في إجراء مماثل، أعلنت وزارة التجارة الصينية، أمس، رفع الرسوم الجمركية على جميع الواردات الأميركية من 84% إلى 125%، على أن تدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من اليوم، مؤكدةً مرّة جديدة أن بكين مستعدّة «للقتال حتى النهاية».
وإذ وصفت وزارة التجارة، ممارسات الإدارة الأميركية الأخيرة بـ«المزحة»، التي لا تتعدّى كونها مجرّد «لعب بالأرقام، لا معنى اقتصادياً له»، أكدت أنّها «لا ترى، بالتالي، أيّ داعٍ لمجاراتها بعد الآن»، فيما أعلنت وزارة المالية الصينية، من جهتها، أنه بالنظر إلى أن «السلع الأميركية لم تَعُد قابلة للتسويق في الصين أصلاً، بموجب معدّلات التعرفات الحالية، ففي حال رفعت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية، فإن بكين ستتجاهل مثل تلك الإجراءات»، في ما يمثّل إشارة منها إلى التوقّف عند هذا الحدّ، ربّما تمهيداً لتفاوض ما بين الجانبين. وفي هذا الجانب، نقلت صحيفة «غلوبال تايمز» عن الخارجية الصينية، قولها إنه «إذا أرادت واشنطن حلّ المشكلات بالحوار، فعليها التوقّف عن الضغط والسلوك المتهوّر».
وفي أول تصريحات علنية له حول الحرب التجارية الناشئة بين أكبر قوّتَين اقتصاديتَين في العالم، أكد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، خلال لقائه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في بكين، أمس، أن بلاده «تبقى واثقة وغير خائفة من أيّ قمع غير مبرر»، لافتاً إلى أن مَن يقرّر «تحدّي العالم بأكمله، يخاطر بأن يصبح هو نفسه معزولاً»، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
كما وجّه شي، خلال اللقاء، دعوة إلى «الاتحاد الأوروبي» للوقوف في وجه الممارسات الأميركية الأخيرة، مؤكداً أنه «يجب على الصين والاتحاد الأوروبي الوفاء بمسؤولياتهما الدولية، والحفاظ بشكل مشترك على مسار العولمة الاقتصادية وبيئة التجارة الدولية، ومقاومة التنمرّ الأحادي الجانب بشكل مشترك، ليس فقط لحماية حقوقهما ومصالحهما المشروعة، ولكن أيضاً لحماية العدالة الدولية».
من جهته، أبلغ سانشيز الرئيس الصيني بأن بلاده تفضّل وجود «علاقة أكثر توازناً بين الاتحاد الأوروبي والصين، تكون قائمة على أساس المفاوضات لحلّ الخلافات والتعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك»، في وقت يبدو أن قرار ترامب تعليق فرض التعرفات الجمركية على سائر دول العالم، مؤقتاً، لم يخلق ما يكفي من «الارتياح» لدى حلفاء واشنطن؛ إذ أكّد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في منشور عبر «إكس»، أمس، أنه «في حين أن الخطوة الأميركية الأحدث تشير إلى أن الباب مفتوح أمام المفاوضات»، إلا أنّ مهلة الـ«90 يوماً تعني 90 يوماً من عدم اليقين بالنسبة إلى جميع أعمالنا على جانبَي المحيط الأطلسي وفي الخارج».
وإلى جانب اللقاء المشار إليه، كان الرئيس الصيني قد تحدّث إلى قادة كل من السعودية وجنوب أفريقيا، مؤكداً لهم أنّه «ما من فائز في حرب التعرفات الجمركية»، فيما يعتزم شي أيضاً زيارة عدد من دول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك فيتنام وكمبوديا، الأسبوع المقبل.
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار