قال حزب الله في بيان مقتضب جدا إن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق الحاج وفيق صفا زار دولة الإمارات العربية المتحدة وأضاف أن زيارة الحاج صفا للإمارات كانت في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك.. ويعتبر هذا البيان أول إعلان رسمي من حزب لله حول الزيارة، وقالت مصادر متابعة في بيروت لرأي اليوم إن المسؤول الامني في حزب الله عاد الى بيروت أمس، وأعلنت العلاقات الإعلامية في حزب الله، أمس، أن صفا زار الإمارات «في إطار المتابعة القائمة لمعالجة ملف عدد من المعتقلين اللبنانيين هناك، والتقى عدداً من المسؤولين المعنيين بهذا الملف، والأمل معقود أن يتمّ التوصّل إلى الخاتمة المطلوبة إن شاء الله» حسب البيان
وتُصنّف الحكومة الإماراتية حزب الله منظّمة إرهابية منذ عام 2014.
ومع عودة الحاج وفيق صفا من الإمارات أمس، دون ان يكون برفقته المعتقلين لللبنانيين في السجون الإماراتية، فإن أوساط لبنانية تحدّثت إليها “رأي اليوم” رجّحت أن يُطلق سراح المعتقلين بناء على زيارة صفا قبل انتهاء شهر رمضان المبارك.
ولم يصدر عن الإمارات أي تعليق رسمي على موضوع الزيارة، كما تجاهلت وسائل الإعلام الإماراتية خبر استقبال صفا في أبو ظبي أو الإشارة إلى ملف المعتقلين اللبنانيين المزمع الافراج عنهم.
وقالت شخصية إعلامية عربية مقيمة بالإمارات لـ”رأي اليوم” إنّ سبب ذلك يعود إلى أن الإمارات لا تعلن ولا تُسرّب للإعلام اللقاءات ذات الطابع الأمني، وأن زيارة الحاج صفا وفق المصدر ليس زيارة سياسية انما امنية، وهذه اللقاءات لا تعلق عليها أبو ظبي أو تعلن عنها في وسائل الاعلام.
وقال محللون لوكالة “رويترز” أمس إن الزيارة التي جاءت بناء على دعوة من الإمارات قد تشير إلى تحول كبير عن العداء الذي ميز العلاقات منذ فترة طويلة بين جماعة حزب الله الشيعية والإمارات الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة.
ووصف أحد المصادر، الذي تحدّث شريطة عدم كشف هويته، زيارة وفيق صفا بأنها “صفحة جديدة” في العلاقات بين الإمارات وحزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة وحلفاؤها الخليجيون جماعة إرهابية.
وقالت المصادر إن صفا سافر إلى الإمارات أمس الثلاثاء، وهو يدير وحدة الارتباط والتنسيق التابعة لحزب الله المسؤولة عن التنسيق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، ويخضع لعقوبات أمريكية.
وقالت المصادر الأربعة المطلعة على تفكير حزب الله إن الإمارات أجرت اتصالات مع حزب الله برسالة مفادها أنهم يسعون إلى الإفراج عن المحتجزين اللبنانيين الذين يقضي عدد منهم عقوبة السجن المؤبد.
وذكرت المصادر أن المحتجزين أُلقي القبض عليهم بتهم منها تقديم الدعم والتمويل إلى حزب الله، ووصفت المصادر التهم بأنها ذات دوافع سياسية.
وأضافت المصادر الأربعة أن المحتجزين سيُفرج عنهم خلال الأيام المقبلة وسيرافقون صفا في رحلة العودة إلى لبنان.
وقال مصدران إن الإمارات طلبت من الرئيس السوري بشار الأسد حليف حزب الله إيصال الرسالة قبل اندلاع حرب غزة التي يتبادل حزب الله وإسرائيل خلالها إطلاق النار عبر الحدود.
ولم ترد وزارة الإعلام السورية بعد على طلب للتعليق.
وذكر مصدر أن الزيارة تشير إلى جهود تخفيف “بعض التوترات الإقليمية”، من دون الخوض في تفاصيل.
وشملت تحركات السياسة الخارجية للإمارات في الأعوام القليلة الماضية إعادة العلاقات مع الأسد، بعد دعمها في السابق معارضين سعوا إلى الإطاحة به، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل في 2020.
وبدأت الإمارات إعادة التواصل مع طهران في 2019، وأعادت السعودية علاقاتها مع إيران العام الماضي.
ويعكس التوتر بين حزب الله والإمارات تنافسا أوسع نطاقا بين إيران ودول الخليج السُنية كان قد أجج صراعات منها الحربان في سوريا واليمن.
وأعلنت الدول الأعضاء الست في مجلس التعاون الخليجي حزب الله جماعة إرهابية في 2016. وفرض المجلس عقوبات عليه في 2013 لمشاركته في حرب سوريا لصالح الأسد.
وفي ذروة التوتر الإقليمي في 2019 عقب هجوم بطائرة مسيرة على منشآت نفط سعودية، دعا حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الإمارات والسعودية لوقف الصراع في اليمن لحماية أمنهما.
وقادت الإمارات تحركات العرب لإعادة العلاقات مع الأسد على مدى الأعوام القليلة الماضية. وعادت سوريا إلى جامعة الدول العربية العام الماضي بعد تعليق عضويتها لأكثر من عقد.
وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية أن الإمارات أفرجت العام الماضي عن عشرة مواطنين لبنانيين احتجزتهم السلطات هناك لشهرين.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم