كما هو معروف يحتاج الطفل إلى رعاية خاصة ، كي يكون عنصراً فاعلاً في المستقبل ، وهذه الرعاية تبدأ من المنزل ، من خلال متابعة هواياته واهتماماته وهندامه ، والألعاب التي يلهو بها و ألوان الملابس و جدران وسقف الغرفة التي يمكث وينام فيها .
والألوان أحد تلك العوامل النفسية التي تساعد في تنمية شخصية الطفل وتطوير مهاراته ، حيث من المعروف تأثيرها على مختلف الأعمار صغاراً وكباراً .
لكن تأثير الألوان على الصغار له خصوصيته ، لما لها من دور في تغيير مزاجهم وطاقتهم وشهيتهم وسلوكهم .
وحول التأثيرات المختلفة للألوان على معنويات الطفل وتصرفاته أوضحت الاختصاصية النفسية سمية عبد الواحد ، أن الألوان المختارة للطفل أينما كان موقعها سواء على الدفتر أو الحقيبة أم الجدران تؤثر على نشاطه وحالته المزاجية ، حيث بعض الألوان لها أثر إيجابي على سلوكياته ، وتجعلها غير مقبولة وتنفر من حوله ، فيما بعضها الآخر يحفز طاقات الأطفال على نحو جيد ، وعلى العكس ، و تخلف عنده مزاجاً عصبياً ، وأضافت تؤكد بعض الدراسات على الأمهات والآباء ضرورة اختيار ألوان غرف الأطفال بشكل خاص ، وغرف المنزل عموماً باختيار ألوان تبعث فيهم الطاقة الإيجابية .
وقالت عبد الواحد : إن اللون البرتقالي مثلاً من الألوان الدافئة ، وينصح به لغرف الأطفال ، لأنه يحفز نشاط العقل والإبداع والشعور بالسعادة ، ويحفز الشعور بالثقة والاستقلال .
وأضافت أن اللون الأصفر يدخل البهجة والسعادة للنفس كما ينشط العقل ، ويحث على التفكير وتحفيز الإبداع ، منوهة بذات الوقت بأنه يفضل التقليل من حدة هذا اللون .
وأشارت الاختصاصية النفسية أن اللونين السابقين على عكس اللون الأبيض الذي يتسبب في إثارة الأطفال ودفعهم للصراخ والبكاء ، وقالت : رغم ارتباط اللون الوردي بالفتيات ، فإنه يضفي شعوراً مهدئاً لدى الجنسين ، بينما يعد اللون الأحمر من الألوان النارية التي لديها القدرة على تنشيط الجسم وزيادة معدل ضربات القلب والتنفس ، ونوهت أن بعض الأبحاث تشير أن التعرض إلى هذا اللون يدفع إلى السلوك العدواني وعدم القدرة على التركيز ، فضلاً عن أنه يحفز الأطفال على السلوك العصبي والصراخ ، وهو ما يتسبب أيضاً في إجهاد النظام العصبي لديهم ، لهذا لا يُنصح باختيار هذا اللون لغرفهم، بينما يشكل اللون الأبيض مع الأسود ثنائياً مريحاً وخاصة الأطفال الأصغر عمراً ، حيث يبعث الطمأنينة والراحة في الأجواء .
وتحدثت عبد الواحد أن اللون البنفسجي يمنح شعوراً بالطموح ويبعث في نفوس الأطفال الثقة بالنفس ، كما أنه هذا لون العاطفة والإبداع والحكمة والروحانية ، ويعتبر من الألوان العميقة والانفعالية التي تحفز الإحساس والتعاطف لدى الأطفال .
وختمت الاختصاصية النفسية : لكن إذا كان طفلك حساساً للغاية يمكنك استبعاد هذا اللون ، لأنه يولد مشاعر انفعالية مبالغ فيها ، على حين يتميز اللون الأزرق بتأثيره الإيجابي على سلوكيات الأطفال ، لأنه يقلل من الشعور بالقلق والعدوانية ، كما يعمل على خفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ، و يساعد الأطفال الذين يعانون من نوبات الغضب أو المشاكل السلوكية الأخرى على الشعور بالهدوء والارتياح ، وخاصة لدى الأطفال الذين لديهم ميول عدائية .
وقالت إن اللون الأخضر يحفز قدرة الطفل على التعلم لما له من أثر مهدئ ، حيث وجد العلماء أن اللون الأخضر له أثر على تحسين سرعة القراءة والفهم للطفل ، ويبعث الهدوء والسلام في المنزل .
إذاً فالألوان الدافئة تبعث السعادة والراحة ، كما تضفي عليها مساحة تشعرهم بالحميمية ، على عكس الباردة منها والتي تتميز بأثرها المهدئ عليهم
حسين صقر
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة