آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » بين “الإدارة بالأزمة” و “إدارة الأزمة”؟!

بين “الإدارة بالأزمة” و “إدارة الأزمة”؟!

 

د.بسام الخالد

كثر الحديث عن مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على خلفية الحرب في اوكرانيا وذهب البعض أكثر من ذلك وتحدث عن حرب نووية تشارك فيها دول حلف الناتو مجتمعة، وحدد المراقبون سيناريوهات هذه الحرب المحتملة التي ستقود حتماً إلى نشوب حرب عالمية ثالثة، لكن شيئاً من هذا لم يحدث، ولن يحدث، لأن الاستراتيجية الأمريكية في العالم لم تعد كما كانت قبل عودة روسيا كلاعب قوي على الساحة الدولية.
وإذا ما عدنا إلى أسباب إخفاق تلك الاستراتيجية الأمريكية نجد أن سياسة بوش الابن ورموز المحافظين الجدد في البيت الأبيض قد خلفت تركةً ثقيلةً تنوء بحملها أية إدارة، فالإصرار على تهميش دول العالم الكبيرة والصغيرة، والحروب الاستباقية والوقائية، وإشاعة الفوضى الخلاقة، واستبدال اللغة الدبلوماسية والحوار بلغة التهديدات والبوارج وغير ذلك، جعل صورة أمريكا الأخلاقية تهتز في مختلف دول العالم، الأمر الذي جعل وتيرة الحقد تتصاعد على السياسة العدوانية للولايات المتحدة في المشهد الدولي، وجاءت إدارة اوباما بنظرية جديدة تعتمد على مزج قوتين:
القوة الناعمة، ممثلة بالدبلوماسية ووسائل الإعلام ومنتجات الثورة الرقمية، والقوة الخشنة، متمثلة بالمواجهة العسكرية، وتحويل هذا المزيج إلى قوة ذكية قادرة على تنفيذ الاستراتيجية الأمريكية، وهذا يتضمن (إدارة الأزمات في بؤر التوتر على الساحة الدولية وليس حلها) حتى لو أدى ذلك إلى تكاثر النقاط الساخنة وانتشار أقواس الأزمات كما حدث في الشرق الأوسط، لأن المطلوب، وفق رؤية الدولة العميقة، استمرارية جميع هذه الأزمات دون حل، وبالتالي يتم الانتقال من (إدارة الأزمة) إلى (الإدارة بالأزمة) واستبدال مقولة: (الحرب استمرار للسياسة بوسائل أخرى) بمقولة:
(السياسة استمرار للحرب بوسائل أخرى)، وهذا ما تابعه بايدن في سياسته الحالية واضاف إليه نظرية قديمة- جديدة هي (الحرب بالوكالة) في محاولة لاستنزاف الروس عسكرياً واقتصادياً وإضعافهم، مستخدماً أموال أوربا وجنود اوكرانيا، وسيبقى الحال كذلك حتى إفقار أوربا وشلّ اقتصادها ومقتل آخر جندي أوكراني في جبهات القتال!
(سيرياهوم نيوز4-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“الكيان”…الرقصة الاخيرة (الجزء الاول)

  بقلم :باسل علي الخطيب   ” سيكون ملكاً “….. هكذا اتتها الرؤية لوالدة اربيل شارون بعيد ولادته…… هل يعقل ان الرواية التلمودية صارت ضحلة ...