اجتمع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع العاهل الأردني الملك عبد الله اليوم الخميس في إطار مساعي حكومة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن لتحقيق “انتقال سياسي شامل” في سوريا بعد الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ووصل بلينكن إلى المنطقة في محاولة لحشد الدعم لخطوط عريضة تأمل واشنطن في أن ترسم مسارا لما سيحدث في سوريا مستقبلا، وسيتوجه إلى تركيا في وقت لاحق من اليوم.
وواصفا معايير العملية الانتقالية، قال بلينكن للصحفيين في العقبة قبل لحظات من توجهه إلى أنقرة “يجب أن تكون شاملة وغير طائفية”. وأضاف “يجب أن تدعم وتحمي حقوق جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات ومنها النساء”.
وحذر أيضا من استغلال جماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية سوريا قاعدة للإرهاب والتطرف، مكررا أهمية ضمان تأمين مخازن الأسلحة الكيماوية في البلاد وتدميرها.
وقال بلينكن إن هذه المبادئ ضرورية من أجل نجاح العملية.
وأضاف “(إنها) ضرورية أيضا للفوز بالاعتراف والدعم الدوليين اللذين تحتاج إليهما سوريا بشدة بعد عقود من الدكتاتورية والصراع والفساد والعزلة”.
وقال ميلر إن بلينكن والملك عبد الله ناقشا أيضا الحاجة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب إسرائيل في غزة يشمل إطلاق سراح الرهائن.
ومن جهته أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، دعمهما لعملية انتقالية جامعة في سوريا عقب إسقاط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
جاء ذلك خلال لقائهما في مدينة العقبة جنوبي المملكة، وفق بيان للخارجية الأردنية وصل الأناضول، بعد لقاء بين بلينكن وملك الأردن عبد الله الثاني، أكد فيه الأخير “احترام الأردن خيارات الشعب السوري، والحفاظ في الوقت ذاته على أمن سوريا وسلامة مواطنيها”.
وتأتي زيارة بلينكن الذي وصل الأردن الأربعاء، ضمن جولة تشمل تركيا أيضا، لمناقشة آخر التطورات في سوريا وعملية وقف إطلاق النار المحتملة في قطاع غزة، وفق بيان للخارجية الأمريكية.
وقالت الخارجية الأردنية، إن الصفدي وبلينكن أكدا أهمية “دعم عملية انتقالية سياسية جامعة يقودها السوريون، لبناء نظام سياسي يلبي طموحات الشعب ويحترم إرادته ويضمن حقوقه، ويضع سوريا على طريق بناء مستقبل يسوده الأمن والاستقرار”.
وشدد الوزيران على “ضرورة احترام وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب”.
ونقلت الخارجية عن الصفدي قوله، إن “أمن سوريا واستقرارها ركيزة لأمن المنطقة، ما يستدعي تكاتف الجهود لدعم عملية سياسية انتقالية جامعة، ومساعدة الشعب السوري الشقيق على تلبية طموحاته في بناء نظام سياسي يحترم حقوق كل السوريين ويعيد لسوريا عافيتها دولة آمنة مهيأة للعودة الطوعية للاجئين”.
وأدان الصفدي “احتلال إسرائيل أراضي سورية”، مشددا على “ضرورة انسحاب إسرائيل فورا واحترام سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية”.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومستغلة الإطاحة بنظام الأسد، كثفت إسرائيل في الأيام الأخيرة هجماتها الجوية مستهدفة مواقع عسكرية في أنحاء متفرقة بسوريا، في انتهاك صارخ لسيادتها.
كما أعلنت تل أبيب انهيار اتفاقية فصل القوات مع سوريا لعام 1974، وانتشار الجيش الإسرائيلي في المنطقة العازلة منزوعة السلاح في هضبة الجولان السورية التي تحتل معظم مساحتها منذ 1967.
في السياق، قالت الخارجية الأردنية في البيان ذاته، إن الصفدي وبلينكن بحثا “جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار ينهي العدوان الإسرائيلي على غزة، وجهود إيصال مساعدات إنسانية فورية وكافية إلى جميع أنحاء القطاع”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 151 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم