أكّدت وكالة “بلومبرغ” الأميركية، اليوم الخميس، أنّ مسؤولي إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، “يواجهون معضلةً” في الرد على موجة الهجمات في البحر الأحمر.
وذكرت الوكالة، أنّ إدارة ش”لا تريد الانجرار” إلى حربٍ أوسع في الشرق الأوسط، “تسعى إليها إيران ووكلاؤها”، بمن فيهم “أنصار الله”، على حد قول الوكالة.
ونقلت الوكالة عن الدبلوماسي والسفير الأميركي السابق في اليمن، جيرالد فايرشتاين، قوله إنّ الولايات المتحدة اتخذت “موقفاً دفاعياً” بشأن هذه الأمور، مشيراً إلى أنها “تحاول ضمان عدم نجاحها في القيام بأيّ شيء مهم من شأنه أن يفرض الرد”.
ولفت فايرشتاين إلى أنّ حركة “أنصار الله” قد ترغب بشدّة في “دفع الوضع وإجبار الولايات المتحدة على الرد بقوّة، لأنّها تعتقد أنّ ذلك سيصقل وضعها في محور المقاومة”.
وذكرت “بلومبرغ” أنّ الولايات المتحدة تعتبر أنّ توسيع القوة العسكرية في المنطقة سيساعد في “ردع هجمات اليمنيين في المستقبل”، لكنّ بعض المشرّعين الجمهوريين قالوا إنّ إدارة بايدن كانت “بطيئة للغاية وحذرة في الرد على القوات اليمنية وغيرها من القوات المسلّحة المدعومة من إيران”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية أشارت إلى أنّ سخونة الساحتين في اليمن والعراق تشكّل معضلةً حقيقية للولايات المتحدة الأميركية.
وأضافت أنّ الوجود الأميركي والإسرائيلي في البحر الأحمر “لا ينجح في ردعهم (اليمنيين)”، مشيرةً إلى أنّ “الأمر قد يتطلّب استعراضاً كبيراً للقوة في المستقبل القريب”.
ونقلت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن “رويترز” و “بلومبرغ”، أنّ “السعودية تضغط الآن على الإدارة في واشنطن لممارسة ضبط النفس في ردودها على اليمن، وذلك من أجل السماح بإتمام اتفاق السلام بين السعودية واليمنيين”.
ومن المخاوف السعودية الأخرى، وفقاً لـ”هآرتس”، أنّ “هجوماً أميركياً على اليمنيين قد يضرّ بالعلاقات بين الرياض وطهران، في وقت يستعيد فيه البلدان العلاقات ببطء بعد استئنافها في آذار/مارس الماضي”.
كذلك، كشفت “بلومبرغ” أنّ الولايات المتحدة الأميركية تُجري محادثات مع حلفائها الخليجيين بشأن “تحرّك عسكري محتمل ضد صنعاء”، مشيرةً إلى أنّ المحادثات لا تزال في المرحلة الأوّلية، وأنّ واشنطن وشركاءها “يُفضّلون الدبلوماسية على المواجهة المباشرة”.
وتحدّثت صحيفة “بوليتيكو”، في تقرير، عن “تحذير فريق بايدن من الرد على هجمات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة، عن كبار المسؤولين في إدارة بايدن، قولهم إنّ شن هجمات في اليمن “هو مسار العمل الخاطئ في الوقت الحالي”، على الرغم من أنّ بعض الضباط العسكريين اقترح ردوداً أكثر قوة على الهجمات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية.
وفي السياق، ذكر قائد سلاح البحرية الإسرائيلية السابق، اليعيزر ميروم، أنّ القوات المسلّحة اليمنية “تفرض حصاراً بحرياً كاملاً” على “إسرائيل”، وهذا الأمر “أدّى إلى تعطيل خروج ودخول 95% من البضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة”، وفق ما قال.
وأضاف ميروم، لـ “القناة 12” الإسرائيلية: “ساحة البحر الأحمر ليست ساحةً لنا، لكن يمرّ من خلالها النقل البحري المهم لإسرائيل، وهي تحتاج لهذا الممرّ بشكل كامل”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم