تجاهل حلبيون الأنباء التي تحدثت عن تمكّن فيروس “كورونا” من حجز موطئ قدم له في المدينة ولأول مرة، واحتشد عشرات الآلاف منهم في مناطق السياحة الشعبية، وخصوصاً المحلق الغربي الذي تحفّه الأشجار ويقسم الجزء الغربي من المدينة إلى شطرين.
وكانت وزارة الصحة أعلنت أمس عن تسجيل وفاة جديدة رقمها ٩ بفيروس “كوفيد ١٩” تبين أنها في حلب لطبيب مسنّ وعن إصابة ١٢ آخرين بالفيروس بعضهم من عائلة المتوفى. ورفض مدير صحة حلب زياد حاج طه الإدلاء بأي تصريح “للوطن” حول الموضوع، الذي غذته الشائعات ووسائل التواصل الاجتماعي بالذعر، وطلب الرجوع إلى وزير الصحة.
وشهدت الطرقات والبقع الخضراء في مدينة حلب ليلة أمس الجمعة إقبالاً منقطع النظير، عزاها بعضهم لـ”الوطن” إلى ارتفاع درجات الحرارة وإلى انخفاض دخول السكان بشكل غير مسبوق مقارنة بارتفاع أسعار السلع والخدمات، ومنها مقاصد السهر التقليدية من مقاه ومطاعم.
“الوطن” رصدت أمس توافد أكثر من ٣٠ ألفاً من الأهالي إلى الطريق الممتد من جسر الراموسة عند بداية الأوتستراد إلى نهاية طريق المحلق الرابع قرب مستديرة الليرمون إضافة إلى الطرقات الفرعية المتفرعة عنه وشوارع المدينة الرئيسية الموازية والمتاخمة له عدا المناطق التقليدية التي يقصدها السكان عادة، كما في ساحة سعد الله الجابري في مركز المدينة وشارع الشلالات أو شارع النهر في العزيزية ومحيط قلعة حلب التاريخية.
ولفت أحد رواد طريق المحلق الغربي “للوطن” إلى أن زوّار المنطقة لا يقتصرون على أبناء المناطق الشعبية من القسم الشرقي للمدينة، كما كان سابقاً ، بل راح سكان الأحياء الغربية الثرية يقصدون المكان بعد اشتداد ساعد الضائقة الاقتصادية التي أصابت الجميع من دون تمييز.
وطالب آخر، مع حلول “كورونا” ضيفاً ثقيلاً ومقلقاً على المدينة، السلطات المعنية بمنع زيارة مناطق السياحة الشعبية وأماكن التجمهر والسهر، كما في السابق وقت فرض إجراءات احترازية بسبب الفيروس المستجد “لأن الناس لا تلقي بالاً للإجراءات الوقائية من الفيروس، ما يجعل حلب بؤرة تفش جديدة مخيفة، لا سمح الله”، على حد قوله لـ”الوطن”.
(سيرياهوم نيوز-الوطن27-6-2020)