آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » تأثير العطور على نفسية الإنسان ومزاجه

تأثير العطور على نفسية الإنسان ومزاجه

 حسين صقر :

تشكل العطور منذ زمن طويل أداة قوية وخفية تعيد التوازن للعقل والجسم، كما يقول المثل الصيني القديم: “كلّ العطور دواء”، حيث لم يعد العطر وسيلة للرائحة الطيبة فقط، وإنما أصبح له تأثير حقيقي على نفسية الإنسان، و من يشم الروائح الطيبة والعطور، بالتأكيد غير الذي يستنشق الروائح الكريهة، ومن يعمل في حديقة ملأى بالأزهار والورود، ينعكس ذلك على حديثه وسلوكه وعطائه.
وفي هذا الإطار تحدثت بعض الدراسات أن النعناع وزنبق الوادي يعملان على زيادة اليقظة في العمل، لذا تعتمد بعض الشركات تقنية ضخ رائحة النعناع إلى المكاتب لتحسين الإنتاجية، بالإضافة لبث روائح العطور المختلفة من خلال نظام تكييف الهواء، لتحسين أمزجة الموظفين وتعزيز إنتاجيتهم، بينما تساعد نفحة من الحمضيات على بداية يوم عطلة جيد، في وقت تعمل فيه رائحة الأزهار غير المزعجة على رفع نسبة التركيز في منتصف الصباح وبعد الظهر، كما أن مسح اليد ببعض من روائح الطيب تخفف التعب أثناء القيلولة أو في وقت متأخر من الليل.
وفي هذا الجانب لا يتوقف الأنف عن العمل، حتى أثناء النوم، ومع كل نفس يحلل الروائح، لذلك ينصح الأطباء بأن تكون الغرفة ذات تهوية جيدة أثناء فترات النوم، على أن تتوفر أيضاً روائح تحفز على رؤية أحلام سعيدة، مثل عطر البرتقال، لأن للعطور تاثيرا على الأحلام سلباً وإيجاباً، حيث إذا كانت الرائحة سيئة يزداد احتمال رؤية الكوابيس.
وفي السياق ذاته يقول الشاب شادي سلو يعكس نوع العطر الذي نضعه الكثير عن شخصيتنا من حيث لا ندري، و على سبيل المثال إن كان الشخص من الذين يفكرون دائماً بدوام رائحة العطر لفترة طويلة، فقد يكون من الأشخاص الذين يخشون أن يأخذ الآخرون عنهم فكرة سيئة.
وقالت الشابة مي عاصي: إن الكمية التي تضعها الفتاة تشي أيضاً بالكثير، إذ أن اللاتي يضعن كمية كبيرة من العطر، فهن ممن لا يرغبن أن يمحى أثرهن بسهولة لدى الآخر.
كنان الأحمد ذكر أن الكثير من العطر قد يشي بهوس شديد بإثبات الذات لدى الآخرين وقد يعكس قليلاً من التوتر في الشخصية التي تخشى ألاّ تلفت نظر الآخرين من دون رائحة مفرطة في قوتها. ولدى لقائنا العطار رائد أبو فخر الملقب أبو كنان قال : تعتبر مهنة العطارة من المهن الراقية التي تتطلب من صاحبها أن يتمتع بروح مرحة تعكس طبيعة عمله وتعامله مع زبائنه والذواقين لأنواع العطور على اختلاف تسمياتها وتركيبها.
وأضاف إن للعطور تاثيرا خاصا على شخصية كل انسان وتختلف رائحة العطر من شخص لآخر حسب طبيعة جسم الإنسان الفيزيولوجية وهذه حقيقة علمية مثبتة، لذلك من الضروري أن يكون العطار قادراً على إعطاء كل شخص العطر الذي يناسبه ويتناسب مع شخصيته.
وأشار أبو فخر كما أن مهنة العطار تحتاج إلى نفس طويل يكون قادرا من خلاله على تلبية طلب الزبون وإعطائه الرائحة التي يريديها، وذلك نتيجة اختلاف أمزجة الناس وأذواقهم وآراء من يتدخلون بشم روائحهم، وذلك من خلال إقناعهم بهذا العطر أو ذاك، لأن هناك أناساً يترددون في اختيار نوع العطر، و هنا يأتي دور صاحب المهنة بإقناع الزبون بالنوع المناسب له دون أن يتذمر أو يظهر له أي انزعاج، وأن يخاطبه بروح الدعابة ويجعله مقتنعا بنوع العطر.
وأشار العطار أبو فخر حسب الدراسات العلمية والفيزيولوجية ينشط استنشاق العطر جزءاً من الدماغ بعد أن يقوم بتحليل الرائحة من خلال الذكريات العاطفية المخزنة، كما أنه يربط المناطق التي تتعامل مع معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، ومستويات الإجهاد، والتوازن الهرموني، وترتبط حاسة الشم ارتباطاً مباشراً في مايسمى مركز السيطرة العاطفية حيث يُوجد القلق والخوف.
وأوضح أبو فخر أن الإنسان يعمل على اكتشاف رائحة العطور لمن حوله من خلال المُستقبلات الموجودة في الأنف، والتي تعمل على نقل المعلومات عن محتوى الرائحة من خلال الأعصاب إلى مركز خاص للتعرف على الروائح في الدماغ، والذي بدوره يعمل على معالجة الإشارة القادمة وتحويل المعلومات إلى منطقة أُخرى والتي تعمل على التحكم في الحالة المزاجية والذاكرة والسلوك والعاطفة، ونوه بأن العطور تؤثر بشكل كبير على انفعالات الأشخاص وانطباعاتهم بشكل عام، لذلك تتمحور صناعة العطور من قبل الشركات حول إمكانيّة حدوث الانجذاب والاتصال من خلال العطر، من خلال تطوير عطور تعمل على نقل مجموعة من المشاعر، مثل الحيوية والاسترخاء وغيرها.

سيرياهوم نيوز 6 – الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...