بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف اليوم، شهد عدد من المدن والمحافظات حملات وفعاليات لدعم أبناء هذه الفئة، وتصحيح النظرة الاجتماعية التقليدية تجاههم ومساعدتهم لدمجهم بالمجتمع.
وتضمنت الحملة التي أطلقتها جمعية الرجاء لرعاية وتأهيل ذوي الإعاقة في منطقة جسر الرئيس بدمشق تحت عنوان (كلنا معاً لاحتضان العقول البريئة) مبادرات لتعريف المارة بآلية التعامل مع ذوي الإعاقة، وعرض قصص نجاح لهم عبر منشورات وبروشورات توعية.
مسؤول الحملة غسان الصالح بين في تصريح لـ سانا أن الحملة التي تستمر أربعة أيام وتشمل شوارع ومناطق وساحات عامة، تسلط الضوء على الأشخاص ذوي الإعاقة، وتسعى لتعزيز الوعي المجتمعي حولهم ومساعدتهم على الاندماج بالمحيط، من خلال التشاركية بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية، لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة وتأهيلهم مهنياً ودعمهم صحياً وتعليمياً.
المشرفة في الجمعية فاطمة عرسان أشارت إلى ضرورة التعريف بشريحة ذوي الإعاقات الذهنية وإمكاناتها لتكون فاعلة في المجتمع وقادرة على العطاء، في حين بينت المشرفة نور القادري أن الجمعية التي تأسست عام 1990 تعنى بالأشخاص المصابين بإعاقات متلازمة داون والتخلف العقلي واضطراب التوحد.
وأكد عدد من الأشخاص الذين تفاعلوا مع الحملة ضرورة الاهتمام بالأشخاص ذوي الإعاقة، وأهمية الحملة في رسم صورة صحيحة عن هذه الفئة وإظهار فعاليتهم في المجتمع.
وبهدف تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتأهيلهم اقتصاديا واجتماعيا، أطلق المكتب الإقليمي للاتحاد العربي للأسر المنتجة ملتقى وبازارا بعنوان (همم حتى القمم) ويستمر ثلاثة أيام في فندق الشيراتون بدمشق.
ويعرض الملتقى منتجات المشاريع الصغيرة التي قام بها الأشخاص ذوو الإعاقة وأسرهم والتي تتنوع بين الإكسسوارات والمنتجات الغذائية والصناعات النسيجية والفخارية وغيرها.
محافظ دمشق المهندس محمد طارق كريشاتي بين في تصريح للصحفيين أن المنتجات المعروضة هي ترجمة للخبرات الموجودة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يقدمونها بحرفية عالية، مشيراً إلى أن المحافظة تعمل على التنسيق بين المستفيدين والمنظمات غير الحكومية وغرف التجارة والصناعة لتسويق منتجاتهم، ويستمرون في العمل وإعطائهم الثقة بالنفس ورفع معنوياتهم.
عضو مجلس الإدارة بالمكتب الإقليمي للاتحاد العربي للأسر المنتجة عناية الله حسون، أوضح أن الملتقى يعتبر تكريما للأشخاص ذوي الإعاقة ورسالة بأن هناك من يدعمهم ليكونوا فاعلين في المجتمع.
رئيسة مجلس إدارة جمعية جذور خلود رجب أوضحت أن الجمعية تعمل وفق برنامج للتنمية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة يركز على دمج الأشخاص المصابين بمتلازمة داون بالمجتمع، وإدخالهم في سوق العمل.
وفي السويداء نظم فرع جمعية تنظيم الأسرة فعالية تضمنت أنشطة ترفيهية وتعليمية وتوزيع هدايا لعدد من مصابي متلازمة داون الذين تم تدريبهم بالجمعية خلال الفترة الماضية على صناعة الدمى.
وبينت مسؤولة الفعالية في مركز دعم وتمكين المرأة الذي استضاف الفعالية وعد ملاك في تصريح لمراسل سانا، أن الفعالية تهدف لتعزيز قدرات وإمكانات ذوي الإعاقة وتنمية مهاراتهم.
وفي حمص، نظمت مدرسة عكرمة المخزومي بحمص مجموعة نشاطات تضمنت كورالا للأطفال من ذوي الإعاقة وزملائهم، ودروس توعية حول اليوم العالمي للإعاقة، ونشاطات فنية في غرفة المصادر وتكريما للتلاميذ المتعاونين مع زملائهم من ذوي الإعاقة والمعلمات المشرفات على الأطفال.
وفي تصريح لمراسلة سانا خلال الفعالية، نوه محمد شلهوب الموجه التربوي المشرف على المدرسة بحرص مديرية التربية على إيلاء العناية اللازمة للأطفال من ذوي الإعاقة، عبر تهيئة البيئة المناسبة لهم ضمن المدرسة ودمجهم مع أقرانهم بأسلوب سليم وإشراكهم في مختلف النشاطات.
وذكرت مديرة عكرمة المخزومي ريم النقري أن المدرسة تحتضن 12 طفلاً من ذوي الإعاقة يتم دعمهم بمختلف الوسائل بإشراف آنسات المصادر لمساعدتهم على الاندماج مع زملائهم بشتى الطرق.
كما أقامت جامعة البعث فعالية بعنوان (الإعاقة من العجز إلى القدرة) بالتعاون مع القرية الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة بدير عطية على المدرج الكبير في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة، تضمنت عروضا مسرحية وفقرات حسابية وموسيقية ورياضية وعلمية للأطفال ذوي الإعاقة، ومعرض أعمال يدوية من صناعتهم، إضافة لمحاضرات عن الاختصاصات الجديدة في رعاية الطفل المعوق.
ونوه الدكتور حازم دهمان عميد كلية العلوم الصحية في الجامعة بافتتاح مركز العلاج الفيزيائي في الكلية مجهز بمعدات حديثة وكوادر مدربة لتقديم كل الخدمات لهم، ولا سيما أن لهذا النوع من العلاج دوراً أساسياً في الشفاء، وإعادة التأهيل البنيوي للاحتياجات الجسدية.
منسق الفعالية الدكتور صلاح غاز عرض للتحديات التي يواجهها الأطفال من ذوي الإعاقة من الحصول على حقهم بتعليم ذي جودة بالتشارك مع أقرانهم، والعوامل الثقافية والممارسات الاجتماعية التمييزية ضدهم، وضعف الإستراتيجيات التعليمية والبنية التحتية، مؤكداً ضرورة زيادة الوعي المجتمعي بقضايا ذوي الإعاقة وإدماجهم في شتى مناحي الحياة.
من جانبه قدم أحمد قاعور مدير القرية الطبية لذوي الاحتياجات الخاصة بدير عطية شرحاً مفصلاً عن القرية وأقسامها وسعيها إلى استقطاب هؤلاء الأشخاص، وبناء قدراتهم ليصبحوا فاعلين في المجتمع.
وفي الحسكة، نفذت الجمعيات الخيرية بالتشاركية مع منظمات غير حكومية أنشطة وفعاليات منوعة بإشراف مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، تعبيراً عن الاهتمام بشريحة ذوي الإعاقة ورعايتهم، وزيادة الدعم المقدم لهم بغية إشراكهم ودمجهم في المجتمع، وفقاً لمدير الشؤون الاجتماعية والعمل إبراهيم خلف بهدف نشر الفرح بينهم وإخراجهم من الجو المنزلي، وتحسين حالتهم النفسية.
وبين رئيس مجلس إدارة جمعية سنابل الأمل الخيرية خضر خليل أن المبادرة تضمنت تكريم شخصيات فاعلة ومؤثرة ولها بصمتها في دعم الاشخاص ذوي الإعاقة، فضلاً عن تنفيذ جلسات دعم نفسي للأطفال وعائلاتهم وإقامة جلسات رسومات للمشاركة في المعرض الذي ستقيمه الجمعية خلال الفترة القادمة.
بدورها أوضحت رئيسة جمعية ود الخيرية روما بورسان أن النشاطات التي قدمتها الجمعية اليوم ركزت على حالة الترفيه للأطفال من ذوي الإعاقة، وإشراكهم بكل الفقرات الفنية المنفذة، بقصد إيجاد مساحة من الفرح ونشر البسمة، إضافة إلى توزيع هدايا معايدة بهذه المناسبة.
وأفاد مدير فريق تعزيز الحماية المجتمعية التابع لجمعية الإحسان الخيرية أمير عكل بأن الفريق نفذ نشاطا بعنوان (يوم مع الأطفال ذوي الإعاقة وعائلاتهم)، تضمن جلسة للحديث عن طرق التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة، إضافة إلى توزيع هدايا وتقديم عروض وسكيتشات مسرحية.
وعرضت منسقة مشروع بيت الكل من الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بشرى الحسن للأنشطة والفعاليات المنفذة احتفاء باليوم العالمي للإعاقة، والتي شملت توزيع هدايا وإشراك الأطفال في الألعاب والعروض، مع فقرات تساعد على التنمية الذهنية لهم.
وأعرب أهالي الأطفال عن شعورهم بالفرح للاهتمام بصغارهم ذوي الإعاقة، ومساعدتهم على تجاوز وضعهم وتعزيز ثقتهم بالنفس، داعين إلى تكثيف الأنشطة ضمن برنامج عمل متكامل يدعم ويهتم بتأهيل هؤلاء الأطفال.
السويداء
سيرياهوم نيوز 2_سانا