فجعت وفاة الشاب محمد عماش صاحب معمل “العماش” لبيع أسطوانات الأوكسجين الكثيرين, حيث وافته المنية أثناء قيامه بواجبه لتأمين الأسطوانات للمرضى وأُصيب بسبب إصابته بشظايا من انفجار الأسطوانة المفاجئ أثناء تعبئتها، ومعروف عنه بأنه لم يتاجر بأسطوانات الأوكسجين أو رفع سعرها كما فعل الكثيرون وإنما كان يبيعها بأسعار منطقية لكي يتمكن جميع من هم بحاجة للحصول على الأوكسجين.
تواصلت “تشرين” مع أخ الفقيد أحمد عماش الذي لفت إلى أن أخاه منذ صغره كان لديه الكرم فوق كل شيء ويفضل غيره عن نفسه ومحب لمساعدة المرضى وغير مهتم بالقيمة المادية للمال ودائماً كان يقول جملة “الله يعوّض”.
وعن اليوم الذي توفي فيه قال عماش: في ذات اليوم وصل إلى المنزل متعباً جداً واستحم وقال لوالدته أنا متعب جداً وأريد النوم، ولكنه لم يستطع الراحة حينها بسبب اتصال هاتفي لأشخاص يحتاجون إلى تعبئة أسطوانة الأوكسجين وخرج مباشرةً من منزله واستقل سيارته لتلبية طلبات المتصلين به وحدثت معه الحادثة وتوفي .
ورداً على سؤالنا هل سُيفتح المعمل قريباً لفت عماش إلى أن المعمل سيعاود تقديم خدماته ولكنه الآن متضرر ويحتاج إلى صيانة نتيجة الاحتراق الذي حصل.
وتواصلت “تشرين” مع عدد من أصحاب المبادرات الذين كانوا على تواصل مباشر مع الفقيد ومن بينهم الدكتور قاسم عواد أحد الأفراد المؤسسين لمبادرة (عقمها ) وأشار إلى تعامل المرحوم الراقي والتعاون مع كل من يحتاج لأسطوانات الأوكسجين وكان حريصاً على التواجد في المعمل بشكل دائم لتأمين احتياجات المواطنين أو المبادرات لدرجة أنه أحياناً يضطر للنوم في المعمل لكي يكون على أتم الجهوزية والاستعداد لتلبية طلبات المرضى، وأسعاره معقولة وهي ذاتها أسعار التموين المتعارف عليها ولم يتاجر بها كما فعل غيره ولذلك كان محبوباً جداً من قِبل الناس ويعاني من الضغط لأن عدد العمال الموجودين لديه قليل وفي كثير من الأيام كان يضطر لتعبئة أسطوانات الأوكسجين لوحده.
ولفت عواد إلى أن فقدانه خسارة كبيرة، والجميع بحاجة إلى معمل العماش في هذه الفترة في حال حدوث أي طارئ.
ومن جانبه لفت مدير جمعية (ساعد )عصام حبال إلى أن فقدان المرحوم محمد عماش خسارة كبيرة للجميع وقدم للمواطنين والناس خدمة كبيرة وتكفي جهوزيته الدائمة للعمل لكي لا يقطع الأوكسجين عن الناس، وميزته أنه كان يرفض أجار تعبئة أسطوانة الأوكسجين عند علمه بأنها عائدة للجمعية لمساعدة المرضى.
(سيرياهوم نيوز -تشرين)