الرئيسية » تحت المجهر » بعد 60 عاماً من الوحدة الأفريقية.. ما النجاحات والإخفاقات؟

بعد 60 عاماً من الوحدة الأفريقية.. ما النجاحات والإخفاقات؟

أشارت صحيفة “ذا كونفرزيشن” الأميركية إلى تزامن “يوم أفريقيا” هذا العام، مع الذكرى الـ60 لإنشاء منظمة الوحدة الأفريقية “OAU”، متسائلةً: “كم من رؤية الآباء المؤسسين تحقق منذ ذلك الحين؟ وما الذي ما كان ليتحقق إلا بجهود المنظمة، وخليفتها، الاتحاد الأفريقي؟”

النجاحات

بحسب الصحيفة، فإنّ أحد نجاحات الاتحاد الأفريقي هو مكانته المتزايدة. واليوم، لدى 50 دولة غير أفريقية سفراء لدى الاتحاد. ومؤخراً، بدأت الدول الكاريبية الأعضاء في “كاريكوم” (منظمة حكومية دولية، عبارة عن اتحاد سياسي واقتصادي، يضم 15 دولة من قارة أميركا والمحيط الأطلسي) بإنشاء علاقات رسمية مع الاتحاد.

وتضيف الصحيفة أنّ هيكل الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام وصنعه “ليس له مثيل في منظمة الدول الأميركية، أو جامعة الدول العربية، أو الآسيان”. وفي حين يلتقي أعضاء الاتحاد مرتين كل عام، فإنّ مجلس السلام والأمن يجتمع مرتين كل شهر، منذ إنشائه عام 2004.

ووفق “ذا كونفرزيشن”، العشرات من مهام الاتحاد العسكرية، تساعد الحكومات في قمع الإرهاب في كل مكان، من منطقة الساحل إلى شمال موزمبيق. كما أنّ العديد من حفظة السلام التابعين للاتحاد، خدموا في جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال حروب أهلية، طيلة عقود.

ويسعى الاتحاد الأفريقي إلى تأدية دور في “الحوكمة العالمية”، إذ يحاول إعطاء انطباع على أنّ أفريقيا تتحدث بصوت واحد في قاعات المنظمات الدولية. ونظراً لاتخاذ بعض أهم القرارات الاقتصادية المتعلقة بأفريقيا خارج القارة، فإنّ أهمية هذا الأمر لا تحتاج إلى تفسير، كما أوردت الصحيفة.

ولفت المقال إلى وجود هيئة دبلوماسية، في طور التكوين، لدى الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى بعثات دبلوماسية دائمة في بروكسل (للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي)، والقاهرة (للتفاوض مع جامعة الدول العربية)، ونيويورك (في الأمم المتحدة)، وواشنطن (للتفاوض مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي)، وبكين.

الإخفاقات

من جهة أخرى، يتمثّل أحد إخفاقات الاتحاد الأفريقي في عدم منع الانقلابات التسلسلية، إذ وقع في أعقاب عهد الاستقلال في ستينيات القرن الماضي، ما يزيد على 200 انقلاب، بحسب ما أشارت إليه الصحيفة.

والسبب، وفق الصحيفة، هو أنّ الهيئة القارية لا تتدخّل عسكرياً أبداً لقمع الانقلابيين، والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة الخيانة، وإنّما يقتصر عملها على الضغوط الدبلوماسية ضدهم، فتعلّق عضويتهم مثلاً.

وفشل الاتحاد في منع الانقلابات وحركات التمرد الإرهابية، من الاستمرار، ولذلك أعيد تجميع الشعار على أنّه  “إسكات البنادق بحلول عام 2030″، بعد إطلاقه وفشله عام 2016.

ومن الأخطاء أيضاً عدم التزام الدول الأعضاء، بدفع مستحقاتها السنوية. ومن الواضح أن العقوبات الحالية للتعليق، التي لا تدخل حيز التنفيذ بالكامل، إلا عندما تتأخر الدولة عن السداد لمدة عامين، ليست رادعة، كما رأت الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أنّه غالباً ما يرسل الاتحاد الأفريقي مراقبي الانتخابات إلى البلدان لمراقبة التصويت، آملاً في ردع التلاعب بالأصوات، بأشكاله المختلفة. وقد تعرّض هذا الأمر للانتقاد، بسبب الإحجام عن توجيه اللوم إلى الأنظمة القائمة، التي تتلاعب بالمنافسة الانتخابية على السلطة.

وخلص المقال إلى أنّ الاتحاد الأفريقي يُقارن بشكل جيد مع نظرائه في البلدان النامية مثل منظمة “آسيان”، ومنظمة الدول الأميركية، وجامعة الدول العربية.

وقد وضع الاتحاد الأفريقي حجر الأساس لتحقيق أهداف المؤسسين، وهي أولاً نهاية الانقلابات والحروب الأهلية، ثانياً العمل من أجل إقامة سوق أفريقية مشتركة، وأخيراً، جعل أفريقيا تتحدث بصوت واحد في الحوكمة العالمية .

 

سيرياهوم نيوز3 – الميادين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

لماذا يتحدّث الكيان عن زواله؟ الأمن القوميّ بتحذيرٍ إستراتيجيٍّ مفاجئٍ: الكيان بات معزولاً ومنبوذًا عالميًا والوضع سيصِل للأسوأ والأخطر وسيسمح للأعداء بتدميرنا سياسيًا وعسكريًا.. لا قيم لدى واشنطن بل مصالح

الكيان يسير بخطىً حثيثةٍ نحو العزلة الدوليّة، وهذا ما يُقِّر ويعترِف به أركان دولة الاحتلال على خلفية العدوان الهمجيّ والبربريّ الذي يرتكبه الاحتلال ضدّ المدنيين ...