آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » بين نزار قباني ونوال السعداوي

بين نزار قباني ونوال السعداوي

تزامن رحيل الكاتبة والطبيبة المصرية المثيرة للجدل نوال السعداوي، مع الاحتفاء بذكرى ولادة الشاعر الدمشقي نزار قباني ، وثمة نقاط التقاء وأفتراق بينهما، فكلاهما خاضا حرباً على خطوط أمامية ضد جاهلية مستمرة ومعاصرة، ممثلة بالمتزمتين والرجعيين والظلاميين، وكلاهما رأى أن جوهر مشكلة الانسان العربي، تكمن في أنه كبل المرأة، وهذا ساهم في إعاقة تطوره التاريخي، وكلاهما انتقد موروثات بالية غير قابلة للنقد، ولقد ظهرت إشارات انتصارهما الساحق بالاهتمام الواسع برحيلها على صفحات التواصل، وباحتفاليات نزار التي تتجدد كل عام، وكان آخرها في ثقافي الميدان التي استمرت أربعة أيام . فقد سارا في الاتجاه المعاكس الخارج عن المتوقع والمألوف، وأرادا تحطيم الروابط المستتبة بين الأشياء، وخلخلة ركائز ودعائم الأوثان المزروعة في محيط يكاد يعيش على وتيرة واحدة من التقاليد والموروثات الاجتماعية والتاريخية، الشيء الذي عرضهما للاضطهاد في حياتهما ورحيلهما، فقد دخلت نوال سجن النساء أكثر من مرة، بسبب كتاباتها، وبرزت ردات الفعل السلبية من الظلاميين إثر الإعلان عن رحيلها.
وفي ذكرى نزار نستعيد المشاعر والأحاسيس التي عشناها في أشعاره منذ أيام طفولتنا وفتوتنا ونسترجع رائحة الياسمين والأضاليا والمنثور الدمشقي، ونتساءل عن الحاجة الملحة لإعداد دراسات تأويلية جديدة تعيد قراءة نصوصه الشعرية التي حولته بسرعة الشهاب إلى شاعر جماهيري أو شعبي، تحفظ قصائده مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية وتمتلك القدرة على تجاوز جميع إشكاليات الاستمرار في إطلاق الأحكام الجاهزة والمتسرعة، التي تتناول مسيرته الشعرية والحياتية، وهنا تبرز نقاط أفتراق بينهما، فنوال السعداوي ظلت كاتبة لها جمهورها الخاص، ولم تصل كتاباتها إلى كل العرب كقصائد نزار قباني المغناة بموسيقا وأصوات كبار نجوم التلحين والغناء في عالمنا العربي.
هكذا يلتقي نزار مع نوال في أنهما من أبرز المساهمين العرب في تجسيد حقيقة الثورة النسائية الحالية والمستقبلية، التي ظهرت في كتاباتهما وأقوالهما كقوة مرتبطة بإرادة ومعرفة مختلف الحالات التاريخية والاجتماعية والنفسية، التي رافقت تداعيات الحلم الرومانسي، الحامل إلى العيون رؤى جديدة لاتزال تنال التقدير والإعجاب والمتابعة، وتثير في أعماق القراء مشاعر الدهشة والسعادة والفرح والربيع الدائم.

(سيرياهوم نيوز-الثورة ٢٨-٣-٢٠٢١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ديبلوماسية «البيكيني»… للترويج للصهيونية

غادة حداد   بعد عام 2000، عملت الحركة الصهيونية على تغيير صورتها، بسبب النقمة عليها بعد انتفاضة الـ 2000، وما رافقها من جرائم إسرائيلية بحق ...