بعد رد “حزب الله”.. واشنطن تعتقد بتراجع خطر اتساع الحرب في المنطقة “إلى حد ما” في الوقت الحالي وترى أن الأمر يعتمد على كيفية تطور الرد الإيراني المتوقع

أعربت الولايات المتحدة عن اعتقادها بتراجع خطر توسع الصراع في الشرق الأوسط على المدى القريب، وذلك عقب الرد الذي نفذه “حزب الله” ضد إسرائيل قبل يومين.
جاء ذلك وفقا لتصريحات صحفية أدلى بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الفريق أول تشارلز براون، ونقلتها إذاعة “صوت أمريكا” الاثنين.
وأوضح براون، خلال تصريحات أدلى بها بعد مغادرته إسرائيل إثر زيارة لساعات، أنه يعتقد أن خطر اندلاع حرب إقليمية قد تراجع “إلى حد ما” في الوقت الحالي.
وأضاف: “كان هناك توقع بحدوث أمرين، وقد تحقق أحدهما بالفعل (في إشارة إلى رد حزب الله على إسرائيل). والآن يعتمد الأمر على كيفية تطور الثاني (في إشارة إلى الرد الإيراني المتوقع)”.
والأحد، أعلن “حزب الله” إطلاق 340 صاروخا وعدد كبير من ‏المسيرات الهجومية تجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ضمن ما وصفه بالمرحلة الأولى من الرد على اغتيال تل أبيب للقيادي بالحزب فؤاد شكر في 30 يوليو/ تموز الماضي.
يأتي ذلك فيما توعدت إيران إسرائيل بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، بطهران، في 31 يوليو، في هجوم نُسب إلى تل أبيب.
وتابع براون: “سيكون رد إيران عاملا محددا لكيفية رد إسرائيل، وهو ما سيؤثر بدوره على احتمال توسع رقعة الصراع” بالمنطقة.
كما حذر القائد العسكري الأمريكي من الخطر الذي يشكله من سماهم “حلفاء إيران المسلحين” في مناطق مثل العراق وسوريا والأردن، الذين يهاجمون القوات الأمريكية، بالإضافة إلى انصار الله في اليمن الذين يستهدفون سفن شحن في البحر الأحمر، وقد أطلقوا طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل.
وأكد أن الجيش الأمريكي في وضع أفضل للدفاع عن إسرائيل وحماية قواته بالشرق الأوسط مقارنة بما كان عليه في 13 أبريل/ نيسان الماضي، عندما شنت إيران هجومًا انتقاميا غير مسبوق على إسرائيل، شمل إطلاق مئات الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية.
وأشار براون إلى قرار صدر الأحد، يقضي بالإبقاء على مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات الأمريكية بالشرق الأوسط، بجانب إرسال سرب إضافي من مقاتلات “إف 22”.
وقال: “نسعى إلى تحسين أدائنا مقارنة بما فعلناه في أبريل”، في إشارة إلى مساهمة قوات أمريكية بالشرق الأوسط في صد الرد الإيراني الانتقامي من إسرائيل آنذاك.
وأمس الاثنين، عقد براون اجتماعا في تل أبيب مع وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، ورئيس الأركان العامة هرتسي هليفي.
ووفق بيان لهيئة الأركان المشتركة بالجيش الأمريكي، أعاد المسؤولون، خلال الاجتماع، “تأكيد أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
كما “ناقشوا آخر اشتباك عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية (رد “حزب الله”)، وضرورة التخفيف من تصعيد التوترات لتجنب اتساع رقعة الصراع”.
وأجرى براون زيارة لمنطقة الشرق الأوسط استغرقت 3 أيام، بدأت بالأردن السبت حيث التقى قائد الجيش اللواء يوسف الحنيطي، ثم مصر صباح الأحد حيث عقد مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقاهرة، قبل أن يحط بإسرائيل مساء الأحد بعد ساعات من بدء “حزب الله” رده الانتقامي ضد إسرائيل.