| مايا سلامي
منذ بداياته الأولى انفرد بموهبة خاصة مكنته من الإبحار في عوالم الشخصيات ليتقمصها بكل جوارحه ويضع بصمته المميزة في كل الأعمال التي قدمها فحصد جملة من النجاحات المتتالية جعلته يرتقي بجدارة إلى مرتبة النجومية التي يستحقها حتى سطع اسمه في صفوف عمالقة الدراما السورية التي لم يكن يوماً غريباً عنها مثل هذا الإبداع، إضافة إلى تمتعه بكاريزما عالية وحضور لافت شكلا قيمة مضافة لمسيرته الإبداعية ونجحا في استمالة قلوب الجماهير المحلية والعربية.
وفي هذا الموسم الرمضاني يحقق الفنان خالد القيش معادلة صعبة بتجسيد الخير والشر في عملين مختلفين مطوعاً أدواته الاحترافية بدقة وبراعة ليعطي كل شخصية حقها ويقدمها على أكمل وجه فكان له حضور مؤثر لدى المشاهدين.
الرائد مروان
حيث يطل النجم السوري خالد القيش في مسلسل «كسر عضم» تأليف علي معين صالح، إخراج رشا شربتجي بشخصية «الرائد مروان» الذي يضع القانون نصب عينيه ويعتبره فوق الجميع ودائماً ما تكون لديه النظرة الخاصة والمحقة حول القضايا التي يتولاها، فيسعى جاهداً إلى تحقيق العدالة بقلب قوي وميت لا يعرف الخوف مهما تعاظمت سلطة الأطراف المواجهة، مستخدماً ذكاءه وحنكته لحل جملة من الخيوط المعقدة التي حبكها أحد المسؤولين الفاسدين، كما تشهد شخصيته تطورات كبيرة ومهمة بعد انتحار «ريان» فيمثل «الرائد مروان» خط الخير الجديد في العمل الذي يقف في وجه الظلم والفساد.
وبرع خالد القيش بتجسيد رجل الدولة القريب من هموم الشعب وقضاياهم الذي يستخدم سلطته لحماية المستضعفين وإعطاء كل ذي حق حقه من دون أن يتكئ على نفوذه لخدمة مآربه الخاصة ومن دون أن يعرف معاني الذل والخنوع لمن يتباهون بجبروتهم القائم على دماء ضحاياهم.
لم يكن غريباً عنه النجاح والإبداع الكبيران اللذان حققهما فمنذ بطولته في مسلسل «دقيقة صمت» بدور «العميد عصام» كان من الواضح أن الفنان خالد القيش يمتلك القدرات الإبداعية التي تخوّله خوض غمار مثل هذه الشخصيات التي دائماً ما تكون محبوبة من جانب الجماهير.
غازي بيك
ويستمر خالد القيش بتأدية شخصية «غازي بيك» في الجزء الثاني من مسلسل «حارة القبة» تأليف أسامة كوكش، إخراج رشا شربتجي حيث يمثل خط الشر الرئيسي في العمل بتجسيده دور الإقطاعي الشرير المتسلط الذي يفعل كل شيء للحفاظ على نفوذه، قوته مستمدة من ضعف وفقر الواقعين تحت رحمته، متجبر لا يعرف معاني الرحمة والمحبة.
وفي هذا الجزء يتعاظم شر «غازي بيك» بعد أن تكشف وصية والده بمنح الضيعة لـ«فارس» ابن أخته من «أبو العز» فيسعى جاهداً للانتقام من دون أن يلتفت إلى الرابط العائلي الذي يجمعه بهم، فمعبوده الوحيد هو السلطة والجاه اللذان يسعى لاستردادهما بكل الأساليب مهما كان الثمن.
أبدى خالد القيش إبداعاً يفوق الوصف بأداء هذه الشخصية المعقدة والمشبعة بالحقد والكراهية مستخدماً كل ما يخدم هذا الدور من لغة جسد كنظراته الشريرة وابتسامته الصفراء، نبرة صوته وأسلوب كلامه، فتماهى مع الشخصية بكل إحساسه حتى أقنع المشاهد بأنه بالفعل «غازي بيك» القاسي المتجبر.
وفي سياق أعمال البيئة الشامية يطل خالد القيش أيضاً في مسلسل «جوقة عزيزة» تأليف خلدون قتلان، إخراج تامر إسحاق بشخصية «الكابتن طارق» التي بقيت بمنأى عن كل الانتقادات التي وجهت للعمل بسبب دقة اختياره لهذا الدور الذي يناسب شخصيته المتزنة والرصينة التي دائماً ما ترجح كفة العقل والمنطق على العاطفة فيتخذ القرارات التي تصب بمصلحته ومصلحة كل من حوله ليبرز تضاداً جديداً مع «غازي بيك».
تجديد وتميز
لم يؤطر الفنان خالد القيش نفسه في قالب واحد وأثبت بجدارة عاماً بعد عام قدرته الدائمة على التجديد والتميز فأبدع بأداء شخصيات متنوعة ومتفاوتة تعكس توجهات وحالات نفسية مختلفة معتمداً على ذكائه الفني الذي طوعه لاختيار ما يلائمه من أعمال تظهر موهبته الخاصة وتعكس ما يمتلكه من أدوات وقدرات تمثيلية عالية وظفها بمكانها الصحيح ليخدم كل شخصية قدمها.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن