فارس نجيب آغا
نعم يتحمل مجلس إدارة نادي أهلي حلب مسؤولية ضياع اللقب ولأسباب عديدة سنأتي على شرحها بعد أن رفع سقف طموحاته قبل بداية الموسم مؤكداً في كثير من المؤتمرات الإعلامية أنه يريد التتويج بلقب الدوري ليكتفي فريق أهلي حلب مع ختام البطولة بمركز الوصافة وبفارق نقطة واحدة عن بطل الدوري فريق الفتوة، صراع الحسم تأخر حتى الجولة الأخيرة ويمكن القول إن الأهلي فرط بلقب كان في متناول اليد بعد تعثره في لقائي جبلة والطليعة بنتيجة التعادل ما أفقده الصدارة التي انتقلت إلى الفتوة، وبات مصيره ليس بيده فوجب عليه انتظار نتائج الفرق الأخرى التي ستواجه الأزوري علها تقدم له خدمة جليلة وتساعده في عودة اللقب الغائب إلى حلب منذ عام 2005، أمور كثيرة عاشها فريق أهلي في مرحلتي الذهاب والإياب مع تقصير إداري واضح وفشل في برمجة الملفات التي تخص اللاعبين بعد مشاكل عديدة دارت حول المستحقات المالية، بينما كانت الضربة الأكبر هي التخلي عن عدد من أبرز نجوم الفريق في مرحلة صعبة لا أحد يمكنه الإقدام عليها إلا فمن سلم بعدم المنافسة وترك اللقب، ليكمل الموسم بأي طريقة ممكنة مع تبديل المدرب بين مرحلتي الذهاب والإياب نتيجة تأخر دفع المستحقات واضطرابات لا تعد ولا تحصى واجهها الكابتن ماهر بحري خلال فترة عمله دون من يقف إلى جانبه ليجبر على الرحيل بعد فسخ عقده مع مجلس الإدارة بالتراضي.
صلاحيات وديون
الأهلي أراد أن يكون الموسم استثنائياً من أجل تحقيق اللقب لذلك تم منح الصلاحيات إلى المدرب ماهر بحري الذي انتقى بدوره العناصر المطلوبة بعد تفويض من مجلس الإدارة ورفع سقف الطموح فجرت الانتدابات وتم التوقيع وجهز الفريق ليدخل معركة الدوري الممتاز لكن بعد عدة جولات طفت على السطح قضية المستحقات المالية التي تأخرت على غير المتوقع رغم الوعود التي قطعت من حيث منح مقدمات العقود بعد أيام من بداية الموسم، وهذا لم يحدث على أرض الواقع حتى بدأت الأصوات تتعالى لتتم الاستعانة بأحد المحبين الذي بادر بسداد مبلغ قارب مليار ليرة سورية على أن يتم رد المبلغ حال توافر السيولة في صندوق النادي، وهو ما لم يحدث حتى تاريخ كتابة هذه السطور، وهي قضية من قضابا كثيرة لناد يعيش تحت وطأة الديون المتراكمة التي أثقلت كاهله فكان لا بد من البحث عمن يستطيع إنقاذ الفريق بين الحين والأخر والاتكال على بعض المحبين لتوفير السيولة بعد عجز مجلس الإدارة عن هذا الأمر وتأخر رواتب اللاعبين بشكل دائم طوال الموسم.
تعاقدات ومنغصات
مقدمات العقود سددت ومنح الجهاز الفني جزءاً من مستحقاته وبدأت عجلة الفريق تدور بشكل جيد مع نتائج محترمة ومنافسة على الصدارة والتنقل بين المراكز الأربعة الأولى خلال جولات الدوري، ولعل أبرز ما يمكن الحديث عنه هو النجاح في التعاقد مع المهاجم أوكيكي أفولابي والمدافع جوزيف أدجي اللذين كانا علامة فارقة بالفريق وظهر عليهما الانسجام مع المجموعة بشكل سريع وبدا أوكيكي أشبه بماكينة تهديف تنقذ الفريق في كل مباراة كما قدم أدجي مستوى ثابتاً وترك بصمة جيدة للاعب يمتلك مستوى عالياً، ورغم بعض المنغصات المالية التي كانت دائماً تطفو على السطح لكن كان اللاعبون يتحملون مرارة الوعود التي كانت بمعظمها إبراً مخدرة.
قرارات خاطئة
التخلي عن عدد من اللاعبين كان القرار الخاطئ الذي أقدم عليه مجلس الإدارة بعد التفريط بأبرز اللاعبين تحت بنود عديدة حيث ذهب أوكيكي في إجازة ولم يعد مطالباً بدفع مستحقاته المالية المتأخرة، وبعد جدل كبير تم التوصل إلى فسخ العقد بالتراضي مع اللاعب متخلياً عن نصف حقوقه في سبيل منحه براءة ذمة لينتقل بعدها إلى الدوري العراقي وهو قرار خاطئ وحدث نتيجة تراكم الديون وعدم تمكن الإدارة من الإيفاء بوعودها لأن عملها منذ البداية كان ارتجالياً ومحاطاً بفوضى عارمة، بعد أوكيكي جاء الدور على محمد ريحانية الذي غادر إلى حتا الإماراتي على سبيل الإعارة حتى نهاية الموسم مقابل مبلغ مادي جيد وافقت عليه إدارة النادي وتخلت عن اللاعب من أجل سداد ما عليها من مبالغ متأخرة لمصلحة لاعبي فريق كرة القدم، ومن ثم لحق به كامل كواية إلى المنامة البحريني نتيجة وجود بند في عقده يخوله الرحيل في حال تلقي عقد خارجي.
خسارة واستقالة
مع الواقع الذي فرض نفسه وقبول مجلس الإدارة التخلي عن أبرز اللاعبين فقد الفريق أسلحة فتاكة وجاءت الخسارة مع تشرين في الجولة الأخيرة من مرحلة ذهاب الدوري الممتاز بكرة القدم لتشعل الأمور، وليتلقى المدرب ماهر بحري انتقادات لاذعة من الجماهير بعد الهزيمة، فما كان منه إلا التقدم باستقالته على الفور نتيجة اختلاط الأوراق وعدم وجود مشرف أو مدير للفريق يتمكن من حل القضايا العالقة، كما أن البحري بدأ يواجه الضغوطات بمفرده لأنه هو من أحضر اللاعبين وعلى مسؤوليته ودائماً ما يكون في وجه المدفع حين يطالب اللاعبين بمستحقاتهم المتراكمة وابتعاد مجلس الإدارة عن الفريق وعدم متابعته بالشكل الأمثل.
عجز مالي كبير
انتهت مرحلة الذهاب على هذا الواقع المؤسف، فبعد أن كان سقف الطموحات هو الفوز ببطولة الدوري باتت الأمور في علم الغيب وخاصةً مع إحجام الشركة الداعمة عن تزويد النادي بأي مبلغ، وتوقفها عن دفع الهبات وهو ما أوقع النادي في ورطة كبيرة لأن مجلس الإدارة أبرم عقوداً بالملايين وصندوقه غير قادر على سدادها وهناك فوارق كبيرة بين واردات النادي المالية وما يجب عليه دفعه لتغطية عقود فريق كرة القدم والسلة، حيث أوقع نفسه في ضائقة مالية لا يمكنه الخروج منها لذلك عانى فريق كرة القدم مشاكل كثيرة أدت إلى الإضراب عن المران لمدة أسبوع كامل من دون وجود من يستطيع حل هذه المعضلة نتيجة غياب الشخص القادر على معالجة هذه القضايا داخل مجلس الإدارة وتفرد رئيس النادي بمعظم القرارات وعدم وجود انسجام بين الأعضاء وهو أمر بات مكشوفاً منذ أشهر طويلة لكل العارفين ببواطن الأمور الداخلية.
قرار الرحيل
بعد اجتماع مطول بين المدرب ماهر بحري ومجلس إدارة النادي لم يتوصل الطرفان لأي اتفاق حيث طالب البحري بضرورة تدعيم صفوف الفريق لسد مكان الراحلين إن كان يود مجلس الإدارة إكمال مخططه في المنافسة على اللقب، ولعدم توافر السيولة كان من الصعب جلب لاعبين جدد حيث فضل البحري إكمال الموسم باللاعبين الموجودين من دون مطالبته بلقب الدوري لكن لم يكن هناك أي رد واضح من مجلس الإدارة ليقرر البحري الاعتذار عن متابعة مهمته، والاتفاق مع الإدارة على سداد رواتبه المتأخرة في وقت لاحق لعدم وجود الكتلة المالية المطلوبة حينها.
ضياع اللقب
مع دخول مجد حمصي على الخط وتعيينه مديراً للفريق بدأ التواصل مع المدرب حسين عفش الذي تقدم باستقالته من تدريب فريق الجيش، وفي جلسة واحدة حسمت الأمور وتم الاتفاق على كل شيء ليباشر العفش مهامه مع جهازه الفني، حيث تمكن الفريق من الفوز على الكرامة في أولى مباريات مرحلة الإياب بحلب لكنه تعثر في الثانية مع الفتوة المتصدر وخسر في ميدانه حتى وصلنا إلى الجولة الخامسة من مرحلة الإياب ليهدر الأهلي في الحمدانية نقطتين نتيجة تعادله مع جبلة في الوقت القاتل، ومن ثم تكرر التعادل في الأسبوع التالي مع الطليعة في حماة ليضيع الفريق أربع نقاط في صراع المنافسة على الصدارة التي انتقلت للفتوة بعد أن كانت في يده وليبدأ رحلة اللعب تحت الضغط منتظراً ما يمكن حدوثه علَّ المعجزة تحدث ويتعثر الفتوة وتنتقل الصدارة له، لكن شيئاً من ذلك لم يحدث حث واصل الفتوة صدارته حتى النهاية وتوج بلقب الدوري.
لغة الأرقام
وفي أرقام الفريق هذا الموسم حقق الأهلي 5 انتصارات و4 تعادلات وهزيمة واحدة في مرحلة الذهاب وجمع 19 نقطة من أصل 30، بينما حصد 7 انتصارات وتعادلين وهزيمة في مرحلة الإياب وجمع 23 نقطة من أصل 30 ليحتل المركز الثاني على جدول الترتيب برصيد 42 نقطة مسجلاً 21 هدفاً وتلقت شباكه 9 أهداف، وسجل أهدافه بابا سالا 5 أهداف، أوكيكي أفولابي 4، كامل كواية 3، مصطفى الشيخ يوسف وحسين جويد هدفين، وهدف واحد لكل من: عبد اللـه نجار، أحمد أشقر، فواز بوادقجي، يوسف الحموي، حسن دهان.
سيرياهوم نيوز1-الوطن