*بقلم:كمال الجفا
كازاخستان تتمتع بموقع جغرافي واستراتيجي هام جدا وهي تقع على طرق امدادات الغاز العالمية وضع لها مخطط إمريكي منذ زمن بعيد ولكن التنفيذ تأخر ويبدو أن قدرها أن تبتلي بموجه من العنف بدأت بسرعة وانتشرت بشكل غير متوقع ..تعتبر مركز توزيع لخطوط الطاقة وخاصة خط أنابيب باكو- تبيليسي جيهان BTC” ، الخط الذي ينطلق من تركمان ستان ثم يستمر الخط مروراً بأوزبكستان عبر كازاخستان، ثم بحر قزوين، ثم أذربيجان، ثم يتجه الخط نحو جورجيا وصولاً إلى تركيا، ليندمج مع خط “نابكو” الذي يغذي أوروبا بالغاز .المخطط الامريكي هو السيطرة على الأنظمة السياسية لمجموعة الدول المستقلة لمحاصرة روسيا وتأمين تدفق الغاز الى اوربا وعن طريقها لاستمرار السيطرة الامريكية على منابع الطاقة في العالم وهو يعني حتما سيطرة سياسية على الدول المنتجة والمستهلكة للغاز …تفجر سريع وانفلاش امني وعمليات تخريب ممتلكات في كازخستان قد يتبعه توسع الاحتجاجات في عدد من الدول الاخرى .. انتهت امريكا من تدمير معظم الدول العربية وعبر مايسمى الربيع العربي واعلنت انها بصدد الانسحاب من الشرق الاوسط للتفرغ للحرب ضد الصين واملت بانسحابها من افغانستان لاتاحة السيطرة لداعش خراسان على افغانستان تدريجيا .امريكا بدأت في جورجيا وانتقلت الى اوكرانيا واصبحت انظمتها تابعه لامريكا لكن المخطط لم ينته…لاتستطيع روسيا السكوت والوقوف موقف المتفرج اليوم شهدت العاصمة الاقتصادية عمليات حرق وتخريب والمشهد مطابق لماحدث في درعا بحرق القصر العدلي وقتل عناصر حمايته …”المحتجون” في كازاخستان اليوم قاموا بحرق مبنى القضاء ومهاجمو الشرطة قتلوا ثمانية عناصر، رغم أن القوات الأمنية لم تهاجم أحد او تطلق الرصاص دفاعا عن المبنى ..هاجموا المطار واقفوا حركة الملاحة بحجة مطالب معيشية وضغوط اقتصادية مع العلم أن مستوى المعيشية في كازاخستان أفضل من الدول الأوروبية، عدا أنها دولة مكتفية ذاتيا ، وتشهد انطلاقة وتطور صناعي وممتاز وبنية تحتية جيدة جدا ..لكن لديها مشكلة أن علاقاتها مع روسيا متماسكة وممتازة ..الخطورة أن لديها حدود مع روسيا تتجاوز 7600 كم ومفتوحة ويصعب السيطرة عليها وان نجحت مخططاتهم فيها فإن قيرغيزستان وطاجيكستان واوزبكستان ستكون في خطر وستنتقل الاحتجاجات اليها وهي العمق الاستراتيجي لروسيا …حرق وتدمير وسرقة ونهب وسلاح بأيدي المحتجين والمخطط ظهر منذ الساعات الاولى وما تحذير الرئيس الكازاخي من الخطر الداهم على الدولة وتوجهه لطلب الدعم والمساعدة من رؤساء الدول الأعضاء في منظمة الأمن الجماعي لتقييد هذا الخطر والهجوم الإرهابي على البلاد” كما سماه الا لقناعته وعلمه بما خطط لبلده . كازاخستان هي تاسع أكبر دولة بالعالم من حيث المساحة، ومن أغنى دول أسيا الوسطى وحتى من جميع الدول المحيطة بما فيها روسيا والصين ، ودول الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لها فيها مصالح ومطامع كبرى ..حدودها الممتدة مع روسيا تشكل خطر حقيقي عليها وعلى امنها القومي حيث يعيش في كازخستان أكثر من 20 % بالمئة من السكان من أصول روسية .كازاخستان هي أحد المداخل الأساسية لروسيا ومنطقة مجالها بالسيطرة الجيوسياسية على اسيا الوسطى اذا وقعت تحت سيطرة الغرب فسيكون خطرا داهما أن سيطر حلفاء امريكا على مقاليد الحكم …كازاخستان تشكلت فيها منذ حوالي 7 سنوات بؤر لمجموعات متشددة لم يستطيع الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف أن يصل معها إلى إتفاق أو حتى تصفيتها فبقيت حالة الهدنة غير الموثقة على حالها وإن تحركت هذه المجموعات كما حدث في دول أخرى فنحن سنكون أمام سيناريو خطير قد يقود بالدفع إلى مواجهات كبرى ولابد من منظومة الامن الجماعي الا التدخل ولو بالقوة لأنهاء هذا التمرد .الرئيس الكازحي اعلن عن موقفه بصراحة وبقوة …لن يترك السلطة ومستعد للتصدي لجحافل هؤلاء المخربين …من اوكرانيا الى كازخستان الى اذربيجان الى ناغورني كراباخ جبهات اوقد الرماد فيها وتنتظر ساعة الانفجار .
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب5-1-2022)