عبدالله الشيخ-محي الدين فهد
تشهد منطقة سلمية في ريف حماة الشرقي في مثل هذه الفترة من كل عام عمليات جني محصول الفستق الحلبي الذي تشتهر بإنتاجه على نطاق واسع لملاءمتها زراعته ومردوده الجيد للمزارعين في مناطق الزراعة البعلية.
سانا زارت عدداً من مناطق زراعة الفستق في المنطقة ومنها زغرين وتلحسن باشا الواقعة في ريف سلمية الشمالي والتقت عدداً من مزارعي أشجار الفستق الحلبي حيث بين جاسم الحميد أن إنتاج هذا الموسم هو الأفضل والأجدى مقارنة مع باقي المواسم الأخرى ولا سيما مع تلقي الأشجار الخدمة والرعاية والسقاية والمبيدات الحشرية اللازمة وهطول الأمطار بمعدلات جيدة مبيناً أن إنتاج كل شجرة في أرضه يتراوح ما بين 30 و40 كيلو غراماً وبهذه الكمية تأتي أشجار الفستق الحلبي في ريف سلمية بالمرتبة الثانية بعد مورك في ريف حماة الشمالي من حيث المردود والمساحات المزروعة بها.
ويتوقع المزارع جابر المحمدي من قرية تلحسن باشا في ريف سلمية الجنوبي أن تبلغ كميات الفستق الحلبي المنتجة في القرية لهذا الموسم أكثر من 7 أطنان ويتم بيع كيلو الغرام الواحد بمبلغ 4 آلاف ليرة سورية موضحاً أن تحقيق هذا الإنتاج الوفير جاء نتيجة مكافحة الآفات الحشرية برشها بالمبيدات ومتابعتها من قبل المهندسين والفنيين الزراعيين لافتاً إلى أن ثماره ذات قيمة غذائية عالية ومردود جيد للمزارعين في مناطق الزراعة البعلية مقارنة مع المحاصيل الأخرى فضلاً عن أن هذه الشجرة لا تتطلب خدمات كثيرة وتباع ثماره بأسعار مرتفعة وتلقى طلباً واسعاً في الأسواق.
من جانبه أوضح المزارع محمد المعاط أن هناك طريقتين للقطاف الأولى القطاف اليدوي بالدق بالعصا على الأغصان والنموات التي تحمل العناقيد الثمرية فتتساقط الثمار الناضجة وتبقى الثمار الفارغة وتستخدم هذه الطريقة للحصول على الثمار المبكرة في النضج والطريقة الثانية تستخدم سلالم يصعد عليها العمال للوصول إلى الثمار في كل شجرة حيث يقوم العامل بقطع العنقود الثمري بكامله باليد وإلقائه تحت الشجرة بعد مد غطاء قماشي أو بلاستيكي تحتها لجمع العناقيد المثمرة من قبل عاملات وفركها بين راحتي اليد حيث تنفصل الثمار المليئة والناضجة عن العناقيد التي تبقى محتفظة بالثمار الفارغة وبعدها يمكن تدريج الثمار وتعبئتها في صناديق كرتونية أو خشبية بغرض تسويقها كمحصول أخضر.
وأشار نايف الحموي مدير المصلحة الزراعية في مدينة سلمية إلى أن التحضير لزراعة أشجار الفستق الحلبي يبدأ بحفر الأرض على شكل جور تتباعد عن بعضها من 6 إلى 8 أمتار لمرور الآليات الزراعية وتغلغل الرياح ما يساهم في عملية التلقيح وتعرض الأشجار وأغصانها لأشعة الشمس بشكل جيد لافتاً إلى أنه يتم اختيار الغراس التي تتباين أعمارها بين 3 و 4 سنوات ثم تروى مباشرة بعد الزراعة بواسطة الري بالتنقيط أو الطريقة المعتادة في ملء الحفر أما الأشجار التي زرعت في أراض بعلية فتسقى كل سنتين مرة واحدة بحسب الهطولات المطرية وتضاف الأسمدة بكميات مناسبة.
وبين الحموي أن الإثمار يبدأ من عمر 10 سنوات وصولاً إلى ما بعد الـ 100 سنة حيث إن شجرة الفستق من الأشجار المعمرة وموعد القطاف يتم في منتصف شهر آب وصولاً إلى نهاية شهر أيلول.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا