بقلم:مالك صقور
يعرف العالم كله، إنه في عام، 1492 سقطت آخر دولة عربية في الأندلس، وفي هذا العام نفسه اكتشف كولومبوس أميركا.. فهل ندرك الفارق الحضاري بين العرب وبين أميركا؟ وهل ندرك اليوم لماذا تقدموا بسرعة صاروخية ونحن تخلفنا؟!!
ويعرف العالم أيضا، أن المغامرين الجدد أبادوا سكان أميركا الأصليين.. ومنذ ذلك الحين تأصل في دمهم القتل والإجرام الإبادة والأرض المحروقة والاحتلال ونهب ثروات الشعوب
ومنذ بروزاميركا على الساحة الدولية في نهاية القرن التاسع عشر وحتى اليوم وهي تتدخل بشؤون الدول الأخرى في أربعة أركان الأرض. وهذاالتدخل أخذ أشكالاً مختلفة: تآمر، انقلابات، دسائس المخابرات المركزية، زرع الجواسيس، ثم الغزو والاحتلال، والبطش، ونهب الثروات، وإقامة القواعد العسكرية.. وسجون التعذيب كما في غوانتانامو وأبو غريب..
تتخذ أميركا سياسة ( الشيطنة) أو( الابلسة)-أي تشيطن أو تؤبلس من تشاء كما تقتضي مصلحتها.. تماما كما حصل في العراق. إذ ادعت إن العراق يهدد أمنها القومي لأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل..( قامت مظاهرات ومسيرات في مئة وخمسين عاصمة ومدينة في كل إنحاء العالم، تطالب بعدم غزو العراق.. ومع ذلك ضربت أميركا ذلك كله عرض الحائط.. ولم تأبه للرأي العام العالمي وغزت العراق واحتلته، ودمرته وذبحته من الوريد إلى الوريد وشردت شعبه وقتلت أكثر من مليون شهيد ونهبت آثاره العريقة التي لا تقدر بثمن. وما زالت تنهب نفطه، واشعلت الفتن بين شماله وجنوبه ودبت التفرقة بين الطوائف..وكلما وصل رئيس جديد إلى البيت ” الأبيض” تباهى بخضوعه للكيان الصهيوني..
إن تاريخ الإمبريالية معروف جدا.. سواء الإمبريالية المتمثلة بالاستعمار القديم
البريطاني والفرنسي، أو الإمبريالية الأمريكية التي نهضت على أنقاض ( أوروبا العجوز )-كما يصفها الأمريكيون.. مع ذلك يتمتعون بذاكرة بغي. فهم يعرفون تاريخ جرائم النازية الفاشية ويعلمون كم تكبدت أوروبا من ويلات الفاشية النازية، ومن زار مدينة( كراكوف)في بولونيا حتما سيزور معسكر( أوشفينتشيم). الذي يسمونه متحف الموت.. هناك يصاب الزائر بالغثيان والقرف والحزن والأسى، يقشعر البدن من مشاهدالبربرية النازية الفاشية.. هذه الوحشية وهذه الهمجية تستخدمها الصهيونية في فلسطين المحتلة وأفعال المحتلين الصهاينة الشنيعة جعلت العالم ينسى أفعال النازية. وكما إن الذاكرة البغي تناست مصير هتلر وموسوليني، الفاشية النازية تتناسى الذاكرة البغي جرائم أميركا في هيروشيما وفي فيتنام وأفغانستان والعراق وإفريقيا وأميركا اللاتينية
هذا التاريخ الأسود من جرائم أميركا مستمر حتى هذه اللحظة.. وفي هذه الأيام يسطّر المقاومون الفدائيون الابطال في غزة واليمن انصع صفحات التاريخ ويكتبون تاريخا جديدا.. سيكون بداية لإنهاء عصر الاستكبار والغطرسة وفي الوقت نفسه يعلمون العرب معنى الحرية ورفض التبعية الدونية هؤلاء علمونا إن أميركا ليست قدراً
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٣)