سناء يعقوب
قد تكون صرخة أو ربما صفعة في وجه من امتهن الكلام! وقد تصل إلى حد الصدمة لأن الناس أتخمت عقولها وأسماعها شعارات توصيف فقرها من دون تقديم الحلول, وحتى من دون شرح الواقع الأليم الذي بات ينحدر إليه فقراء الوطن كل ساعة!
قال أحد المواطنين ومثله مثل الكثيرين: كفاكم توصيفاً لحالتنا المعيشية فنحن أدرى بدهاليز فقرنا وألمنا والحرمان الذي نعيشه, فلم نعد بحاجة للمسكنات ولم تعد تطعمنا بضعة وعود من أوهام, وما نريده ببساطة الحقيقة كاملة وتبيان الطريق الذي نحن فيه سائرون!!
ما يثير الريبة حد الدهشة أن الصمت حالياً سيد المواقف, وأن الفقير الذي يصارع حيتان المال والأسواق يلفظ أنفاسه الأخيرة فقراً وقهراً وظلماً, بينما لا يملك سوى بعض آهات الوجع التي تعتصر فؤاده, ولسان حاله يقول: أين من هم معنيون بحياتنا ولقمة عيشنا وقد باتت تلك اللقمة مغمسة بالحرمان! ولماذا لا يتسابقون كعادتهم لشرح الأوضاع للناس, أم إن الصمت واللامبالاة هو العنوان, أو ربما لا يملكون حتى الكلمة لتقديمها وطمأنة الخواطر بها؟!
ونسأل عن محاربة الفساد التي صارت عروضاً وندوات! وقد قلناها مراراً إن الفساد يحوّل الموارد من الفقراء إلى الأغنياء, ويخلق ثقافة الاستغلال ومن أين تؤكل الكتف, وهذا حال كل من يتاجر بلقمة الناس وصولاً إلى الدواء الذي يتحرك صعوداً متماشياً مع حالة سعر الصرف, وتبريرهم أن الحشائش من بقدونس ونعنع وبصل أخضر وغيرهم ارتفع سعرها فهل وقفت الحكاية على حبة الدواء؟!
وبعد كل ما يحدث يتباكون على الناس خوفاً من المرض!! حتى بات صوت كل مواطن يقول: في زمن الكورونا نواجه ما هو أسوأ من الموت, نواجه القلق والخوف على مدار الساعة, ونعيش من دون تخطيط كل يوم بيومه, ولربما الغد لا يسمح بشراء ربطة خبز للكثير من العائلات, لذلك باختصار؛ في زمن الكورونا قد يكون الجوع أشد قسوة وأمضى من المرض!!
(سيرياهوم نيوز-تشرين٨-٣-٢٠٢١)