أعلن متحدث باسم “جيش” الاحتلال الإسرائيلي “تعزيز فرقة الضفة الغربية بكتيبة إضافية، وذلك بناء على تقييم الوضع”. وذلك في أعقاب عملية سلوان التي أدت إلى إصابة إسرائيليين اثنين اليوم، وعملية القدس المحتلة، يوم أمس، والتي أودت بـ9 إسرائيليين واستشهاد المنفذ خيري علقم.
وفي هذا السياق، أكّد مدير مكتب الميادين في فلسطين المحتلة أن “60% من “الجيش” وجميع كتائبه وفرقه العسكرية ودباباته موجودة في الضفة الغربية، ولا تستطيع أن تمنح الجنود الأمان”.
وأشار مراسلنا إلى أن “قوات الاحتلال لا تنزل إلى الشارع من دون سلاح الطيران، وأنها تستخدم يومياً أهم برامج التجسس الحديثة الأخطر في العالم للتعرف إلى الوجوه وملاحقة الفلسطينيين”.
وأضاف: “على الرغم من ذلك، لم يتعرّف الشاباك الإسرائيلي ولم يتوقع العمليات الفلسطينية”.
الجدير بالذكر أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدّثت في وقت سابق عن حكومة نتنياهو الجديدة، وقالت إنها ستُضعف “الجيش” الإسرائيلي وستزيد التوترات في الضفة الغربية.
وحذّرت صحيفة “هآرتس” في افتتاحيتها، في 6 كانون الأول/ديسمبر 2022، من أن نتنياهو يُضعف “الجيش” الإسرائيلي من خلال انتزاع جزء من قوته لمصلحة المستوطنين، وأضافت الصحيفة، في مقال كتبه أمير أورن، أن نتنياهو يمكن أن يدمّر دعم الإسرائيليين لـ”الجيش” الإسرائيلي، الذي لا يدّعي فقط أنه “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”، بل “الأكثر أخلاقية في دولة اليهود”.
ولفت أورن إلى أن خطة بن غفير لنزع سرايا حرس الحدود من قيادة المنطقة الوسطى وتوجيهها إلى النقب، ستؤدي إلى عودة ظواهر حرب لبنان الأولى (اجتياح عام 1982) كرفض الخدمة وعدم وجود انضباطية في “الجيش” الإسرائيلي، بحيث تكون كلاب “وحدة عوكتس” (وحدة كلاب متخصصة في الجيش الإسرائيلي) الوحيدة التي “ستواصل هزّ أذيالها مذعنة من دون اعتراض”.
كذلك تحدّث الإعلام الإسرائيلي في وقت سابق عن تضرر الأهلية والجاهزية للقوات البرية لـ”جيش” الاحتلال الإسرائيلي، بسبب تصاعد الأحداث في الضفة، والصراع على السلطة في “إسرائيل”.
وقال الكاتب ومحلل الشؤون العسكرية، رون بن يشاي، لموقع “يديعوت أحرونوت”، إنّ “جزءاً كبيراً من الجيش البري النظامي، التابع لـلجيش الإسرائيلي، يُستثمَر حالياً في الضفة الغربية في مهمات الأمن الجاري”، مشيراً إلى أنّ ذلك “يأتي على حساب التدريبات التي لم ينفذها”.
وأشار بن يشاي إلى أنّ “التشكيل الميداني النظامي للجيش الإسرائيلي لا يتدرب إلّا قليلاً جداً، وهذا ينطبق أيضاً على 66 كتيبة احتياط سيُضطر الجيش الإسرائيلي إلى تجنيدها هذا العام بموافقة استثنائية من الكنيست”.
وأوضح أنّ “المشكلة تكمن في أنّ الوضع لن يتحسن، وأنّ الجيش الإسرائيلي لن يتدرب في المستقبل القريب”، وذلك في وقتٍ “تنبع الحاجة إلى إشباع أراضي الضفة الغربية بكتائب نظامية بسبب التصعيد المستمر في المنطقة، في ظاهرة يمكن أن تُسمّى بالانتفاضة المصغرة، وهذه ظاهرة متباينة عن التجربة السابقة، بحسب الشاباك”.
وتابع أنّ “الأمر لم يعد يتعلق بعمليات طعن ودهس ولا بأعمال جماعية، بل هناك مزيج من استخدام واسع النطاق للأسلحة النارية بطريقة فعالة إلى حدّ ما، وانتشار الأحداث التي لم تعد تقتصر، منذ فترة طويلة، على شمالي الضفة وعرين الأسود وأبناء المخيم، في مخيم جنين”.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عديدة عن أن “الوضع الأمني الخطير” الذي تعيشه الضفة خلال الفترة الأخيرة، مؤكدة أنّه يذكّر بالوضع في إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وبالإضافة إلى هذه المشاكل التي يعانيها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي، فإنّه يعاني أيضاً تزايد أعداد الإسرائيليين الذين لا يريدون التجنّد، إذ أظهرت نتائج استطلاع للرأي، أجراه ائتلاف “الحركات الشبابية” في كيان الاحتلال، ونقلته “القناة الـ12” الإسرائيلية، أنّ “ثلث الشبان الإسرائيليين لا يريدون أن يجري تجنيدهم”، وأكدت القناة أنّ “هذه المعطيات خطرة وتدمي القلوب”.
الجدير بالذكر أن قناة الميادين عرضت في وقت سابق سلسلة من التقارير ضمن نوافذ على “الجيش” الإسرائيلي تطرقت فيها إلى انعدام حالة الرقابة وانتشار الانتقادات القاسية لــ”الجيش” والمؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين