سيكون منتخب سورية الأول بكرة القدم على موعد مع مواجهة نظيره الروسي بداية من السابعة والنصف مساء اليوم بتوقيت دمشق، ولم يسبق لمنتخب سورية أن تلقى دعوة لمواجهة منتخب أوروبي في عقر داره منذ خمسة وسبعين عاماً وتحديداً منذ مواجهة اليونان في تشرين الثاني 1949 بعد خمسة أيام من مواجهة تركيا في تصفيات المونديال البرازيلي وقتها.
صحيح أن نسور قاسيون واجهوا الكثير من المنتخبات الأوروبية ضمن دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط ولكن تلك المباريات لم تدرج في سجل الفيفا لكون المنافسين لم يكونوا بالصف الأول.
وصحيح أننا لعبنا مع منتخبات كبرى ولكن ذلك حدث في سورية أو على أرض محايدة كما حدث بمواجهة الاتحاد السوفييتي عام 1988 في دمشق وأمام فنزويلا في الإمارات عام 2022 ودائماً ما كنا نتحدث عن نوعية المباريات الودية التي لا تسمن ولا تغني من جوع لأنها مع منتخبات ذات التصنيف الضعيف على المستوى الدولي، وسمة هذه المباريات لا تطور خلافاً لما هو عليه الحال اليوم، حيث سيقف ربان نسور قاسيون الجديد خوسيه لانا على إمكانات اللاعبين بعد أربع مباريات ودية أمام منتخبات غير مُطورة.
وروسيا من البلدان ذائعة الصيت في كرة القدم وتصنف في خانة المنتخبات العظمى وصاحبة التأثير في عالم اللعبة، حيث أنجبت العديد من اللاعبين الذين فازوا بالكرة الذهبية وعلى رأسهم العنكبوت الأسود ليف ياشين الذي مازال حتى يومنا هذا الحارس الوحيد الذي حقق الجائزة وكان ذلك عام 1963، وجاء بعده النفاثة أوليغ بلوخين عام 1975 ومن بعده إيغور بيلانوف عام 1986 والأخير بالذات كان أحد اللاعبين السوفييت الذين زاروا سورية قبل 36 عاماً.
والدب الروسي من المنتخبات العالمية التي بصمت قارياً ومونديالياً وتكفي الإشارة إلى زعامة القارة العجوز عام 1960 والوصافة 1964 و1972 و1988 فضلاً عن بلوغ المربع الذهبي عام 2008، وفي كأس العالم كان رقماً صعباً عام 1966 عندما بلغ المربع الذهبي وتلك كانت أفضل إنجازاته المونديالية بخلاف الوصول إلى ربع النهائي كثيراً والخروج في بعضها كان بسبب هفوات تحكيمية.
فرسان ودية 1988
تألف المنتخب السوفييتي الذي زار دمشق عام 1988 من اللاعبين التالية أسماؤهم:
الحارس فيكتور تشانوف ولعب 21 مباراة دولية بقميص الاتحاد السوفييتي، ودخل عوضاً عنه الحارس ديمتري خارين ولعب 6 مباريات دولية باسم السوفييت و23 باسم روسيا.
سيرغي غورلوكوفيتش ولعب 21 مباراة للسوفييت و17 لروسيا.
أوليغ شيرنيكوف ولعب 3 مباريات دولية باسم السوفييت وواحدة باسم طاجيكستان.
أوليغ كوزنتسوف ولعب 58 مباراة للسوفييت و3 للدول المستقلة و3 لأوكرانيا.
أناتولي ديميانكو ولعب 80 مباراة دولية باسم السوفييت، ودخل مكانه فاسيل راتس ولعب 47 مباراة للسوفييت.
أندريه زياغماتوفيتش ولعب 36 مباراة للسوفييت و9 لبيلاروسيا.
سيرغي ألينكوف ولعب 73 مباراة للسوفييت و4 للدول المستقلة و4 لبيلاروسيا.
هينداي ليتشكوف ولعب 57 مباراة للسوفييت و4 لأوكرانيا، ودخل مكانه إيغور بيلانوف ولعب 33 مباراة للسوفييت.
يوري سافيشيف ولعب 8 مباريات للسوفييت، ودخل مكانه فالداس إيفاناوسكاس ولعب 5 مباريات للسوفييت و28 لليتوانيا.
أوليغ بروتاسوف ولعب 68 مباراة للسوفييت و1 لأوكرانيا، ودخل مكانه نيكولاس سافينتشيف ولعب 3 مباريات للسوفييت.
أوليكسي ميخائيلتشينكو ولعب 36 مباراة للسوفييت و5 للدول المستقلة و2 لروسيا.
وتألف المنتخب السوري من:
أحمد عيد للمرمى وعدنان صابوني (عبد القادر كردغلي) وجوزيف ليوس وعمار حبيب وسامر درويش وجورج خوري ووليد أبو السل ونزار محروس ومحمد جقلان (أحمد الشعار) ومناف رمضان ووليد الناصر، وقاد المباراة جمال الشريف بمساعدة توفيق قرام وتاج الدين فارس، وجرت على أرضية ملعب تشرين، وانتهت 2/صفر للسوفييت.
30 لاعباً
منذ توليه مهامه فقد جرب المدرب الإسباني خوسيه لانا 30 لاعباً خلال المباريات الأربع التي اتخذت الطابع الودي لنسور قاسيون في دورتي الهند وتايلاند، واللاعبون هم:
استبيان جليل وإلياس هدايا وأحمد فقا ومحمد عثمان وعمر ميداني ومؤيد العجان وعلي الرينة وأيهم أوسو وألمار إبراهيم ومصطفى عبد اللطيف وثائر كروما ومحمد الحلاق ومحمود المواس ونوح شمعون ومحمد مرمور ومحمود الأسود وبابلو صباغ وأغناسيو إبراهام وخالد كردغلي وسيمون أمين وإيزاكيل العم وعمار رمضان ومحمد الصلخدي وتوبياس القاضي وإيمليانو عمور ومؤيد الخولي وداليهو إيراندست وعلاء الدالي ومحمد عنز ومصطفى جنيد.
والتشكيلة الذاهبة إلى روسيا تضم حارسين لهما باع طويل في المنتخب وهما: إبراهيم عالمة وأحمد مدنية، وتضم أربعة لاعبين لم يلعبوا دولياً من قبل وهم: زكريا حنان وفاكوندي متري وحسن دهان ومحمود النايف والسبب العديد من الغيابات.
والمدرب لانا أكد في تصريحات صحفية أن المنتخب الروسي قوي لدرجة ستدفع لاعبي منتخب سورية لتقديم أفضل ما لديهم للخروج بنتيجة إيجابية وهو ما يسعى إليه الجهاز الفني بالأساس، وعن الغيابات قال: هناك لاعبون مهمون غائبون لظروف خاصة ولكن يجب التعامل مع الموجودين واللاعبون عليهم التكيف مع أي طقس في البلد الذي يخوض فيه أي مباراة، في إشارة واضحة إلى الطقس البارد في مدينة فولغوغراد، وأن المباريات الودية القوية ترفع من مستوى اللاعبين، والنتائج ليس مهمة في الوديات.
مقارنة
خاض المنتخب السوري صاحب التصنيف 93 في الفيفا أربع مباريات تحت قيادة لانا ففاز على موريشيوس 2/صفر وعلى الهند 3/صفر وعلى طاجيكستان 1/صفر وخسر أمام تايلاند 1/2 بينما المباريات الأربع الأخيرة لروسيا تحت قيادة المدرب فاليري كاربين خلال عام 2024 شهدت فوزه على صربيا 4/صفر وعلى بيلاروسيا بالنتيجة ذاتها وعلى فيتنام 3/صفر وعلى بروناي 11/صفر، واللافت أن الدب الروسي صاحب التصنيف 34 عالمياً لم يخسر منذ 11 أيلول 2023 أمام مصر بهدف لاثنين ومن بعده تعادل مع قطر 1/1 وفاز على الكاميرون 1/صفر وتعادل مع كينيا 2/2 وفاز على كوبا 8/صفر إضافة للمباريات الأربع الأخيرة، ما يعني أنه لم يتلق أي هدف في المباريات الخمس الأخيرة.
وللعلم فإن مدرب روسيا كاربين سبق له أن مثل منتخب بلاده في 72 مباراة دولية وسجل 17 هدفاً.
وديات خالدة للكرة السورية
بعيداً عن المباراة السابقة بمواجهة السوفييت فقد لعب المنتخب السوري يوم 25 تشرين الثاني 1949 بضيافة اليونان وخسر منتخبنا صفر/8 وهي الخسارة الأثقل بتاريخ سورية بالتوازي مع الخسارة أمام مصر في دورة المتوسط 1951 وتحديداً يوم 11 تشرين الأول.
ولعب منتخبنا مع ضيفه القبرصي يوم 14 نيسان 1982 وخسرنا بهدف دون مقابل.
ولعبنا يوم 20 آب 2008 بضيافة فنزويلا وخسرنا 1/4 وسجل الهدف يونس سليمان وتجدد اللقاء معها يوم 20 تشرين الثاني 2022 في الإمارات وخسرنا 1/2 وسجل الهدف محمد ريحانية.
وتبقى تصفيات مونديال 1966 استثنائية حيث أوقعتنا القرعة وقتها مع إسبانيا وجمهورية إيرلندا وكان مقرراً مواجهة المنتخبين ذهاباً وإياباً ولكن منتخب سورية انسحب من تلك التصفيات فضاعت عليه فرصة ذهبية للاحتكاك الخارجي حينها، ولا نغفل أن المباراة الرسمية الأولى لمنتخب سورية كانت بمواجهة تركيا يوم 20 تشرين الثاني 1949 وخسرنا بسبعة أهداف دون مقابل.
ولا نتجاهل منتخب المجر الذهبي في الخمسينيات عندما زار سورية ولعب مع الجيش في دمشق وحلب يومي 24 و26 شباط ولكن المواجهتين كانتا أمام فريق الجيش وليس منتخب سورية وفاز المجريون بقيادة أسطورتهم بوشكاش 4/صفر و6/صفر على التوالي.
واستثنيا المواجهات في دورات المتوسط بمواجهة اليونان وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا لكون المنافسين لم يلعبوا بالصف الأول.
المؤتمر الصحفي
أجرى المنتخب السوري الحصة التدريبية الرسمية على ملعب فولغوغراد أرينا الذي يتسع إلى 45 ألف متفرج وسبق التمرين المؤتمر الصحفي للمدرب لانا بصحبة اللاعب إيمليانو عمور، وأكد المدرب لانا صعوبة المباراة وألمح إلى أن النتيجة لا تعنيه بقدر الوقوف على جاهزية اللاعبين، وأهمية هذه المباريات تكمن في معرفة أين وصل مستوانا ولابد من مواجهة منتخبات قوية، وروسيا واحد منها وإن كان يغيب عن المواجهات الرسمية منذ عام 2022، وأشار إلى جاهزية كل اللاعبين عدا خالد كردغلي الذي تعرض للإصابة ويخضع لإعادة التأهيل، وكان يتمنى إشراك الجميع وبما أنها ودية رسمية فالتبديلات تقتصر على ستة لاعبين.
وأشار اللاعب إيمليانو إلى جاهزيته مع زملائه لخوض المباراة وتقديم أفضل مستوى لديهم لإظهار صورة جيدة للمنتخب أمام الجماهير التي ستشاهد المباراة.
سيرياهوم نيوز 2_الوطن