أقيم في دار الأسد للثقافة في مدينة اللاذقية، اليوم، ملتقى حنا مينة للإبداع الروائي، وذلك بمناسبة مرور مئة عام على ولادة الأديب الراحل، وذلك بحضور نخبة من الأدباء.
وخلال الملتقى، ألقى ممثل وزيرة الثقافة الدكتور عيسى درويش محاضرة بعنوان السيرة الذاتية لحنا مينة ذكر فيها جوانب مضيئة من حياة الروائي الكبير الذي يعد من أهم الروائيين في العالم، والذي وصفه الروائي نجيب محفوظ بأنه من يستحق جائزة نوبل للآداب، وأكد درويش أن ما يعطي القيمة الكبيرة لروايات مينة هو محاكاته للواقع وتصويره له.
وأضاف درويش: ركز الأديب الراحل في أعماله على تصوير روح البحر التي قهرت الألم وحلمت بالسعادة كرواية “الياطر” و”المصابيح الزرق”، مشيراً إلى أن مينة يعد من مؤسسي رابطة الكتّاب السوريين واتحاد الكتّاب العرب، ومن أهم كتّاب الرواية العربية، فله أكثر من أربعين رواية أشهرها رواية “نهاية رجل شجاع” و”المصابيح الزرق” و”الشراع والعاصفة” و”بقايا صور” و”الربيع والخريف”.
ولفت درويش إلى مسيرة الروائي من خلال عمله المبكر في جريدة «الشعب» ونضاله ضد الانتداب الفرنسي على سورية، وقد حصل على عدة جوائز أهمها جائزة المجلس الأعلى للثقافة والآداب والعلوم بدمشق عن رواية «الشراع والعاصفة»، وجائزة سلطان العويس على عطائه الروائي، وجائزة الأدب في إيطاليا، ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة.
كما ترجمت رواياته إلى عدة لغات منها الانكليزية والفرنسية واليونانية والإيطالية والنرويجية والروسية.
بدورها، ركزت الأديبة نور نديم عمران في محاضرتها على نماذج من قصص “الأبنوسة البيضاء”، حيث يرصد مينة فيها البطل بالقيم والمثل ويعاين أثر الخراب في النفس البشرية، ويهتم بوقع الحدث على الشخصية أكثر من اهتمامه بالحدث ذاته، ويهرب بالخيال لاختلاق أحداث أفضل بتأثيرها على الشخصيات وعلى سيرورة الحكاية.
وأضافت عمران: الجانب الإبداعي عند مينة هو أن موضوعاته المطروحة بجرأة تنطلق من رؤية واضحة تعري الواقع من دون أن تحاول تجميله لجعله أفضل، حيث إن قصصه توضح موقفه من الواقع العربي، وكيفية استيعابه لتقلباته وصراعاته، هذا الواقع الذي يبسط ظلاله القاتمة على نصوص المجموعة أغلبها والتي تستمد موادها الحكائية الخام مما يعتمل فيه من معوقات كابحة لتقدم المجتمع وتحرره.
وفي حديث لـ”تشرين” عن أهمية هذا الملتقى أكد الدكتور عيسى درويش أهمية الملتقى لكونه يسلط الضوء على قامة أدبية سورية عظيمة أغنت المكتبة العربية والعالمية بإبداع لا يمكن أن يتكرر من خلال رواياته التي ترجمت إلى لغات عالمية.
وأكد أن الاحتفال بمرور مئة عام على ولادة الأديب مينة هو لفتة جديرة بالاهتمام توليها وزارة الثقافة لمبدعي سورية الذين خلدوا على مر التاريخ، وهم قامة أدبية سورية عالمية لا يمكن أن تتكرر .
سيرياهوم نيوز 2_تشرين