*بقلم: ديب علي حسن:
عادة مع كل حكومة جديدة بعد أي استحقاق دستوري ينجزه السوريون ثمة حكومة جديدة تشكل، وبغض النظر عمن فيها فهي خيار وطني نحترمه ونقدره وننتظر منها الكثير، وأقله محاولة الوصول إلى عتبات النصر السياسي والعسكري الذي تحقق.ومن المعروف أن الحكومة في جلسة منح الثقة بمجلس الشعب تقدم بياناً يفترض أنه يتضمن خطة عملها الآنية والمستقبلية..وقد فعلت ذلك الحكومات السابقة، وكنا نطرب لما تقدمه من أرقام وأحلام وردية، ونقول ببساطة: لقد خرجنا من عنق الزجاجة ولكن الواقع بعد أشهر يقول غير ذلك وكأننا نردد: كلمات ولا شيء سوى الكلمات.. الحجج جاهزة شماعة الحرب وما تحمله.. والواقع غير ذلك تماماً، ما من أحد ينكر ما تركته الحرب.. ولنفترص انها تركت ٩٠ بالمئة مما هو واقع، فماذا عن ال ١٠ بالمئة الباقية؟اليوم لم يعد أحد يتحدث عما سوف تقوله الحكومة في بيانها ابداً… هل نوع من الإحباط؟
قد يكون لكن الحقيقة أن شعبنا مازال قوياً مازال وسيبقى يؤمن بمقولة السيد الرئيس بشار الأسد: الأمل بالعمل..استباقاً لبيان الحكومة ولا ندري متى يكون ربما حرارة الطقس لا تساعد فقد تذوب الكلمات على الورق وقد تتسلخ الأكف من التصفيق..استباقاً لهذا هل تقبل الحكومة أن تقرأ بيان الواقع الموجه إليها وهو بالتأكيد ليس شخصياً..واقع رغيف الخبز لايسر احداً آمنا بالتقنين به ولكن لماذا كمواطن علي أن أدفع ثمن الفساد فقط في محافظة واحدة ست مليارات اختلاس من قيمة الطحين..لماذا علي أن أقتر على طفل من عمر الورد برغيف الخبز المعجن.. ولماذا علي أن أضيف تكاليف جديدة لمعتمد الخبز الذي صار طاووساً ولا أعرف متى وأين يكون وكيف يأتي؟
هذا قليل عن الخبز الذي عجزت عن حله الجهات المعنية وكأنه معضلة الثقوب السوداء في الكون وثقبه الوحيد الفساد وليس عصياً سده.اما عن الكهرباء..فحدث ولا حرج، لم نعد نحلم بشيء إلا بأن يكون التقنين عادلاً، أو شبه عادل.. الريف الذي أمضه الإجحافبالتقنين هل يعقل ساعة كل ست أو سبع ساعات.. بينما في الكثير من المناطق ساعتان أو ثلاث وصل.. المدينة التي تأخذ كل شيء حان لها أن تعرف بعض معاناة الريف..اما ما حدث من تسريب الفيول للبحر فأمر لا نعرف ما نقوله لو جرى في أي مكان من العالم لاستقال أحد ما وتحمل المسؤولية..وماذا عن اللجان الاقتصادية التي لا تعرف إلا رفع الأسعار تحت اسم تعديل..؟
هل نتحدث عن التربية ومناهجها، أم عن التعليم العالي وتغول الجامعات الخاصة..سندع هذا كله ونتجه إلى ماراتون الأسعار وغياب الرقابة والعقوبات الزاجرة..لدينا افضل القوانين ولكن ماذا عن التنفيذ.. ماذا عن غياب الفاكهة الموسمية عن موائدنا لأسعارها التي تكوي الروح والعقل وتزرع الحسرة..الحياة ليست في شوارع الإضاءات والماركات والمطاعم التي ..؟؟الحياة هنا في المجتمع الذي نعيشه وقد لايراه أو ينغمس فيه الكثيرون ممن لديهم الحل والربط.. الحياة اني لم انتعل حذاء جديداً من ستة أعوام، وأبخل على حذائي الذي اقترب من رحلة النهاية.. أبخل عليه بمعجون جيد..الحياة ألاَّ أستطيع حلاقة الوجه يومياً لأن الأمر صار فلكيا..الحياة أن نصلح المجتمع ونتوجه إليه وننغمس به بعد أن عرفنا آلامه وأوجاعه..حين نصلحه سوف نوفر المليارات التي تنفق على ما يسمى الإصلاح الإداري، وهذا وجع آخر له الكثير وعليه الأكثر..
أما عنا نحن في الإعلام فالأمر واضح تماماً، السيد الرئيس بشار الأسد كل مرة يوجه للتعامل والتعاون مع الإعلام.. بل حمل الإعلام رسالة نبيلة وغالية أن يقدم الحل..ولكن هل تتابعونه هل تقدمون الردود غير الجاهزة، هل تقتنعون أن الإعلام عون لكم وليس تابعا لأحد الا للوطن وتحت سقفه..هل يحفظ أحد الوزراء أسماء أو أربعة إعلاميين ممن يتابعون أمور وزارته إلا اذا كانوا؟وأخيراً: هل ستجد هذه الكلمات من يقرؤها، ولا يقول: حكي جرائد مع أن الجرائد وراء الأفق..الأمل بالعمل يعني أن ننغمس جميعاً بالحياة.. أن نكسر رتابة وظلم ما يجري.. وألاَّ تكون خططنا تقريب البعيد، وإبعاد القريب الضروري.. أن نرى ونلمس تغييراً جذرياً على أرض الواقع مهما كانت البدايات بسيطة لكنها تتراكم لتكون إنجازاً..اتوق بعد ستة أشهر أن أكتب: شكرا حكومتنا لقد وعدتم ونفذتم
(سيرياهوم نيوز-الثورة٢٩-٨-٢٠٢١)