آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » بعضهم لأسباب اقتصادية وآخرون تهرباً من المسؤولية.. رجال مرّ بهم قطار العمر دون زواج

بعضهم لأسباب اقتصادية وآخرون تهرباً من المسؤولية.. رجال مرّ بهم قطار العمر دون زواج

أغلب الحديث الذي يجري عن العزوبية المتأخرة غالباً يتناول العزوبية المتأخرة عند المرأة، إلا أننا ارتأينا في هذا التحقيق أن نتحدث عن العزوبية المتأخرة لدى الشباب، إذ إننا كمجتمع شرقي نعلم أن حياء المرأة الشرقية يمنعها بالمطلق المبادرة لخطوبة أو فتح موضوع الزواج مع شاب تعشقه مثلاً أو معجبة به أو تحترمه وتقدره وتراه مناسباً لها كزوج، من هنا يمكن أن نفسر بعض حالات تأخر الزواج لدى الفتيات، أما الرجال فهم دوماً المبادرون للإقدام على هذه الخطوة متى شاؤوا والمجتمع يرحب ويشجعهم على ذلك، من هنا يأتي السؤال لماذا لا يقدم بعض الرجال الذين تجاوزوا سن الثلاثين عاماً ونيف مثلاً وأكثر على الزواج؟
«تشرين» استطلعت آراء بعض الرجال الذين تأخروا لهذه السن وما فوق حتى سن الخمسين وأكثر للإجابة عن هذا السؤال وغيره، حيث كانت البداية مع (أديب) الذي بيّن أن عمره وصل إلى خمسة وأربعين عاماً وما زال أعزب، مشيراً إلى أن السبب يعود لاهتمامه بأمه المريضة التي تحتاج إلى رعاية، لافتاً إلى أنه لم يكن يثق بأي أحد لرعاية أمه حتى لو كانت زوجة، مضيفاً: بقيت هكذا حتى توفيت أمي وعمري أربعون عاماً إلا أنني أشعر بأنني تعودت على هذا النمط من الحياة ولا حاجة لي بالزواج.
التردد والتسويف
الاختصاصي الاجتماعي صالح شاهين أشار من جهته رداً على هذه الحالة إلى أن التردد والتسويف واختلاق الأعذار والانشغال بالحياة لدى البعض تجعلهم يتفاجؤون بوصولهم لهذا العمر من دون زواج، مشيرا إلى أن البعض الآخر يعاني من شروطه الصعبة التي يجب أن تتحلى بها شريكته، متناسياً أن البشر لا كمال لهم، وكلما طال ازداد عمر أحدهم صعبت خياراته لدرجة أن البعض منهم لا يعجبه العجب، مشيرا إلى أن الإنسان بفطرته يحب الزواج والحياة الزوجية والأولاد، لذلك تجد الأغلبية المطلقة من الرجال وخصوصاً في مجتمعنا الشرقي يقدمون على الزواج وتحمل المسؤولية، وتلعب العلاقات العابرة لدى البعض منهم والمغامرات مع نساء دوراً كبيراً بعدم ثقتهم بالنساء وعزوفهم عن الزواج، من هنا تأتي أهمية أن يقدم الإنسان على الزواج في مقتبل العمر كي لا يصل لهذه الدرجة من اليأس .

الاختصاصي الاجتماعي: التردد والتسويف واختلاق الأعذار والانشغال بالحياة لدى البعض تجعلهم يتفاجؤون بوصولهم لهذا العمر دون زواج

بسبب رعايته لأبيه
(حمزة) أشار إلى أنه تأخر بالزواج حتى سن الخمسين بسبب رعايته لأبيه وأخيه المعاق، علماً أن أشقاءه وشقيقاته جميعاً تزوجوا، مضيفاً: أصبحت لدي قناعة بأنني خلقت لرعايتهم، وهكذا مر قطار العمر حيث توفي والدي وقمت برعاية أخي المعاق وأنا سعيد برعايته ولا أشعر بأن لدي نقصاً بالزوجة أو بحاجة لحياة زوجية، وتركت الأمر للنصيب فإن كان لي نصيب سأتزوج وإلا فلا.

أهرب من تحمّل المسؤولية
(حسام) أشار إلى أن عمره وصل إلى خمسة وأربعين عاماً وإلى الآن لم يتزوج، لافتا إلى عدم وجود مشكلة أسرية تمنع زواجه، لكن المشكلة في هروبي من تحمل مسؤولية الزوجة والأولاد، وليست لدي قناعة بالمطلق ببناء أسرة مع تمكني المادي مع المنزلي، وأنا سعيد بحياتي بهذه الطريقة مع أنني تركت الأمر للمصادفة والنصيب إن كان لي نصيب بالزوجة.
(فادي) قال: تعودت في حياتي، التي وصلت لعمر الخمسين عاماً من دون زواج، على اللهو والعبث بمشاعر كثير من الفتيات لدرجة أنني وصلت إلى قناعة بعدم ثقتي بأحد من النساء، ولا أرى أن لي حاجة لزوجة أو أولاد، مع أنني أمتلك منزلاً ولديّ دخل جيد، وبرأيي أن ذلك شكل لي عائقاً كبيراً، والقناعة بالعزوبية لا تحل إلا بالقسمة والنصيب المفاجئ من دون أي تخطيط مسبق إن صارت.

الظروف الاقتصادية
(مراد) بيّن أنه وصل لعمر الخمسين عاماً وهو أعزب، مع أنه كان منذ شبابه الأول يحلم ويتمى أن يتزوج إلا أن الظروف الاقتصادية والأزمة التي مرت فيها البلد وخصوصا الاقتصادية منعت زواجي ومعي بالحال نفسها شقيقان اثنان يقربانني عمراً وهما دون زواج أيضاً، لافتاً إلى أنه بداية شبابه فكّر بأن يؤمن بيتاً للزواج إلا أن بيته راح في مهب الريح ولم يبق له سوى بيت الأهل وهو غير قادر على تأمين بيت آخر وخصوصاً أنه موظف وليس لديه مصدر آخر للرزق، مشيراً إلى أنه أصيب بحالتين شكلتا له صدمة من الزواج، إذ بعد أن عشق إحدى الفتيات فوجئ بأنها لا تعشقه وأعجب بأخرى وقرر الزواج منها ليصارحه صديقه بأنه خطبها.

رعايته لأمه
(بلال) أشار من جهته إلى أن عمره وصل لخمسة وأربعين عاماً من دون زواج، مشيراً إلى أن التسويف ورعايته لأمه قبل وفاتها وزواج من تمناها زوجة له بسبب تردده والظروف القاسية التي مرت به جعلته يجد نفسه بهذا العمر، وهذا ما أكده (رازن) الذي أضاف إنه طبيب ويقتصر عمله على وظيفة بمستوصف حكومي من دون عيادة وهو مرتاح ومتكيف مع هذه الحالة، وليس لديه أي استعداد للزواج وتحمل المسؤولية الزوجية من زوجة وأولاد وهو سعيد مع أصدقائه وأهله ولا يشعر بأي نقص.

من دون زواج
(معمر) أشار من جهته إلى أنه يحب الزواج، ويتمنى أن تصبح لديه زوجة وأولاد إلا أنه يعاني من التردد لدرجة المرض النفسي، ولديه تدقيق بتفاصيل التفاصيل المتعلقة بشريكة العمر، وهذا ما أوصله لعمر تجاوز الخمسين من دون زواج، مضيفاً: كنت كلما قررت أن أتزوج فتاة ما أجد فيها مئة مشكلة لدرجة أنني أقلع فيها عن الارتباط بها، وهذا ما أوصلني لهذا العمر من دون زواج .

التردد والتسويف
الاختصاصي الاجتماعي صالح شاهين أشار من جهته رداً على هذه الحالة إلى أن التردد والتسويف واختلاق الأعذار والانشغال بالحياة لدى البعض تجعلهم يتفاجؤون بوصولهم لهذا العمر من دون زواج، مشيرا إلى أن البعض الآخر يعاني من شروطه الصعبة التي يجب أن تتحلى بها شريكته، متناسياً أن البشر لا كمال لهم، وكلما طال ازداد عمر أحدهم صعبت خياراته لدرجة أن البعض منهم لا يعجبه العجب، مشيرا إلى أن الإنسان بفطرته يحب الزواج والحياة الزوجية والأولاد، لذلك تجد الأغلبية المطلقة من الرجال وخصوصاً في مجتمعنا الشرقي يقدمون على الزواج وتحمل المسؤولية، وتلعب العلاقات العابرة لدى البعض منهم والمغامرات مع نساء دوراً كبيراً بعدم ثقتهم بالنساء وعزوفهم عن الزواج، من هنا تأتي أهمية أن يقدم الإنسان على الزواج في مقتبل العمر كي لا يصل لهذه الدرجة من اليأس.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرب الناعمة.. بين الكنة والحماية تطحن الرجال

رغم تطور إيقاع الحياة بمفهومها الاجتماعي والعمراني واستقلال غالبية الأبناء عن ذويهم بعد الزواج لناحية السكن بعيداً عن جو العائلة . إلا أن تأثير فكرة ...