عشية بدء شهر رمضان المبارك التقى الرئيس السوري بشار الأسد مجموعة من نجوم الفن في سوريا من ممثلين ومخرجين، ودار الحديث حول الأوضاع التي تشهدها سورية والخطوات التي قطعتها لتجاوز هذه المرحلة ودور الفن والفنانين، وخصوصاً في هذه الفترة للنهوض بواقع المجتمع وعكس تطلعاته وتعميق اللحمة بين أبناء الوطن والتوعية بما تتعرض له سورية من مخططات تستهدف أمنها واستقرارها.
وشارك في اللقاء كل من الممثلات والممثلين: سوزان نجم الدين،سلاف فواخرجي، نادين تحسين بيك، بسام كوسا، وعباس النوري، وتيم حسن، وباسم ياخور، وخالد القيش، وقصي خولي،ومصطفى الخاني، وفادي صبيح، وسامر إسماعيل، ومحمود نصر،والمخرجون رشا شربتجي وسامر برقاوي والمثنى صبح والليث حجو، إضافة إلى الموزع الموسيقي والملحن طاهر مامللي.
وشدد الرئيس الأسد على دور الفنانين في إصلاح المجتمع وتوعيته وضرورة عكس الواقع كما هو في أعمالهم للمساعدة في حل المشكلات، وأهمية احترام جميع الآراء حول الواقع السوري ما دامت تحت سقف الوطن ومستقبله.
وقال الفنان مصطفى الخاني :لقاؤنا بالسيد الرئيس الدكتور بشار الاسد كان بالنسبة لي سعادة كبيرة ومسؤولية أكبر، فقد أكد سيادته على الدور الكبير والمؤثر الذي يلعبه الفنان في المجتمع، وعلى أهمية أن تعكس الدراما المشاكل الموجودة في المجتمع بكل صدق وشفافية ، بحيث تساهم في تسليط الضوء على المشاكل مهما كانت.
وقال الخاني إن اللقاء كان صريحاً ومفتوحاً على كل المواضيع، وتطرقنا للمشاكل التي يتعرض لها المواطن ولمشاكل الفنانين، وما تتعرض له الدراما من مشاكل وما تحتاج إليه كي تتطور أكثر، وأكدنا على أهمية افتتاح قنوات تلفزيونية جديدة.
وأضاف الخاني :طلب منا سيادته أن نتكلم بكل صدق وصراحة عن كل شيء ،وكان يستمع بدقة لكل كلمة تقال ومن ثم يناقشنا بأدق التفاصيل ،واستمر اللقاء أكثر من ثلاث ساعات ونصف ،مع قائد يتمتع بالحنكة والذكاء والعمق والتواضع بحيث تشعر بأنك مهما قدمت لهذا الوطن تبقى مقصرا ،وتخرج من اللقاء معه مستمدا منه كم كبير من التفاؤل وطاقة كبيرة على العمل وحماس واصرار على الحفاظ على سوريا والسير بها نحو غد أفضل.
وقالت الفنانة سلاف فواخرجي: اللقاء كان مع رجل عظيم وقائد عظيم، وقبل كل ذلك إنسان عظيم. لقد رأينا سورية والمواطن السوري في قلبه وعقله وعيونه وأحسسنا بالأمان والثقة بالحوار مع الرئيس الأسد، وبنفس الوقت الإحساس الكبير بالتفاؤل بأن سورية ذاهبة إلى مزيد من التطور والإصلاح والجمال .
وأضافت فواخرجي : الرئيس الأسد طلب منا الحديث بكل شفافية وصدق عن كافة القضايا التي تهم المواطن السوري وتهم سورية، سواء في ما يتعلق بالدراما وغيرها وأكد لنا أنه من الجميل الاختلاف بالأراء والحوار، ولكن مع ألا ينعكس ذلك ويتحول إلى خلاف وانقسام لأن الانقسام خطير جدا ً .
وأوضحت فواخرجي : الرئيس الأسد يقود سورية إلى مرحلة هامة وكبيرة من التطور والإصلاح والتطوير، وقد لمسنا ذلك من خلال تأكيده وتشديده على أهمية التطوير في كافة المفاصل السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد .
وقالت فواخرجي : لقد تم التطرق من قبل الفنانين إلى أهمية التركيز على رؤوس الأموال الوطنية في الإنتاج الدرامي، وعدم الاعتماد على رؤوس أموال خارجية قد يكون لها مآرب أخرى، وبالتالي حماية صناعة الدراما السورية كجزء من الاقتصاد الوطني السوري . ولفتت إلى أنه تم التطرق إلى عدد من القضايا الأخرى التي تهم المواطنين منها ما يتعلق بفرص العمل والسكن ومكافحة الفساد .
من جهته تحدث المخرج الليث حجو عن أجواء اللقاء واصفا ً إياه بالجلسة الجميلة والمفيدة جدا ً، مؤكدا ً أن الجلسة لم تكن تقليدية إطلاقا ً وأهم ما اتسمت به هو الصراحة المطلقة التي طالب الرئيس الأسد ضيوفه بالحديث بها .
وأضاف حجو : كان لقاء ً عفويا ً يحمل كل ركائز المصداقية والانفتاح الكبير بالحوار، وقد أكد لنا الرئيس بشار الأسد على أهمية دور الدراما السورية وتفعيل هذا الدور في نقل هموم المواطنين والإشارة إلى مكامن الخلل بكل صدق وشفافية لتتحول الدراما إلى عنصر رقابي آخر على الأخطاء والمشاكل ولتكون جزءا ً أساسيا ً من حركة الإصلاح القائمة في البلاد.
وذكرت الوطن ان الحوار تناول أيضاً التحديات التي تعترض الدراما بشقيها الفني والإنتاجي وسبل تجاوز هذه التحديات، كما استمع الرئيس الأسد من الحاضرين إلى أفكار وطروحات يمكن لها أن تخدم هذه الصناعة وضرورة أن تكون هناك خريطة عمل واضحة تدعم عملية الإنتاج وتكون قابلة للتنفيذ وقادرة على النهوض بهذا القطاع.
عدد من الحضور ممن تواصلت معهم «الوطن»، أشاروا إلى أن الرئيس الأسد استمع منهم إلى المشكلات والمعاناة التي تعترض الدراما السورية، لاسيما أن هذا القطاع تضرر نتيجة تداعيات الحرب كما باقي القطاعات في سورية، حيث جرت الإشارة إلى ضرورة معالجة هذه المشكلات من خلال بنية تحفيزية وتشريعية تسهم في تجاوز العقبات التي أوجدتها الحرب على سورية وعلى صناعة الدراما فيها، لتحافظ على ألقها وتستعيد دورها الريادي في العالم العربي.
وبحسب معلومات «الوطن» فقد تطرق اللقاء في جانب منه لحديث ودي بين الرئيس الأسد ونجوم الدراما وأخبارهم ونجاحاتهم.
اللقاء جرى في قصر المهاجرين، وبعد انتهائه القى الفنانون نظرة على مكتب الرئيس الراحل حافظ الأسد، وشاهدوا صوراً لحكومات سورية سابقة في فترة الخمسينيات والستينيات، لينتهي اللقاء بالتقاط صورة جماعية مع الرئيس الأسد عند المدخل الشمالي للقصر.
المخرجة رشا شربتجي شددت في تصريح لـ«الوطن» على أهمية وإيجابية اللقاء، ولفتت إلى أن الرئيس الأسد أبدى اهتمامه ودعمه الكامل لقطاع الدراما، وأكد أن للدراما تأثيراً كبيراً في المجتمع.
وأضافت: «تحدث الرئيس الأسد عن الأبواب السياسية التي كانت مغلقة ومشكلات الحصار والمقاطعة، وأشار في الوقت نفسه إلى أن هذه الأبواب فُتحت، وأن علاقاتنا تطورت مع كثير من البلدان، ما يفتح المجال للتعاون في مجال الدراما وغيره من المجالات».
وبيّنت أن الاجتماع ناقش كيفية تسهيل الاستثمارات المحلية والأجنبية لدخول قطاع الإنتاج الدرامي من خلال سن قوانين تحمي رأس المال، إضافة إلى طرح مجموعة من المقترحات منها دراسة موضوع الرقابة وإنشاء منصات واستديوهات ومحطات تلفزيونية، إلى جانب استعراض الأولويات والخطط القريبة والبعيدة، ودراسة أن تكون الدولة شريكة في الاستثمار الدرامي وأن تكون داعمة فيه إلى أبعد الحدود.
وأوضحت أنه تم التطرق إلى بعض المشكلات الاقتصادية والعقوبات المفروضة التي تواجه سورية بسبب الحرب، وكيفية مواجهتها وتجاوزها، مع التأكيد على سعي الدولة لتحسين الوضع المعيشي للمواطنين وتوفير كامل مقومات الحياة.
بدورها النجمة سوزان نجم الدين أكدت أن اللقاء مع الرئيس الأسد اتسم بالصدق والشفافية والوضوح، مشيرة إلى أن سيادته أبدى وقوفه التام إلى جانب صنّاع الدراما، واستمع إلى كل المشكلات التي تصادفهم بهدف دفع العجلة الدراما إلى الأمام، لما للدراما أهمية كبيرة على اعتبارها مرآة حقيقية لوجه سورية الحضاري.
وأضافت: «الرئيس الأسد استمع إلى مقترحاتنا وآرائنا بكل إصغاء واهتمام ورعاية رغم انشغالاته الكثيرة والكبيرة، وهو ما اعتدنا عليه دوماً من سيادته».
ورأت أن اللقاء كان إيجابياً على الصعد كافة، وحمل معه العديد من الأفكار التي من شأنها تطوير قطاع الإنتاج الدرامي واستعاده ألقه.
(سيرياهوم نيوز1-الحوار نيوز-الوطن)