يتفق علماء الفلك على أن الكواكب تولد في أقراص كوكبية أولية، وهي حلقات من الغبار والغاز تحيط بالنجوم حديثة الولادة.
وفي حين تم رصد المئات من هذه الأقراص في جميع أنحاء الكون، فقد ثبتت صعوبة رصد ولادة وتشكيل الكواكب الفعلية داخل هذه البيئات.
وطورت جامعة هارفارد الأمريكية، طريقة جديدة لاكتشاف هذه الكواكب الوليدة المراوغة، ومعها دليل على وجود كوكب صغير يشبه كوكب نبتون أو كوكب زحل كامنا في قرص.
ويقول فينج لونج في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد الذي قاد الدراسة الجديدة: “يعد الكشف المباشر عن الكواكب الصغيرة أمرا صعبا للغاية، ولم ينجح حتى الآن إلا في حالة واحدة أو حالتين، ودائما ما تكون الكواكب خافتة جدا، لدرجة أننا لا نستطيع رؤيتها، لأنها مغروسة في طبقات سميكة من الغاز والغبار، ويجب على العلماء بدلا من ذلك البحث عن أدلة لاستنتاج أن كوكبا يتطور تحت الغبار.
ففي السنوات القليلة الماضية، رأينا العديد من الهياكل المنبثقة على الأقراص التي نعتقد أنها ناجمة عن وجود كوكب ما، ولكن قد يكون سببها شيئا آخر أيضا، ونحن بحاجة إلى تقنيات جديدة للنظر إلى وجود كوكب موجود ودعمه.
ولدراستها، قرر لونج إعادة فحص قرص كوكبي أولي معروف باسم (LkCa 15)، ويقع القرص على بعد 518 سنة ضوئية في كوكبة برج الثور في السماء.
وأبلغ العلماء سابقًا عن أدلة على تشكل الكوكب في القرص باستخدام الملاحظات مع مرصد (ألما) في تشيلي.
تعمق لونج طويلاً في بيانات (ألما) الجديدة عالية الدقة حول هذا القرص، والتي تم الحصول عليها بشكل أساسي في عام 2019، واكتشفت حلقة مغبرة بها مجموعتان منفصلتان ومشرقتان من المواد تدور بداخلها، أخذت المادة شكل كتلة صغيرة وقوس أكبر، وتم فصلها بمقدار 120 درجة.
درس طويلا باستخدام نماذج الكمبيوتر سبب تراكم المواد وعرف أن حجمها ومواقعها تتطابق مع نموذج وجود كوكب.
ويقول “هذا القوس والتكتل، الذي يفصل بينهما حوالي 120 درجة، هي درجة من الانفصال لا تحدث إلا مع تشكل كوكب”.
ويأمل لونج أن يستخدم علماء الفلك أسلوبه الجديد في اكتشاف الكواكب، وتقول: “آمل أن يتم اعتماد هذه الطريقة على نطاق واسع في المستقبل، والتحذير الوحيد هو أن هذا يتطلب بيانات عميقة للغاية”.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة