سلمان عيسى
إلى كل من يشكك، وكل من يسأل، و يستفسر، بنيّة طيبة، أو نية خبيثة مبيتة.. ومن الآخر نحن « بلطنا البحر» ولا نخشاكم، وها هو الكورنيش البحري في طرطوس شاهد بحجارته الضخمة والممرات والمساحات الخضراء، ولو أردنا- أقول لو أردنا- كنا بلطنا هذا البحر حتى جزيرة أرواد التي تبعد عن طرطوس ثلاثة كيلومترات… تصوروا، وكنا سنسمح للسيارات بالعبور إليها، ونفقد روادها متعة (ركوب البحر)، ولكنا أفقدنا أهلها مئات فرص العمل..يمكننا فعل ذلك وأكثر، طالما نمتلك الإرادة والنية الطيبة، ونملك أيضاً قرارنا بعيداً عن أي شيء، فما بالك إن كان هذا القرار هو من روح الدستور والأنظمة والقوانين.. خاصة أن لدينا من القوانين ما يكفي لتحصين أمة بكاملها، لكن العبرة هنا في التطبيق وهذا له مئة حديث وحديث عن فساد التطبيق، وانتقائية (المعاقبين) وقد تحدثنا مراراً عنها، وسنعود إلى مناقشة تفاصيل التغاضي عن الفاسدين ومكافحتهم كالجراد..لدينا جيش أسطوري يمتلك من الإرادة ما يكفي لتحرير كل ذرة تراب مسلوبة في سورية والوطن العربي، ولدينا طبقة واسعة من العمال والفلاحين والحرفيين، ولدينا موظفون من مختلف الفئات والمراتب الوظيفة؛ كلها يحق لها أن تختار، وسوف تختار.. لدى كلٍّ منا قناعته وطريقته في تقييم من سيختار وبعدها لا يهم !!
لم يبقَ من الأيام إلا القليل، حتى نملأ صناديق الاقتراع بأوراق تحمل صوتنا، وخيارنا..«بلطنا» البحر ولم نأبه، أو نستمع لأي صوت، ونملك الإمكانية لأن «نردم ونبلط »أيضاً، وأيضاً، لا يهمنا من يؤشر «علينا» لكن بالتأكيد نرحب لمن يصفق لخطواتنا، ويشجعنا، ويساعدنا في توفير البيئة المناسبة لتطبيق قوانينا، لا أن يحبط عزيمتنا..ننتظر السادس والعشرين من أيار ليرتفع صوتنا، وهو مرتفع، أما أولائك.. إذا تمكنتم مثلنا، وامتلكتم دساتير وأنظمة وقوانين مثلنا؛ «بلطوا بحاركم» ودعونا نبني بلدنا!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين12-5-2021)