آخر الأخبار
الرئيسية » تربية أخلاقية وأفعال خيرية » تأملات يوم الجمعة: في حضرة التقوى والإحسان

تأملات يوم الجمعة: في حضرة التقوى والإحسان

 

المهندس نضال رشيد بكور

يوم الجمعةٍ هو تذكيرٌ ناعمٌ بأنّ الطريق إلى الله لا يُقاس بطول السجود فحسب بل بمدى حضور القلب وهو يسجد ، وبعمق النية وهي تفيض رحمةً على الخلق
فالتقوى ليست خوفاً يكمم القلب
بل وعيٌ يحرّره من الزيف
هو أن ترى الله في كل شيء ، فتستحي أن تُسيء حتى في الخفاء .
إنَّ الإنسانَ التقيَّ ليس ذاك الذي يبتعد عن الشرّ خوفاً من العقاب بل الذي يختار الخير لأن الخير يليق بروحه . فالتقوى نورٌ يسكن الداخل والإحسان هو أثرُ ذلك النور حين يفيض على الآخرين …
وما أجمل أن نعيش بينهما ، في توازنٍ يجعلنا نُرضي الله بحُبّنا للناس ، ونُرضي الناس بما نستنير به من الله .
في هذا اليوم المبارك ، لنتذكّر أنّ أجمل ما نُقدّمه لأنفسنا هو عملٌ صالحٌ نفعُه يتعدّى حدودنا . أن نُحسن القول لمن جَفا ، وأن نغفر لمن أساء ، وأن نصنع معروفاً لا يُذكر في زمنٍ لم يعُد الناس يُعطون إلا بثمن.
يوم الجمعة ليس مجرد موعدٍ للدعاء
بل فرصةٌ لمراجعة قلوبنا :
هل أحسنّا كما يُحسن الله إلينا؟
هل زكّينا أرواحنا بالصدق ، كما نزكّي أموالنا بالعطاء؟
هل ما زلنا نُعامل الضعيف برحمةٍ لا تنتظر المقابل؟
اللهم في هذا اليوم اجعلنا من الذين إذا ذُكر اسمك وجلت قلوبهم ، وإذا ذُكر الإحسان تذكّروا أنفسهم بين المحسنين ، وإذا مرّوا بالناس ، مرّوا بخيرٍ وسلام .
جمعةٌ تتنزّل فيها السكينة على القلوب الذاكرة ، وتُغسل فيها الأرواح بندى الطهر ، فطوبى لمن أخلص نيّته ، وأحسن في سرّه وعلنه ، وجعل من عطائه عبادةً ومن قلبه طريقاً إلى الله.

 

 

 

(أخبار سوريا الوطن2-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الجامع العمري بإزرع.. شاهد أثري على التنوع الديني والتسامح

يتربع الجامع العمري في منطقة أثرية من مدينة إزرع، تحيطه الكنائس والبيوت الأثرية الرومانية والبيزنطية والتي بعضها مازال مسكوناً حتى الآن. وأوضح رئيس دائرة آثار ...