| هلا شكنتنا
دائماً ما تقدم الدراما التلفزيونية في أعمالها قصصاً وحكايات جديدة منها ما هو قريب من الواقع ومنها ما هو بعيد، لكن دائماً نرى بأن الأعمال التي تقترب من الواقع تستطيع أن تحقق النجاح المطلوب وتصل إلى قلب المتابع بسرعة كبيرة، خاصة عندما تتحدث هذه الأعمال بلسان المتابع ومشاعره.
ولكي تحقق هذه الأعمال هدفها المنشود يجب عليها الاستعانة بممثلين قادرين على إتقان الأدوار المسندة إليهم وتقديمها بالشكل الصحيح الذي يخدم الخط الدرامي والقصة بشكل عام، وفي كل موسم درامي نرى بأن هنالك شخصيات تستطيع أن تتفرد وتحجز لنفسها مساحة فنية وإبداعية تختلف عن الجميع، لكن ضمن الموسم الرمضاني لهذا العام لاحظنا بأن الثنائيات الدرامية كان لها النصيب الوفير من النجاح والإعجاب أكثر من الشخصيات التي قدمت بشكل فردي.
الدراما السورية قدمت ثنائيات جديدة
حيث قدمت الدراما السورية هذا العام عدة ثنائيات درامية ناجحة ومتنوعة، فلم تكن هذه الثنائيات تتحدث فقط عن علاقات الحب والزواج، بل تعدت لكي تصل إلى مواضيع أخرى يمكن من خلالها خلق ثنائيات استثنائية، كما أن هذه الثنائيات لم تكن من نصيب النجوم الكبار بل وصلت إلى الممثلين الشباب الذين بذلوا قصارى جهدهم لكي يستحقوا النجاح الذي حصلوا عليه.
«هاشم وسكر» ثنائية واقعية عن حياة زوجين
وبالحديث عن هذه الثنائيات لا نستطيع إلا أن نذكر في البداية الثنائية الأشهر للزوجين «فادي صبيح_هاشم» و«شكران مرتجى_سكر» في مسلسل «مع وقف التنفيذ»، حيث استطاعا أن يحجزا لنفسيهما مساحة فنية متفردة ضمن العمل من خلال أداء عال ومتقن وقريب من واقع الحياة المعاش، وذلك من خلال عرض لمراحل حياة هذين الزوجين وكيفية تقبلهما للحياة ومواجهتهما لمشاكلهما، كما رأينا «سكر» المرأة المسامحة التي تقف إلى جانب زوجها لتحافظ على عائلتها، إضافة إلى قوتها ووقوفها بوجه جميع المصائب التي تواجهها، كما استطاعت «سكر» أن تستحوذ على إعجاب الجماهير وتشويقهم وذلك من خلال ردات أفعالها الموزونة التي تجعل المتابع بحالة تشويق.
الأب النصاب والابنة المطيعة
كما قدم العمل أيضاً ثنائية تجمع بين أب وابنته من خلال شخصية «عباس النوري_فوزان» وشخصية «حلا رجب_أوصاف»، حيث جسد النوري شخصية «فوزان» بطريقة إبداعية ومتقنة لأبعد حد، وهو الرجل والأب النصاب الذي يتفق مع ابنته لاصطياد الشباب ومطالبتهم بالأموال، أما شخصية «أوصاف»فهي الابنة التي تتفق مع والدها وتنفذ أوامره وتساعد والدها بالتخطيط وتحقيق أفكاره على أرض الواقع دون أن تشعر بالخوف على سمعتها وكرامتها ومشاعرها، وفي الحقيقة هذه الثنائية لم تمر مرور الكرام بل كان لها أثر كبير عند المتابع الذي عاش مع هذه الشخصيات وبات يراها بأنها تجسد حقيقة واقعية أصبحت موجودة في عالمنا اليوم.
نانسي خوري وولاء عزام إبداع شبابي
أما إذا أردنا التحدث عن مسلسل «كسر عضم» لكاتبه «علي معين صالح» ومخرجته «رشا شربتجي»، نرى بأنه استطاع أن يجذب نظر المتابع من خلال الثنائيات الدرامية التي جمعت بين ممثليه وخاصة الممثلتين الشابتين «نانسي خوري_ نهى» و»ولاء عزام_يارا»، حيث جمعت المصادفة بين نهى ابنة الليل التي تقيم في إحدى البيوت المشبوهة، وبين الفتاة الطيبة «يارا» التي انتقلت من حارتها لحارة أخرى بعدما شهدت مقـتل والدتها على يد عشيقها، لتتبرأ منها عائلتها وتعاني من مطاردة القاتل الذي يسعى لإخفاء جريمته، ومن خلال سير الأحداث شاهدنا بأن
شخصية «نهى» وبالرغم من عملها إلا أنها فتاة طيبة تسعى لكي تقف إلى جانب جارتها «يارا»، حيث جمعتهما مشاهد لطيفة وقوية في الوقت ذاته ما جعلهما حديث مواقع التواصل الاجتماعي، كما قدمت هذه الثنائية مواقف نبيلة جعلت المتابعين يتأثرون وخاصة عندما قتلت «نهى»على يد المجرمين الذين حاولوا الوصول إلى «يارا» عن طريقها لكنها فضلت الموت لنفسها لتنقذ وتحمي صديقتها.
شمس وعلاء انسجام وتميز في الأداء
أما علاقة الصداقة الثانية والثنائية التي عرضت في العمل ذاته وحققت نجاحاً لافتاً، كانت من خلال تفاعل الجمهور مع شخصية «شمس_نادين تحسين بيك» وشخصية «علاء_حسن خليل»، حيث استطاعا أن يقدما ثنائية متفردة من خلال الحوارات التي تدور بينهما من حيث أنهما «جيران»، كما أن هذه الحوارات كانت تعتمد على نوع من الكوميديا والعفوية في الحديث على الرغم من أهمية الرسالة التي كانت تحملها، إلا أنهما استطاعا أن يقدما ثنائية يحكمها انسجام وتناغم عال ومدروس في الأداء.
الدراما السورية نجحت مسبقاً بتقديم الثنائيات
ونهاية عندما نتحدث عن هذه الثنائيات نرى بأن هذا الانسجام والتناغم الذي يجمع بين الممثلين السوريين ويجعل أداءهم يصل إلى الجميع، بل جاء نتيجة جهد ومثابرة وعمل متواصل لكي تكون النتيجة النهائية مرضية، كما أن الدراما السورية ليس بغريب عنها أن تقدم ثنائيات درامية ناجحة، كونها قدمت مسبقاً ثنائيات سواء كانت درامية أم كوميدية لكنها اشتهرت بها، ومنذ سنوات طويلة ومازال الجمهور يتذكرها حتى يومنا هذا.
سيرياهوم نيوز – الوطن