبل.

حجم دلالات تفجير اسطنبول السياسة أكبر من تلك الأمنية والحديث عن عبوة مفخخة زرعتها فتاة سورية تم تجنيدها من الفصائل الكردية الإرهابية.

منذ عدة سنوات لم تظهر في بيانات الحكومة التركية عبارة “الإرهاب الكردي”، ومنذ سنوات طويلة لم تحصل تفجيرات أمنية الطابع.

ad

 لكن لاحظ جميع المراقبين السياسيين أن الدلالة الأعمق والقصوى والخطرة لعملية تفجير إسطنبول قد تكون تسببت وبسرعة بمسألتين:

 الأولى: أن الرئيس التركي رجب طيب آردوغان شخصيا وخلافا لما يحصل بالعادة أصدر 3 تصريحات دفعة واحدة قبل غيره من كبار المسؤولين أو الجهات المختصة وذلك حسب مصدر في الحزب الحاكم إشارة واضحة الى ان آردوغان يشعر بأن برنامجه السياسي والانتخابي الشخصي هو الهدف وبدأ الرئيس التركي مطمئنا وهو يعلن حتى قبل وزارتي الداخلية والجهات الإعلامية التفاصيل الأولى للحادث وقبل التحقيق والتدقيق.

 ثانيا: اختيار شارع الاستقلال حصرا وفي بدايات فصل الشتاء له دلالة يعرفها الأتراك جيدا فهو شارع يتواجد فيها عدد قيل جدا من الأتراك بالعادة ويعتبر محطة الزيارة الأولى للسياح والأجانب عند زيارة اسطنبول وخصوصا السياح العرب والمسلمين، وبالتالي نتج عن ذلك الحرص الشديد على الإفراج بالقطعة عن المعلومات وعدم التسرع قبل رسم سيناريو أمني سياسي ومن يقف وراءها وخلفها.

 الانطباع الثالث في واقع الصحافة وأوساط السياسة التركية هو ذلك القائل بأن برنامج السياحة الشتوي تحديدا الذي يعمل عليه ويقترحه الجهاز الاستشاري التابع للقصر الجمهوري هو الهدف للتفجير من حيث التوقيت.

إسطنبول وبعض المدن التركية كانت جميعها في حالة انتظار لعدد هائل ن السياح الاوروبيين الذين سيحضرون لفترات طويلة للبقاء في تركيا الدافئة عمليا خلال شهري ديسمبر والشهر الأول من العام 2023 حيث أعدت برامج فندقية خاصة لهذه الفئة وبدعم مباشر من الرئيس إردوغان تحت عنوان قضاء الشتاء القارص في الربوع التركية بسبب توفر الغز والطاقة والدفء وطبعا الكلفة المادية الأقل.

 ولذلك سارعت هيئات تشجيع السياحة التركية بإعلان برامج غير مسبوقة تحت عنوان قضاء فصل الشتاء في الدفء التركي ويبدو ان حجوزات كبيرة وهائلة حظيت بها عدة مدن من بينها إسطنبول والاعتقاد في المطبخ الأمني سريع بأن تفجير إسطنبول يستهدف هذه البرامج  فيما يتولى التحقيق جهاز المخابرات الذي يتحرك في ضوء ولاء مطلق للرئيس إردوغان.

 اختيار فتاة سورية واستقطابها حسب البيان الرسمي من جهات إرهابية تركية هو التحدي الأمني الأبرز الذي يختبر العديد من الاعتبارات السياسية ويتوقع أن يكون من بين أهداف عملية التفجير تصعيد ردود فعل انتقامية من السوريين في تركيا وهو أمر محرج جدا ويحتاج بعد الآن الكثير من العمل.

سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حلفاء كييف يستعدون للأسوأ: «التنازل» عن الأراضي حتمي؟

ريم هاني       لم يعلن أي من الرئيسين، الأميركي المنتخب دونالد ترامب، أو الروسي فلاديمير بوتين، عن شروطهما التفصيلية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ...