نورمان العباس
بينت الطبيبة النفسية في مشفى المواساة لانا سكر لـ«الوطن» أن العلاج بالأدوية أحد أساليب العلاج المستخدمة فالمرض أو الاضطراب النفسي له أسباب بيولوجية وأسباب اجتماعية ونفسية لها علاقة بطبيعة الفرد، وقد رأت المعالجة النفسية (بالأمواج الدماغية والسبب النفسي) روجينا مفرج في حديثها لـ«الوطن» أن هناك استسهالاً لدى بعض الأطباء النفسيين بوصف الأدوية النفسية كحل سريع، وأن العلاج النفسي اليوم أصبح « تجارة» عند البعض، وأن أسهل طريقة يلجأ إليها الطبيب النفسي هي وصف الأدوية قبل أن يسمع مشكلة المريض أو يمنحه الوقت للتحدث.
وبينت سكر أن العلاج الدوائي وحده لا يكفي في حال وجود مشاكل نفسية واجتماعية.
أما فيما يخص الإدمان فقد أوضحت سكر أن الإدمان بحد ذاته هو اضطراب نفسي له معايير وهناك زمر معينة من الأدوية من الممكن أن تؤدي إلى الإدمان تؤخذ تحت وصفة طبيب وسحبها يكون تحت إشراف طبيب.
واعتبرت سكر أن العلاج النفسي في سورية غير موجود بشكل كبير ولا يوجد تنظيم لمهنة العلاج النفسي لذلك نجد الكثير من الدخلاء والمعالجين النفسيين غير الأكفياء، وهذا يسيء للمهنة والسبب الأساسي هو عدم منح تراخيص للمعالجين النفسيين ليمارسوا المهنة وفق معايير معينة، إضافة إلى التكاليف العالية للعلاج النفسي من خلال الجلسات الأسبوعية وهذا يشكل عبئاً مادياً كبيراً على المريض لذلك من الممكن أن يرفض المريض العلاج.
أما فيما يخص الأخطاء الطبيبة والمشاكل التي تنتج عن علاج نفسي خاطىء فأوضحت سكر أنها موجودة في كل الاختصاصات ومن الممكن أن يقدم من يتعرض للخطأ بشكوى لنقابة الأطباء ويتم فتح لجنة للتحقيق بالموضوع، مشددة على ضرورة المراقبة والمتابعة مع الطبيب النفسي وعدم استخدام الأدوية بشكل عشوائي حتى يصل المريض للعلاج والحل الأمثل لحالته.
بدورها أشارت المعالجة النفسية مفرج إلى أن هناك أطباء يصفون أدوية للأطفال الذين يعانون من مشاكل أسرية بعمر سبع سنوات وهذا من الممكن أي يخلق نتائج كارثية، ويضع حياة الطفل بخطر ومن الممكن أن تجعل الطفل عدائياً وتزيد من فرط نشاطه وحركته.
وبينت مفرج أن أغلب المرضى يلجؤون إلى الطبيب النفسي فقط لمجرد التحدث وتفريغ شحنات سلبية داخلهم ولكن النسبة العظمى من الأطباء النفسيين اليوم لا يسمعون المريض حتى أصبح كثيرون في المجتمع السوري اليوم يعيشون على الأدوية، فعندما يدخل المريض الذي يعاني الاكتئاب أو صدمة نفسية معينة أول حل يصفه الطبيب «الدواء» وخاصةً طلاب الجامعات أو الشهادة الثانوية الذين يعانون من ضغط نفسي.
وأكدت مفرج أن الأدوية النفسية لا تحل المشكلة النفسية من جذورها هي فقط تساعد على تسكين الألم النفسي وتجعله يشعر بالراحة والهدوء، ولكن هذا الشعور مؤقت ويمكن أن نسميه «تخديراً نفسياً «بمجرد قطع الدواء يعود المريض لحالته ويكون الوضع أسوأ إذا لم يكن هناك بديل للدواء لأن جسمه اعتاد إياه.
وعن أضرار الأدوية النفسية أوضحت مفرج أن الأدوية النفسية يمكن أن تسبب الإدمان في حال الإكثار منها وتسبب خللاً بالحركة إضافة إلى الارتجافات وزيادة في الوزن والتهيج الجلدي والشعور دائماً بالخمول والنعاس وعدم القدرة على ممارسة الأعمال، وبعضها يؤدي إلى النسيان ويؤذي الذاكرة وفيما يتعلق بسحب الدواء من الجسم عن طريق أدوية أخف، واعتبرت هذا الإجراء خاطئاً فسحب الدواء يكون بالتدريج تحت إشراف طبيب، لكن لا يجوز سحب دواء بدواء آخر يكون أخف منه، فهناك طرق أخرى ليتخلص الجسم من الأدوية من خلال الدعم والغذاء والفيتامينات.
سيرياهوم نيوز1-الوطن