راغب ملّي
وعود كبيرة أطلقتها “أبل” و”أمازون” حول مستقبل المساعدات الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. نسخ محسّنة من “سيري” و”أليكسا” ظهرت في العروض التقديمية بمزايا ثورية، لكن الواقع حتى الآن لا يعكس تلك الوعود، وسط تأخّر ملحوظ وتنفيذ محدود.
في شباط/ فبراير، كشفت أمازون عن النسخة المطوّرة “أليكسا +” (Alexa+)، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتُقدَّم بوصفها قادرة على تنفيذ محادثات طبيعية، تنظيم جداول، وحتى تحليل لقطات فيديو. لكنها لم تصِل فعلياً إلى المستخدمين وفق ما وُعد. فبحلول نهاية آذار/ مارس، لم يتسلّم أيّ من المراجعين نُسخاً للتجربة، ولم يظهر أي مستخدم فعليّ للخدمة. الشركة اكتفت بالقول إن الإطلاق بدأ “بشكل محدود جداً” في 31 آذار/ مارس، مع وعود بالوصول إلى ملايين المستخدمين في أيار/ مايو. لكن كثيراً من الميزات الموعودة لم تُدرج ضمن المرحلة الأولى.
أما “أبل”، فقد تحدثت منذ حزيران/ يونيو 2024 عن تطوير “سيري” (Siri) ضمن ما أسمته “أبل إنتلجنس” (Apple Intelligence)، حيث يمكن للمساعد أن يتذكّر تفاصيل سياقية مثل أشخاص التقيتهم بناءً على تقويمك. لكن التنفيذ الفعلي لهذه القدرات تأخّر، وبعض الإعلانات الترويجية سُحبت لاحقًا، في مؤشر على أن الأمور لم تسر وفق ما خططت له الشركة.
ورغم أن الشركتين تواجهان تحدّيات تقنية حقيقية في دمج الذكاء الاصطناعي مع منتجات قائمة، فإن الانتقادات تتصاعد حول استباق التسويق للواقع، خصوصاً في سوق باتت فيها “صرخة الذكاء الاصطناعي” شرطاً لإرضاء المستثمرين.
يُتوقع أن تشمل “أليكسا +” في المستقبل معظم أجهزة “أليكسا” البالغ عددها 600 مليون. لكن الخدمة حالياً محصورة بأجهزة Echo Show الحديثة، وباشتراك شهريّ قدره 20 دولاراً.
أما “أبل”، فقد بدأت بطرح بعض أدوات “أبل إنتلجنس في أواخر 2024، لكنها لم تُظهر بعد القدرات المتقدمة التي وعدت بها، مثل تنفيذ الأوامر داخل التطبيقات أو التفاعل مع ما يظهر على الشاشة.
في النهاية، وبين ضغط السوق، وصعوبة التنفيذ، وعدم وضوح الجداول الزمنية، يتساءل المستخدم: متى ستتحول هذه الوعود إلى واقع ملموس؟
أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار