syriahomenews أخبار سورية الوطن
أنس جوده
السيولة التي اختفت من المصارف وانتشرت على قارعة الطرقات، رواتب الموظفين التي لم تدفع لشهور، تحجيم دور رجال الأعمال التقليدين على حساب القادمين الجدد الذين يملكون السيولة والقدرة على جلب البضائع، رفع العقوبات الوهمي، تخفيض تمويل المنظمات الدولية ، وأخيرا رفض الدول الصديقة تقديم أي دعم مادامت الحكومة ذات اللون الواحد والضعيفة الامكانيات الإدارية والخبراتبة موجودة في الحكم.
أصدقاء السلطة وداعموها قبل خصومها قالوا لها : لن نستطيع تقديم أي مساعدة إذا لم نرى انتقالا جديا نحو مؤسسات الدولة والمشاركة في الحكم ، لهذا كان مؤتمر النصر لمحاولة توحيد الفصائل، ولهذا يتم الاستعجال الشديد في الحوار المسلوق لإنتاج إعلان دستوري وحكومة انتقالية فيها مجموعة منوعة من الشخصيات التكنوقراط .
منذ اللحظة الأولى بعد السقوط قلنا إن الخطوة الأولى المطلوبة هي حكومة انتقالية تشاركية كاملة الصلاحيات وهذا الأمر ليس لحصول أطراف معينة على حصة من الكعكة بل لأن الحكومة الانتقالية هي الشرط الضامن لمرحلة انتقالية متوازنة نوعا ما، وتعطي بعضاً من الثقة للدول بأن هناك من يستطيع تحمل الالتزامات، ولكن الواقع يقول أن عقلية المنتصر هي الحاكمة وأن من في السلطة يظن أنه قادر لوحده على قيادة البلاد عبر الكلام الجميل والوعود المعسولة، وأن ما سيتم إنتاجه هي مخرجات شكلية لن تقنع أحداً، وهذا للأسف سيذهب بنا لتقسيم المقسم وتفتيت المفتت وخسارة ماتبقى من مقدرات حتى نصل للجوع المعمم.
من أجل مصلحتكم عليكم بالمشاركة الجدية، حصة مضمونة متوافق عليها أفضل من خسارة كل شيء، ولكم في الأنظمة السابقة عبرة ودرس.
وانتم أيها السوريون لتكن قناعاتكم الداخلية وفطرتكم السليمة ومحاكمتكم المنطقية للأمور هي بوصلتكم وهدايتكم، لا تستمعوا لزبد الكلام، ولا تقتنعوا بكلام المؤثرين ومدعي النجومية، أنتم أبناء الأرض وملحها، أنتم سيزيف هذا الزمان وصخرتكم بلادكم إن توقفتم عن دفعها واستسلمتم للاسترخاء وفقا لنصائح وكلام بائعي الوهم انهارت عليكم وفقدتم وجودكم، ففي السياسة والشأن العام ليس هناك ثقة عمياء بل التزامات مثبتة ومحاسبة ورقابة ومسؤولية، ولايحك جلدك مثل ظفرك والسماء لاتمطر عسلاً ولا تتحقق التنمية بالأمنيات والانتظار .
(اخبار سوريا الوطن 1-صفحة الكاتب)
