هل ينهي إعلان رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد اكتمال سد النهضة بنسبة 100% في ديسمبر المقبل الجدل حول المشروع الأخطر على مصر أم يزيد الأمر تأجيجا؟!
سؤال فرض نفسه أخيرا وسط مخاوف هائلة من تأثير كارثي للسد على مصر، وهي المخاوف التي يراها الكثيرون مشروعة.
د. عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة يصف تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبى بأنها غير دقيقة.
ويضيف: “كعادة التصريحات الإثيوبية عقب كل مرحلة تخزينية مغايرة للواقع وتخاطب الشعب الإثيوبى لتعظيم الانجاز فى بناء سد النهضة وطمأنة كل من يسأل لماذا التأخير فى الانتهاء رغم أن الموعد المقرر كان صيف 2017 بتأخير أكثر من 7 سنوات”.
ويوضح شراقي وجهة نظره قائلا: “معنى 100% أن يكتمل العمل الخرسانى، والتخزين، وتشغيل جميع التوربينات الـ 13، اكتمل السد بالفعل خرسانيا بنسبة أكثر من 99%، أما كهربائيا فتم الانتهاء من تركيب 4 توربينات فقط من إجمالى 13 توربين بنسبة حوالى 60%، الأول والثانى فبراير وأغسطس 2022، وانتظما فى العمل منذ 6 أشهر فقط، والثالث والرابع منذ يومين فقط 24 أغسطس 2024، وتأمل إثيوبيا فى تركيب 3 توربينات أخرى فى ديسمبر المقبل، والانتهاء من التوربينات الستة المتبقية على الجانب الأيسر سوف يتستغرق عام على الأقل، بالاضافة إلى أن التخزين الأخير لم يكتمل هذا الصيف، وبالتالى لابد أن ينتظر لصيف 2025، الخلاصة أن السد يعتبر إجماليا (خرسانة وكهرباء وتخزين) انتهى بنسبة حوالى 80%. “
ويضيف شراقي : “نسبة إجمالي المياه المحتجزة في بحيرة السد بلغت 62.5 مليار م3»، متوقعًا أن تبلغ المياه المحتجزة في بحيرة سد النهضة حتى ديسمبر المقبل ما بين 70 إلى 71 مليار م3، من إجمالي السعة الكلية للسد 74 مليار م3″ بدأ التخزين فى 17 يوليو إلى 24 أغسطس (38 يوم)، متوسط الايراد فى تلك الفنرة 15 مليار م3، مع زيادة قليلة فى أمطار هذا العام مليار أو اثنين) (علما بأنه أقل من السنوات الأربع الماضية)، وتصريف حوالى 3 مليارات م3 نتيجة تشغيل التوربينين الأوليين بمعد 50 مليون م3/يوم، الصافى حوالى 13 مليار م3، هى المخزنة حاليا مع 41 مليار م3 سابق باجمالى 54 مليار م3.”.
وتساءل شراقي: “لماذا لم يذكر رئيس الوزراء منسوب البحيرة وذكر الكمية؟”
ويجيب: “لأن المنسوب مسجل على حائط المقياس ولايستطيع أحد تغييره، وهو الآن حوالى 634 م فوق سطح البحر (مرفق الصورة)، وهذا يعادل على منحنى المساحة (1350 كم2) والكمية (54 مليار م3) والمنسوب (634 م). “
وعن قول رئيس الوزراء الإثيوبي إن التخزين سوف يصل فى ديسمبر إلى 70 – 71 مليار م3، يقول شراقي: “على كلامه الزيادة على 62.5 مليار م3 حاليا بمعنى إضافة 7.5 – 8.5 مليار م3 علما بأن الأمطار تتوقف بدءا من نوفمبر فكيف يزيد المخزون؟ كما أن هناك تشغيل 4 توربينات تصرف حوالى 100 مليون م3/يوم على الأقل، أى أن البحيرة تنقص شهريا 3 مليار م3 فى حالة تشغيل التوربينات الأربعة”.
وقال إن إجمالى التخزين فى سد النهضة عند منسوب 640 يعادل 64 مليار م3، وفى حالة إلغاء الممر الأوسط عند منسوب 645 م يعادل 74 مليار م3، لافتا إلى أن إثيوبيا حسمت الأمر وأقامت الممر الأوسط منخفضا عن الجانبين بـ 5 م، وبالتالى التخزين النهائى 64 مليار م3، يستخدم الإثيوبيون نموذجا رياضيا يحقق لهم مايريدون بأنه 74 مليار م3، بمتابعة الايراد اليومى مع المناسيب والصور الفضائية يتضح دقة النموذج الذى استخدمه، ولو كان النموذج الآخر أدق لاستخدمته.
واختتم شراقي قائلا: “سيتم تشغيل 3 توربينات أخرى في ديسمبر المقبل؛ ليبلغ إجمالي التوربينات 7 توربينات، حجز 900 مليون م3 يوميًا منذ الأسبوع الماضي (17 أغسطس)، حجم المساحة التي تغطيها المياه بلغت 210 كم، فيما وصل عمق المياه 130 م.”
وخلص إلى أنه من الممكن تشغيل 3 توربينات فى ديسمبر بالفعل وهذا يعتمد على العمل الكهربائى والميكانيكى، لافتا إلى أنه يتم حجز 900 مليون م3 منذ الأسبوع الماضى حسب قوله، و هذه مبالغة كبيرة فى كميات الأمطار حيث إن هذا المعدل لم يحدث إلا يوما واحدًا فى 4 أغسطس 2021 بمقدار 804 مليون م3.
كما ذكر المساحة والعمق، ومنها نستطيع حساب الحجم (210 x 130/1000) = 27 مليار م3، رغم أن الفعلى 54 مليار م3.
وحذر من الانخداع بنصريحات آبي أحمد غير الدقيقة.
وأنهى مؤكدا أن هناك خطأ، والمساحة الحقيقية عند منسوب 634 م هى 1350 كم2 وليست 210 كم٢، مشيرا إلى أن هناك فرقا كبيرا، وعندما نحسب العمق نأخذ المتوسط العام فى البحيرة وهو 40 م.
من جهته قال محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق إن إعلان وسياسات أبي أحمد يعيبها عدة مخالفات لقواعد أساسية للقانون الدولي، منها:
عدم الاضرار، وهو يحجز حوالي 125٪ من تدفق النهر لنفسه دون دولتى المصب.
-استخدام المياه في الزراعة وتوليد الكهرباء بدون التنسيق مع دولتى المصب.
-نقض إعلان المبادئ بين أثيوبيا ودولتى المصب حول انشاء سد النهضة.
-عدم الاتفاق مع دولتى المصب حول قواعد ملء وتشغيل السد.
تجربة تركيا مع الفرات
برأي الخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق فإن تجربة تركيا مع نهر الفرات ضد سوريا والعراق ستتكرر مع مصر والسودان.
وأردف قائلا: “ربنا يستر”.
الصدام
الغالبية العظمى من المتابعين أجمعت على أن الصدام قادم لا محالة بين مصر وإثيوبيا ومن يدعمونها.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم