حنان سويد
الانسيابية بشكليها المادي والتقني تطالعنا في أعمال الفنان التشكيلي عبد الله النقري من خلال لوحات جسدها إما بالخيول بوضعياتها المختلفة أو بفتيات يرقصن الباليه.
عن تجربته وأسباب اختياره لهذا الأسلوب أوضح النقري في مقابلة مع سانا الثقافية أن خوضه في مجال التشكيل الذي أبحر في يمه منذ نعومة أظافره أعطاه حيزاً للتعبير عن واقعه البسيط بدءاً من الخيل التي كانت لدى عائلته فعشقها طفلاً مجذوباً إلى شكلها وحركاتها وصفاتها التي تتمتع بها ليبرز ذلك في أعمال مشبعة بألوان وحيوية.
وفي لوحات أخرى يجسد النقري الأنثى وهي ترقص الباليه لافتاً إلى أن هذا النوع من الفن الراقي يرمز للجمال والرقة من خلال تناسق الجسم والانسيابية في الحركة إضافة إلى ما تبذله الأنثى من جهد في تأدية هذه الحركات الجميلة.
وحول الموضوعات الأخرى التي نراها في أعماله يشير النقري إلى أنه تأثر ببيئته البسيطة وبحارته الشعبية ومرسمه الذي أقامه فيها ليعنى بمواهب أطفال وشباب ويضفي لمسة جمالية عليها.
كما أنه وبحكم اقامته وتدريسه لمادة الرسم في مدارس بالإمارات تأثر بطبيعة المنطقة وصحرائها وكثبانها الرملية التي جسدها في العديد من لوحاته الطبيعية.
ويرى أن لكل فنان تشكيلي مدرسته الخاصة ولو تعددت المدارس الحديثة وتطورت أدواتها ولكن تبقى اللوحة بألوانها الأصلية هي الأساس.
وعن أدواته الفنية بين النقري أنه يميل في أعماله إلى الألوان المائية وهي أشد الألوان حساسية لا تقبل التراجع أو الخطأ والتعامل صعب معها فيما نرى أعمالا أخرى بالألوان الزيتية وأخرى بالصلصال المشوي أو منحوتات بخشب الزيتون.
وعن قلة أعماله النحتية رغم أنه مدرس لمادة التربية الفنية في المعاهد والجامعة لفت الفنان التشكيلي إلى أن مرسمه يفتقر إلى المكان الرحب والأدوات التي يحتاجها هذا النوع من الفن التشكيلي.
وعن نظرته الحالية للحراك التشكيلي في حمص أعرب النقري عن أسفه لافتقاره للنشاطات وللمعارض التي تجذب الجمهور على عكس ما كان عليه خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي حيث كانت هذه المدينة قبلة لرواد الحركة التشكيلية آنذاك.
ويعزو التراجع في الحركة التشكيلية اليوم إلى أسباب مادية منها التكلفة الباهظة للمواد والعزوف عن اقتناء الجمهور للوحات ما يؤثر على مزاجية الفنانين وعلى إنتاجهم الفني.
وبخصوص المواهب الواعدة التي يرعاها مرسمه أوضح النقري أن حمص غنية بالمواهب الناشئة وهناك اهتمام واضح من الأهالي لتشجيع أبنائهم ما يبشر بجيل مثقف تشكيلياً يستطيع قراءة ما ينتجه الفنانون وبالتالي النهوض بالذائقة الفنية في المجتمع ككل.
وأبدى النقري تشجيعه لهؤلاء الأطفال الذين لا يقتصر فنهم الجمالي على الورق وإنما يتجاوزه إلى البيت والمدرسة والمجتمع فتصبح أحاديثهم وسلوكياتهم أرقى وأجمل مع الآخرين لأن الفن يوسع مداركهم الفكرية ويصقلها ويوجه بوصلتها نحو الأفعال الإيجابية.
وختاما رأى النقري أن المناهج التربوية تفتقر إلى مدرسي تربية فنية قادرين على تحويل مدارسنا وقاعاتنا الصفية إلى أشباه معارض.
والنقري خريج كلية الفنون الجميلة عام 1983 اختصاص اتصالات بصرية وإعلان وعمل مدرساً في كلية الهندسة المعمارية بجامعة البعث ومديرا لمعهد إعداد المدرسين كما شارك في العديد من المعارض التشكيلية داخل وخارج سورية واليوم يحضر للمشاركة الأسبوع القادم في معرض تشكيلي لفناني حمص عن المدينة القديمة.
سيرياهوم نيوز 6 – سانا