ذكر تقرير في مجلة “بوليتيكو”، أنّ أثناء التظاهرات الأخيرة في إيران، وما تلاها من أعمال شغب في المدن الرئيسية للبلاد، تعرض العديد من المغتربين الإيرانيين (المعارضون) – من أنصار الدبلوماسية – للتشهير والمضايقة والتهديد من قبل أقرانهم (المعارضون المتشددون)، بتهمة “التواطؤ مع النظام في طهران” بسبب “دعمهم للحل الدبلوماسي”.
وعليه، كانت الأشهر السبعة الماضية، بالنسبة لبعض الإيرانيين، “مضطربة بشكل غير عادي”، وهو ما أظهر أن الخلافات داخل المجتمعات المعارضة الإيرانية “ازدادت قبحاً” مع مرور الأيام.
وذكر التقرير، أن هذا السلوك، فرض على خبراء السياسة الخارجية الإيرانية من المعارضين أنصار الدبلوماسية، العزوف عن كتابة المقالات والظهور في الإعلام، فيما قال آخرون إنهم يتجنبون الإعلام تماماً، خوفاً من رد فعل المتشددين، بسبب آرائهم.
واستهدفت الهجمات بأغلبية ساحقة النساء، وعلى الأخص في أميركا الشمالية وأوروبا، وكان من بين الضحايا، نشطاء في مجال المساواة بين الجنسين، وصحفيون ومحللون في السياسة الخارجية ومؤرخون، بحسب المجلة.
التقرير لم يوضح من هم المهاجمين، لكن أشار أنّ “بعضهم شخصيات معروفة في مجتمع المغتربين الإيرانيين، والبعض الآخر أقل شهرة، لكنهم جميعاً “متشددون يدعون لعزل إيران بقوة”.
ولفتت “بوليتيكو”، أنّ الاقتتال السياسي بين “الشتات (المجتمعات الإيرانية المعارضة في الخارج)، ليس بالأمر الجديد”، وأوضحت أنّ “الأميركيين الإيرانيين، دائماً ما ينشرون اتهامات سياسية فيما بينهم”.
كما أكدت أنّ “الهجمات فيما بينهم تتجاوز عمليات التشويه العرضية”، لافتةً إلى أنّ عدة أشخاص على صلة في هذا الشأن، تلقوا تهديدات بالقتل والاغتصاب، ونشر صور غير لائقة لبعضهم البعض.
الأمور لم تقتصر عند هذا الحد، وفق “بوليتيكو”، بل وصلت الأمور في منتصف تشرين الأول/أكتوبر، إلى أن تتلقى جامعة شيكاغو تهديداً بوجود قنبلة، بعد أنّ دعا نجار مرتضوي، الصحفي الإيراني الأميركي المستقل، للمشاركة في حدث ما.
كذلك، استهدفت المضايقات، إيرانيين معارضين (مع الدبلوماسية) خارج الولايات المتحدة. مثلاً، عندما انضم روزبه بارسي، الأكاديمي الذي يشكك بجدوى العقوبات، إلى لجنة حول الاحتجاجات الإيرانية في متحف ستوكهولم، حاول المتظاهرون في الخارج اقتحام المبنى.
أما في برلين، ألغت مؤسسة فكرية ألمانية، حدثاً في كانون الأول/ديسمبر حول إيران، بعد تهديدات طالت أعضاء اللجنة والموظفين.
كما أرجأ البرلمان البريطاني جلسة استماع بشأن إيران بعد تعرض أحد الخبراء، لهجمات انتقامية، بسبب نشره مقال رأي في صحيفة “واشنطن بوست” يدعو فيه إلى إحياء اتفاق نووي بين الغرب وإيران.
ووفق “بوليتيكو”، فإن “عمليات الإلغاء هذه هي مجرد إحدى الطرق التي جعلت من الصعب على مؤيدي الدبلوماسية طرح قضيتهم”، مشيرةً إلى أنّ “خبراء السياسة الخارجية الإيرانية المعارضين رفضوا الدعوات لكتابة مقالات في مجلات سياسية، وقال آخرون إنهم يتجنبون الإعلام تماماً”.
كذلك، أوردت “لويليتكو” أنّ “المغتربين الإيرانيين المتشددين الذين يشنّون الهجمات، يرون الأمور بشكل مختلف، فبالنسبة لهم، فإن أفضل طريقة لوقف طهران هي بعزلها بقوة عن بقية العالم، ولذلك، تعتبر هذه المجموعة أن دعم الدبلوماسية يرقى إلى مستوى دعم النظام”.
سيرياهوم نيوز3 – الميادين