شن الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الخميس، 4 غارات جديدة على قضاء بعلبك في محافظة بعلبك الهرمل شرقي لبنان، مواصلا تصعيده ضد هذا القضاء لليوم الثاني على التوالي.
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن “الطيران الإسرائيلي المعادي شن 4 غارات على محيط مدينة بعلبك (مركز القضاء الذي يحمل الاسم ذاته) وبلدة دورس المجاورة”.
ولم تتضح على الفور حصيلة الخسائر البشرية والأضرار المادية الناجمة عن تلك الغارات، لكنها تأتي بعد ساعات من توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارا جديدا لسكان مدن وبلدات في هذا القضاء بإخلائها فورا.
إذ أنذر متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة إكس، سكان مدينة بعلبك وبلدتي عين بورضاي ودورس المجاورتين بإخلائها فورا، بادعاء أنها “منطقة قتال ينوي الجيش مهاجمة واستهداف بنى تحتية ومصالح ومنشآت ووسائل قتالية تابعة لحزب الله بها”.
وهذا هو الإنذار الثاني من نوعه خلال 24 ساعة للمناطق ذاتها.
فيما قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن غارات الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، تجاوزت مناطق الإنذار إلى بلدات أخرى، لافتة إلى أن 3 غارات منها استهدفت منازل ومناطق سكنية، ما أودى بحياة 22 شخصا، معظمهم أطفال ونساء.
بدوره، استنكر رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، في وقت سابق اليوم، إنذار الجيش الإسرائيلي المدنيين بإخلاء مدن بكاملها، معتبرا ذلك “جريمة حرب إضافية تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها العدو الاسرائيلي”.
وبعلبك مدينة تاريخية تعود لنحو 3 آلاف عام، وهي مدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو. ويخشى المسؤولون اللبنانيون تدمير الغارات الإسرائيلية لمعالم تاريخية فيها، بعدما ألحقت غارات سابقة أضرارا بها.
واستشهد 7 أشخاص وأصيب 3 آخرون بجروح، الخميس، بغارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان، فيما تتواصل مواجهات بين “حزب الله” وقوات إسرائيلية متوغلة في بلدة الخيام (جنوب).
وقالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارة على بلدة دير الزهراني (جنوب) عند منتصف الليل أدت إلى “سقوط 3 شهداء وتدمير منزل، والشهداء هم: حسين حمود، وأسامة مرتضى، ومحمد علي ابو دله”.
وأفادت الوكالة بأن بلدة شيحين بقضاء صور جنوب لبنان تعرضت صباحا لقصف مدفعي إسرائيلي باستخدام قذائف فوسفور محرم دوليا.
كما أدت غارة جوية إسرائيلية، وفق الوكالة، على بلدة سحمر في البقاع الغربي (شرق) إلى “سقوط 3 ثلاثة شهداء وإصابة ثلاثة مواطنين بجروح”.
وفي البقاع الغربي أيضا وتحديدا على طريق القرعون استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية بصاروخ دراجة نارية “ما أدى إلى سقوط شهيد”، حسب الوكالة.
كما شنت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ على سيارة في طريق بلدة عاريا – البقاع شرق العاصمة بيروت، حسب مراسل الأناضول.
وذكرت الوكالة أن اشتباكات متواصلة في بلدة الخيام “بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وعناصر حزب الله، حيث يحاول العدو التقدم من شرق البلدة إلى الداخل”.
وأضافت أن الجيش يستعين بـ”بكل أنواع الأسلحة من رشاشات إلى قذائف مدفعية وغارات من الطيران الحربي”.
هذا وأنذر الجيش الإسرائيلي، الخميس، أهالي 10 قرى جنوب لبنان بالإخلاء فورًا والتوجّه إلى شمال نهر الأولي، تمهيدا لقصف المنطقة.
جاء ذلك في “بيان عاجل إلى سكان جنوب لبنان في 10 قرى”، نشره متحدث الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”.
وحدد في البيان أن القرى العشر هي “الحوش والبازوريّة ومخيم الرشيدية والبرغلية وبستيات والحميري وأرزي ومطرية الشومر والخرايب وأنصار”.
وزعم أدرعي أن “نشاطات حزب الله تجبر الجيش الإسرائيلي للعمل ضده بقوة في هذه المناطق”.
ورغم العدد الكبير من الضحايا المدنيين الذين تستهدفهم إسرائيل، ادّعى أن الإخلاء ضروري حرصا على سلامتهم.
وقال: “عليكم إخلاء منازلكم فورًا والانتقال إلى شمال نهر الأولي، لضمان سلامتكم، يجب عليكم الإخلاء دون تأخير”.
وحذر الجيش الإسرائيلي من أن “كل من يوجد بالقرب من عناصر حزب الله أو منشآته أو أسلحته يعرض حياته للخطر”.
واستشهد 6 مسعفين من هيئتين صحيتين تابعتين لحزب الله وحركة أمل الخميس في غارات اسرائيلية على جنوب لبنان، على ما أفادت وزارة الصحة اللبنانية في بيانات منفصلة، ليرتفع بذلك عدد المسعفين القتلى منذ بدء التصعيد في لبنان قبل أكثر من عام إلى 178.
وأعلنت الوزارة استشهاد 4 مسعفين من الهيئة الصحية الاسلامية التابعة لحزب الله بعدما استهدف “العدو الإسرائيلي (…) نقطة تجمع” لهم في قرية دردغيا في جنوب لبنان. وقتل مسعف آخر وأصيب اثنان بجروح من الهيئة في غارة اسرائيلية استهدفت آليتهم، بينما أدّت غارة أخرى على آلية لجمعية الرسالة للاسعاف الصحي التابعة لحركة أمل إلى مقتل أحد مسعفيها.
ومنذ بداية الغزو البري قبل أكثر من شهر، استهدفت إجراءات مماثلة عشرات القرى في جنوب لبنان ما تسبب في تهجير قسري واسع النطاق.
وعادة ما تلي دعوات الإخلاء غارات إسرائيلية على القرى قبل منح المواطنين فرصة للإخلاء، وذلك بزعم أنها “تحوي أهدافا لحزب الله”.
هذا وأعلن حزب الله اللبناني اليوم الخميس، استهداف تجمع لقوات اسرائيلية 4 مرات في منطقة وطى الخيام بصلية صاروخية.
ويأتي ذلك دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، مساء الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على البلاد منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى “ألفين و865 شهيدا و13 ألفا و47 جريحا”.
وقالت الوزارة في بيان، إن “غارات العدو الإسرائيلي على لبنان أمس الأربعاء أسفرت عن 45 شهيدا و110 جرحى”.
وبهؤلاء الشهداء والجرحى، حسب الوزارة، يرتفع عدد الضحايا إلى “ألفين و865 شهيدا و13 ألفا و47 جريحا منذ بدء العدوان الإسرائيلي”.
وذكرت الوزارة أن الجيش الإسرائيلي شن، الأربعاء، 68 غارة جوية على مناطق مختلفة من لبنان، معظمها في محافظات الجنوب والنبطية (جنوب) وبعلبك الهرمل (شرق)، ليصل إجمالي اعتداءاته منذ بداية العدوان إلى “11 ألفا و647 اعتداء”.
ويرد “حزب الله” يوميا بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم