آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » بوح الذات..

بوح الذات..

 

 

حسان نديم حسن

 

إنه صوت داخلي يهمس لك وسط صخب الحياة: من أنا؟

تبدأ الرحلة بلا خارطة ، في متاهة من الأفكار والمشاعر. في البداية كل شيء يبدو غامضاً. تتجلى أمامك محطات مليئة بالضباب، كل واحدة منها تحمل ذكريات وأحداثاً قديمة .

تعود بك الذاكرة إلى طفولتك، إلى تلك اللحظات التي شعرت فيها بالدهشة أو الخوف. تستعرض القرارات التي اتخذتها، تلك التي جعلتك أقرب إلى ذاتك أو أبعدتك عنها.

تفكر في الأشخاص الذين مروا في حياتك، كيف أثروا فيك، كيف تركوا بصماتهم، وكيف ربما غادروا دون وداع.

 

إنه كالسير على حبل مشدود بين الماضي والحاضر. تبحث في أعماقك، تواجه مخاوفك التي طالما تهربت منها. تنظر في المرآة لترى نفسك كما هي: إنسان غير كامل، أثقلته التناقضات.

ولكنك تدرك ببطء، أن هذه التناقضات ليست عيوباً بل تفاصيل جعلتك فريداٌ.

 

تتعلم أن البحث عن الذات هو استكشاف مستمر للمعاني التي تسكنك. تجد نفسك في لحظات الصمت التي كنت تخشاها يوماً. تكتشف أن الكتب ليست مجرد كلمات، بل مفاتيح لأبواب مغلقة في أعماقك، تكشف عن عوالم لم تدرك وجودها من قبل.

تجد ذاتك في المحادثات التي توقظ أفكارك وتعيد تشكيل وعيك، وفي الأحلام التي خنقتها قيود الواقع لكنها ما زالت تنبض بصمت في زوايا روحك.

 

مع مرور الوقت تبدأ في إزالة الغبار عن الأحلام التي اعتقدت أنك نسيتها محاولاً إعادة رسم ملامح طموحاتك متجاوزاً الخوف من الفشل الذي كان يكبلك.

تدرك في نهاية المطاف أن البحث عن الذات ليس وجهة نهائية بل رحلة دائمة. كل خطوة تخطوها نحو ذاتك تمنحك فهماً أعمق للحياة. ورغم أن هذه الرحلة قد لا تمنحك جميع الإجابات لكنها بالتأكيد تمنحك الإحساس بأنك أقرب إلى نفسك وأكثر تناغماً مع العالم من حولك. والأهم من ذلك .. تمنحك السلام الداخلي.

(اخبار سوريا الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الدردري والاقتصاد السوري: تصورات تنظيرية موؤدة وتطلعات تدبيرية موعودة 

    عبد اللطيف شعبان     قبل أيام ( مع بدايات عام 2025 ) ورد في الإعلام الالكتروني بعض من تصورات السيد الدكتورعبد الله ...