سعاد سليمان
هرمجدون , وحروب الدجال على سورية عنوان المحاضرة التي ألقاها الباحث ضاحي أحمد صباح الأربعاء 25 / 8 في المركز الثقافي العربي بطرطوس تحدث وبالتفاصيل عن اهتمام العالم بالشرق الأوسط بدءًا من رحلة الاسكندر المقدوني عام 323 ق.م , فالحروب الصليبية التي اتخذت حجة حماية قبر السيد المسيح , فالمغول الذين دمروا الدولة العباسية , ومحاولتهم القضاء على الثقافة الاسلامية بإلقاء مكتبة بيت الحكمة في بغداد بنهر دجلة , إلى الاحتلال العثماني لأكثر من أربعة قرون , ثم حملة نابليون بونابرت على مصر , وسورية عام 1798 وصولا إلى سايكس بيكو عام 1916 .. والأهم في المحاضرة كان الحديث عن أسطورة عودة المسيح , وتأسيس مملكة الرب حيث تقول التوراة : لن ينزل الرب حتى يعاد بناء الهيكل , ولا يعاد بناء الهيكل حتى تقوم اسرائيل الكبرى , ولن تقوم اسرائيل الكبرى إلا بعد خراب بابل , وآشور .. و اعتقاد اليهود بانتصار جيوش اسرائيل , وحلفائها في المعركة الرهيبة هرمجدون على القوى المعادية لهم .. لذلك كان لا بد من تقوية القوى اليهودية لتنتصر في هذه المعركة , وبالتالي تحقيق النبوءة التي تقول بعودة المسيح إلى الأرض ليحكمها ألف سنة .. فكان تخريب بابل , وآشور بحجة القضاء على أسلحة الدمار الشامل , وحقوق الانسان , ومنع وحدة المشرق العربي , والادعاء بأن نبوخذ نصر البابلي قد قضى على الدولة اليهودية في فلسطين , وهدم الهيكل المزعوم عام 586 ق.م , وسبي نساء اليهود إلى بابل . كل ذلك كان تمهيداً لقيام اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل . وطرح المحاضر أسئلة وقضايا هامة ومنها : – لماذا على رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية وفور وصولهم إلى البيت الأبيض الحج إلى الكيان الصهيوني ؟! – ما العلاقة بين الحرب على سورية , وخروج الدجّال ؟! – ما العلاقة بين حروب الدجّال على سورية , ويأجوج ومأجوج , وما يجري في الشرق من فتن , وصراعات , وحروب تمهيداً لإعلان يهودية الدولة الصهيونية المحتلة لفلسطين .. و ترحيل ما تبقى من شعب فلسطين فيها . – وما هو مصير الدجال , وحروبه , ومتى نهايته ؟؟ وأضاف : الجواب في اعتقاد اليهود الصهاينة أن معركة هرمجدون لم تحصل بعد , وأن المسيح اليهودي سيظهر هذه الأيام , ويقود بنفسه الحرب على الأشرار في سهل مجدو في فلسطين , وسيتم النصر على أعداء اليهود , وسيؤسس بعد ذلك ملكوت الله في فلسطين , وبعدها إلى جميع مماليك العالم التي ستدخل في ملكوته . وبالتالي بناء الهيكل المزعوم في القدس على أنقاض المسجد الأقصى .. وحيث لم يثبت من الناحية الآثارية , والتاريخية , ولا في آثار فلسطين ما يشير إلى بناء الهيكل المزعوم , وأما الحفريات التي قامت بها السلطات الصهيونية في أنحاء فلسطين , وفي القدس , وتحت المسجد الأقصى , وحوله فلم تشر إلى وجوده , والمسجد حاليا مهدد بالخطر لكثرة الحفريات , والأنفاق تحته . ويؤكد المحاضر أنه , ومن الناحية التاريخية لم يذكر الهيكل إلا في التوراة , التي دونت بعد موسى بحوالي 600 سنة , ويعتقد أن كتبة التوراة نقلوا الهيكل من التراث العربي , وألصقوها بسليمان مثل بقية قصص التراث الشعبي كالطوفان , والمزامير .. من العجائب أيضاً أنه : في 15 أيار عام 1990 كتبت صحيفة الاندبندنت البريطانية وتحت عنوان الاندثار في معركة هرمجدون أنه ليس للمسيحيين أية علاقة بهذه الخزعبلات , وأن التاريخ أشد تعقيداً , والحياة الانسانية أغنى , ومهما كان نوع الاعتقاد بالسيد المسيح فإنه لا يعني تحقير , وتقزيم التاريخ الانساني لغير اليهودي , وغير المسيحي , ويعتقد أن هرمجدون ستكون المعركة المدمرة الكبرى بين الخير , والشر , وستقع في جبال مجدو في الوادي الكبير بمدينة مجدو القديمة في منتصف الأرض المقدسة بين البحر , والنهر .. ويقال : أن نابليون وقف بهضبة مجدو ناظراً إلى الوادي , ومتذكراً هذه النبوءات قائلاً : جميع جيوش العالم باستطاعتها أن تتدرب على المناورات للمعركة التي ستقع هنا !! ويخلص المحاضر إلى أن الولايات المتحدة , واللوبي الصهيوني يمثلون المسيح الدجّال , وأن الله سيرسل بطل الاسلام , والعدل , والسلام ليقضي على الوحش الأعور الدجال , وينزع فتيل الحرب , وفساده , وظلمه بنشر التوحيد الخالص , والعدل المطلق معتمداً على قوله تعالى : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون , وقوله : نريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة , ونجعلهم الوارثين .. ومن الغرائب أيضاً : أن بوش الرئيس الامريكي السابق كان يردد في كل صباح : يا رب بارك أمريكا لأنها ساعدتك في بناء دولة شعبك الخاص في اسرائيل … وفي هذا تأكيد على أن السياسة الامريكية مسخَرة لخدمة الصهيونية , والنبوءات التوراتية من أجل قيام اسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل . معتقدون أن المخلص – المسيح المنتظر – سوف يظهر في اسرائيل , وبالتالي يدعمون الاحتلال الصهيوني لهذه الأرض .. ومن هنا كانت الحروب على سورية , والمنطقة , وما سمي بالربيع العربي . ومن الوقائع يذكر المحاضر : قول شيراك رئيس فرنسا الاسبق : تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية مطلع عام 2003 طلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق مبرراً ذلك بتدمير آخر أوكار يأجوج ومأجوج مدعياً أنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط قرب مدينة بابل القديمة , ووصف حملته على العراق بالإيمانية المباركة , وبأنها واجب مقدس أكدته نبوءات التوراة , والانجيل , ويضيف شيراك : لم أصدق حينها أن رئيس أكبر دولة في العالم يؤمن بهذه الأفكار الدينية المتعصبة التي سيحرق من خلالها الشرق , ويدمر الحضارات الانسانية .
(سيرياهوم نيوز27-8-2021)