تواصل أسعار بيض المائدة ارتفاعها في الأسواق، ولحدود لم يكن يتوقعها أحد، حيث زادت من نحو ٢٠ ألف ليرة للصحن الواحد منذ حوالي الشهرين إلى حوالي ٤٣ ألف ليرة الآن، الأمر الذي أربك الأسر وأجبرها على التقليل من شرائها لحدود متدنية جداً لعدم قدرتها على احتمال ثمنها.
مواطنون: العودة للشراء بالبيضة أمام تضاعف السعر وضعف القدرة الشرائية
خارج التوقعات
وأشار عدد من أرباب الأسر ذات الدخل المنخفض، أنهم لم يتوقعوا حدوث مثل هذه الارتفاعات بسعر البيض، بعد أن كان انخفض إثر التحرير تدريجياً من حوالي ٥٨ ألف ليرة إلى حوالي ٢٠ ألف ليرة، حيث أصبح متاحاً حينها شراء هذه المادة الغذائية الأساسية وخاصةً للأطفال بشكل دائم، أما الآن وبعد معاودة ارتفاعها عاد الشراء بالبيضة لا بالصحن، وبشكل متقطع ومتباعد، والكل يستغرب حدوث هذا التصاعد وتضاعف السعر وبدء قربه من الحدود التي كان عليها في السنة الماضية، وخاصة أنه لم تعد هناك حصرية لاستيراد الأعلاف وزالت الأتاوات عند المنافذ وعلى الطرقات والتي كانت تزيد من التكاليف، كما وعادت الكثير من المداجن للعمل.
سبر السوق
لدى تجوال مراسل الحرية في أسواق درعا، تبين أن الصندوق في أسواق الهال ٤٧٠ ألف، ولدى موزعي الجملة ضمن المدن والبلدات (واصل للمحل) ٤٨٠ ألف، أي أن الصحن يوزع على باعة المفرق بحوالي ٤٠ ألف ليرة، وباطلاع أسعار محال المفرق لوحظ أنها للصحن بين ٤٢ و٤٣ ألف ليرة، أما البيضة الواحدة فبعضهم يبعها بألفي ليرة وآخرين يبيعون الثلاث بيضات بمبلغ ٥ آلاف ليرة، وبالطبع هذا السعر بالنسبة لصحن البيض من زنة ١٩٠٠ إلى ٢٠٠٠ غرام.
أسعار المدجنة
وبالاستفسار عن واقع الأسعار بأرض المدجنة، أوضح عضو غرفة زراعة درعا ومربي الدواجن عصام العيسى لصحيفتنا الحرية، أن الصندوق المكون من ١٢ صحن بيض يباع حالياً في أرض المزرعة بقيمة ٤٥٠ ألف ليرة، أي بسعر ٣٧٥٠٠ ليرة للصحن سعة ٣٠ بيضة، وهناك أجور نقل إلى الأسواق ونسبة ربح لبائع الجملة والمفرق تضاف للسعر الصحن.
مربون: ارتفاع السعر ناجم عن انخفاض الإنتاج وزيادة الطلب وارتفاع الدولار
العوامل متعددة
وبالنسبة للعوامل المسببة للارتفاع، ذكر العيسى أن موجة الحرّ الشديدة وغير المسبوقة التي مرت منذ فترة، تسببت بمشكلات على صعيد التربية، حيث انخفض الإنتاج بنسب ليست قليلة، فيما الاستهلاك كان أيضاً بحدود عادية لأن استهلاك البيض كما هو معرف يتراجع مع ارتفاع الحرارة، أما الآن ومع بدء انخفاض درجات الحرارة ازداد الطلب والاستهلاك.
هل يلحق الفروج بالبيض؟
وللعلم فإن مخاوف الأهالي أن تمتد عدوى الارتفاع إلى الفروج، وخاصةً أن بوادر الارتفاع بدأت تظهر، حيث إن سعر الكيلو من الفروج الحي زاد من حوالي ١٧ ألف ليرة إلى ٢٣ ألف، والأمر يقاس على قطع الفروج المنظف، حيث زاد سعر الكيلو من أي نوع منها بحدود ٥ إلى ٧ آلاف ليرة خلال أسبوع، وبخصوص الفروج ذكر العيسى أن تحسن أسعاره محدود، حيث يباع الكيلو بأرض المزرعة حوالي ١٨ ألف ليرة ويسوق للمستهلك بسعر نحو ٢٢ ليرة، وهو سعر ليس بمرتفع بل بحدود معقولة، كما أنه لا يعوض الخسائر التي تعرض لها المربون في الفترة الماضية عندما انخفض السعر إلى حدود منخفضة تعادل التكلفة وأحياناً أقل منها، ويرجح أن السبب الأساسي في ارتفاع سعر الفروج يعود لمنع دخول الفروج المجمد من الدول المجاورة.
ارتفاع الدولار
ويرى متابعون، أنه إضافة للعوامل المذكورة سابقاً، لا يمكن إغفال العامل المهم الآخر المتمثل بارتفاع سعر صرف الدولار الذي يزيد من تكاليف التربية، حيث ازدادت تكاليف المواد الداخلة بالإنتاج من أعلاف ومتممات وأدوية بيطرية وأجور نقل وغيرها، على أمل أن يستقر سعر الصرف، لأنه كلما ارتفع الدولار لا شك سيرتفع سعر مختلف المواد ومنها البيض والفروج.