نشرت صحيفة “بلومبرغ” تقريرا مفصلا أشارت فيه إلى عدة أوجه قصور خطيرة كشفتها العملية العسكرية الروسية الخاصة وظهور الصين على الساحة الدولية، حيث قدمت أمثلة على أوجه القصور والمشكلات الخطيرة التي يواجهها البنتاغون في الفترة الأخيرة.
1- إلغاء مشروع بتكلفة هائلة لتجنب “كارثة مكلفة”
اعتبر التقرير أن المشروع الأمريكي المتمثل بتصنيع مدفع (Non-Line-of-Sight NLOS-C) بوزن هائل يبلغ 25 طنا كان من المفترض أن يكون حجر الزاوية لبرنامج بقيمة 200 مليار دولار، الذي أحدث ثورة في كيفية قتال الجيش الأمريكي، الذي انتهى به المطاف في مستودع تخزين في ولاية فرجينيا، هو أحد مصادر القلق والشك بين طبيعة العلاقة بين البنتاغون وصناع السلاح.
وكان تصنيع هذا المدفع جزءا من برنامج طموح يحمل اسم (Future Combat Systems) هدفه استبدال الوحدات القتالية بمجموعة من المركبات البرية والجوية، المأهولة والروبوتية، وكلها متصلة بالشبكة لاسلكيًا.
لكن التقرير نوه إلى أن هذا البرنامج الطموح جدا عانى من المشكلات التكنولوجية والتأخر والتكاليف الضخمة، وبعد أزمة “كابيتول هيل” بدأت الشكوك حول فعالية هذا البرنامج.
وفي عام 2009، وبعد إنفاق 20 مليار دولار في ثماني سنوات مع نتائج متواضعة، ألغى البنتاغون المشروع لتجنب ما أطلق عليه وزير الدفاع آنذاك روبرت جيتس “كارثة مكلفة”.
“يوضح انهيار برنامج الاستحواذ الأكبر والأكثر طموحًا في تاريخ الجيش الأمريكية كيف أن القاعدة الصناعية الدفاعية التي عززت (ما وصفته بالتفوق العسكري الأمريكي) لعقود من الزمان كانت غير موفقة. ويشير نقص الذخائر وفشل عمليات التدقيق وثغرات المراقبة التي كشفها البالون الصيني الذي أُسقط في نهاية المطاف من ساوث كارولينا إلى أن المجمع الصناعي العسكري في أمريكا قد لا يكون مناسبًا لهذا الغرض”.
2- صدمة الصواريخ فرط الصوتية “أمريكا تحاول اللحاق بالركب”
واعتبر التقرير أن انهيار العلاقات الصينية الأمريكية ونقاط التوتر من تايوان إلى أشباه الموصلات، تثير أسئلة جادة حول استعداد الولايات الأمريكية لخوض حرب حقيقية.
“بعد عقود من الاندماج، تعاني الصناعة من ندرة المنافسة وتفتقر إلى “قدرة الدفع” اللازمة لشن الحروب بالنسبة للمجمعات الصناعية الكبرى، حيث تعد تجاوزات التكلفة أمرًا روتينيًا، بالإضافة إلى أن ثقافة كره المخاطرة أصبحت قاعدة لدى البنتاغون بالنسبة مجالس إدارة عمالقة الصناعة الدفاعية… أو لنأخذ الصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهو المجال الذي كان لأمريكا فيه ذات يوم ريادة تكنولوجية قوية تعود إلى الستينيات. بدأت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة (DARPA) برنامجًا لتصميم أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فقط لإيقافه بعد سلسلة من الاختبارات الفاشلة المبكرة، بينما قامت الصين بتجربتين ناجحتين لصواريخ فرط صوتية قادرة على حمل رؤوس نووية”.
ونوه التقرير إلى أن “هذه اللحظة تلخص فشل وزارة الدفاع الأمريكية في تحويل التقنيات الحيوية في البحث والتطوير إلى الإنتاج، وكانت النتيجة أنه “في هذه الأثناء، لحقت روسيا والصين بالركب”، كما قالت ميشيل فلورنوي، الوكيل السابق لوزارة الدفاع للشؤون السياسية، وأضافت: “الآن نحن نحاول اللحاق بالركب”.
3-الصناعات الصينية داخل المؤسسات العسكرية الأمريكية
أشار التقرير إلى أن الصدمة الثالثة التي يعاني منها البنتاغون مرتبطة بقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على مواجهة الصين، التي بدأت تظهر الآن فقط، بحسب المزاعم.
ووفقا لميشيل فلورنوي، التحدي المستقبلي المحتمل للدفاع الأمريكية يتمثل بوجود مكونات صينية الصنع عبر سلاسل التوريد الدفاعية التي تخلق “تبعيات غير مقبولة إن لم تكن نقاط ضعف”.
وقالت: “معظم المقاولين الرئيسيين لا يمكنهم حتى إخبارك بكمية المحتوى الصيني في أنظمتهم، بدءًا من أشباه الموصلات إلى شاشات العرض إلى الصواميل والمسامير”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم