في حراك شعبي يعدّ الأول من نوعه منذ توغّل قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العازلة ومناطق أخرى في محيطها، بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، خرج أهالي قرى حوض اليرموك في ريف درعا الغربي في تظاهرات مناهضة للاحتلال، رفع المشاركون فيها شعارات تطالب القوات الإسرائيلية بالانسحاب. على أن التظاهرات، التي كانت مفاجئة للعدوّ الذي يقوم بشكل يومي بقضم مناطق سورية وبحملات تفتيش واعتقال وتهجير، واجهها جيشه بإطلاق النار على المتظاهرين لإخافتهم وتفريقهم، ما تسبب بإصابة أحدهم في قرية معرية في ريف درعا الغربي.
وتأتي التحركات السورية الغاضبة ضد الاحتلال، والتي بدأت ترتفع بشكل تدريجي، في وقت تتابع فيه القوات الإسرائيلية، والتي باتت تسيطر على حوض اليرموك، ومنابع المياه العذبة في الجنوب السوري، والتلال الاستراتيجية، بما فيها قمة جبل الشيخ، تقدمها نحو مناطق جديدة. إذ اقتحمت بلدتَي جباتا الخشب والرفيد في ريف القنيطرة، وقامت بعمليات تفتيش دقيقة، بالإضافة إلى عمليات تجريف وهدم لبعض المباني بحجة أنها كانت تضم مقاتلين من فصائل المقاومة، وهي السياسة التي تتبعها في جميع المناطق التي تدخل إليها، في سياق التضييق المستمر على الأهالي لدفعهم إلى الخروج.
ويجيء ذلك بالرغم من التطمينات المستمرة التي يقدمها قادة الاحتلال من جهة، وقوات «حفظ السلام» الأممية، من جهة أخرى، بأن القوات الإسرائيلية ستنسحب، وهو ما لم يتم تنفيذه حتى الآن، بل على العكس من ذلك، تتابع القوات الإسرائيلية تقدمها نحو مناطق جديدة. وفي السياق، تشير مصادر أهلية، في حديثها إلى «الأخبار»، إلى أن جيش العدو دخل، حتى الآن، بعمق يتجاوز الـ 10 كيلومترات في ريف درعا، ودخل قرية كويا وسدّ الوحدة القريب من الحدود السورية – الأردنية، والذي يعدّ أحد أبرز مصادر المياه في ريف درعا. كذلك، دخلت قوات الاحتلال إلى محيط قرية صيدا، عند الحدود الإدارية بين محافظتَي القنيطرة ودرعا.
وبالتوازي مع التقدم البري، يتابع سلاح الجو الإسرائيلي خرق الأجواء السورية بشكل يومي، إذ تقوم طائراته بدوريات مستمرة في الأجواء التي أصبحت مفتوحة على نحو كامل، بعدما قامت إسرائيل بتدمير معظم قدرات الجيش السوري، بما فيها من أسلحة الدفاع الجوي، والمطارات العسكرية، ومراكز البحوث، ومخازن الأسلحة.
أخبار سورية الوطن١_الأخبار